15-يناير-2019

الفجوة هائلة بين الذكور والإناث في سوق العمل الأردنية (HRW)

شهد الأردن على مرّ السنوات الماضية تطورًا كبيرًا في مستوى توفير فرص التعليم للإناث في المراحل التعليمية المختلفة، إذ تجاوزت نسبة المتعلمات بين الإناث في سن 15 وأكثر 93%، كما شكلت الإناث حوالي نصف الطلبة الملتحقين في المدارس في المرحلة الأساسية في العام 2017. 

رغم تقدم الأردن في مجال توفير فرص التعليم للإناث، إلا أن مشاركة المرأة الأردنية في سوق العمل ما تزال من بين الأدنى عالميًا

أما في المرحلة الثانوية الأكاديمية، فتزيد نسبة الطلبة من الإناث على الذكور، وينسحب الأمر ذاته على مرحلة التعليم الجامعي أيضًا، إذ تمثل الطالبات الملتحقات في الجامعات الأردنية نسبة 51.6% مقابل 48.4% للذكور حسب إحصاءات العام 2016.

اقرأ/ي أيضًا: ما يجب أن يقال في يوم المرأة

لكن على الرغم من هذه الأرقام والنسب التي تتفوق بها الأردن على كثير من الدول في المنطقة وربما العالم، إلا أن مشاركة المرأة في سوق العمل ما تزال من بين الأدنى عالميًا حتى العام 2018.

وتترسخ حالة عدم المساواة بين الجنسين في التقدم إلى الوظائف والوصول إليها، إضافة إلى شبه غياب للمرأة الأردنية على مستوى ملكية وإدارة المصالح التجارية والأصول المنتجة، وتدني تمثيلها في الوزارات ومجلسي النواب والأعيان والمناصب الدبلوماسية.

وصدر مؤخرًا تقرير الفجوة الجندرية العالمي للعام 2018، إذ جاءت نتائجه مؤكدة على تفاقهم الفجوة بين الذكور والإناث في سوق العمل الأردنية، رغم ما يمثله ذلك من تأثير سلبي عميق على الوضعين الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.

الفجوة الجندرية.. واقع مُرّ على المرأة الأردنية

وفق تقرير الفجوة الجندرية العالمي للعام 2018، فإن الأردن يكاد يتذيّل الترتيب العالمي في وضع المرأة في سوق العمل، إذ حل في المرتبة 138 من أصل 149 دولة في مؤشر الفجوة الجندرية للعام المنصرم، وبدرجة وقفت عند 0.605 في المؤشر، علمًا بأن الدرجة 1.0 تعني التكافؤ الكامل بين الجنسين في سوق العمل في البلد موضوع الدراسة، بينما تشير الدرجة 0 إلى غياب التكافؤ بينهما.

وتعكس هذه الأرقام المتواضعة الواقع الاقتصادي الصعب للبلاد، وانعكاسه على ارتفاع معدلات البطالة التي بلغت 18.7% في عام 2018 بين الذكور، الأمر الذي يعني بالضرورة أيضًا ارتفاعها بين الإناث بنسبة وصلت إلى 27% في العام نفسه.

هذا وتعدّ نسبة مشاركة المرأة الأردنية في القوى العاملة من بين الأدنى عالميًا، ولا تتجاوز 17% حسب إحصاءات العام 2017، وهو أمر يتفق المختصون على تأثيره السلبي على دفع عجلة التنمية الشاملة في البلاد، حيث يُعد هذا التهميش الكبير للمرأة في المشهد الاقتصادي الأردني، أحد أبرز مظاهر حالة التردي الاقتصادي الذي تعيشه البلاد، بما في ذلك من هدر وضياع للإمكانات والطاقات الاقتصادية التي تمثلها الأعداد الكبيرة للإناث المؤهلات، واللواتي يتفوقن على نظرائهن الذكور في نسب الانتظام في التعليم والتدريب في مختلف المراحل التعليمية.

كما جاء ترتيب الأردن متأخرًا وفق التقرير في محاور أخرى في مؤشر الفجوة الجندرية للعام 2018، إذ حلت في المرتبة 109 من أصل 149 في محوري "توقع الحياة الصحية" و"تمثيل المرأة في مجلس الأمة"، بينما حلت في المرتبة 124 في محور "السيدات في المناصب الوزارية".

فجوة في الأجور أيضًا

إضافة إلى الفجوة الهائلة بين الذكور والإناث في المساهمة بسوق العمل الأردني، تعاني العاملات من تدني الأجور وعدم المساوات مع الذكور في المستحقات المالية والرواتب والحوافز والترقيات في مختلف قطاعات الأعمال، سواءً كان ذلك في المؤسسات العامة أو الخاصة، رغم التساوي في نفس المهام المطلوبة بين الإناث والذكور.

كما تعاني المرأة العاملة انتهاكات تخص هضم حقها في الإجازات المستحقة، والتهميش من المناصب الإدارية، إضافة إلى المضايقات السلوكية من تحرش جنسي ولفظي في بيئة العمل، دون حماية كافية في القوانين المعمول بها في البلاد.

ووفق اللجنة الوطنية الأردنية للإنصاف في الأجور، بلغت الفجوة في الأجور بين الجنسين في القطاع العام 13.6% في حين بلغت 14.2% في القطاع الخاص، وتزداد هذه الفجوة وضوحًا في قطاعات ترتفع فيها نسب مشاركة المرأة، مثل قطاع الصحة الذي وصلت فجوة الأجور بين الجنسين فيه إلى 31.8%، وقطاع التعليم الخاص بنسبة 30.2%، وذلك وفق بيانات خاصة بحملة "قم مع المعلّم"، والتي تطالب بتعزيز حقوق المعلمين والمعلمات في المدارس الخاصة في الأردن.

بلغت الفجوة في الأجور بين الجنسين الأردن 13.6% في القطاع العام و14.2% في القطاع الخاص

وفي تقرير موجز لمنتدى الإستراتيجيات الأردني تناول نتائج تقرير الفجوة الجندرية العالمي للعام 2018 الخاصة بالأردن، تم التأكيد على مسؤولية مؤسسات القطاع الخاص في الإسهام في تطوير البيئة الملائمة لزيادة نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل، ومعالجة النظرة السلبية تجاه الإناث العاملات في مختلف المجالات.

وفق تقرير الفجوة الجندرية لعام 2018 يكاد الأردن يتذيّل الترتيب العالمي في وضع المرأة بسوق العمل، حالًا في المرتبة 138 من أصل 149 دولة

كما أوصى التقرير بضرورة استغلال التقنيات الحديثة لتمكين المرأة من متابعة بعض مهام أعمالها من المنزل، إضافة إلى المبادرة في تقديم خدمات رعاية الأطفال والتسهيلات المتعلقة بذلك لتسهيل انخراط المرأة في سوق العمل وتيسير السبل التي تكفل رفع مستويات كفاءتها وإنتاجيتها.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ماذا تعرف عن سوء المعاملة العاطفية؟.. وحش العنف الخفيّ ضد المرأة

#ما_تسكتوش.. أصداء حملة عالمية ضد التحرش في الأردن