أعلنت لجنة جائزة نوبل خلال الأسبوع الفائت أسماء الفائزين بجائزة نوبل لعام 2022 بفئاتها الستة: الطب، والكيمياء، والفيزياء، والاقتصاد، والأدب، والسلام، ونستعرض هنا أبرز ملامح الجائزة والانطباعات حولها لهذا العام.
حضور أنثوي خجول
مما كان لافتاً بقائمة الفائزين لهذا العام هو تواجد امرأتين فقط من أصل 12 فائزاً، كانت أولاهما الروائية الفرنسية "آني إرنو" التي فازت بجائزة نوبل للآدب، ومعها الكيميائية "كارولين بيرتوزي" التي اقتسمت شرف الجائزة مع "مورتن ميلدال" و"كارل باري شاربلز" الذين فازوا بجائزة نوبل للكيمياء. وبهذا كانت "بيرتوزي" هي ثامن امرأة تفوز بجائزة الكيمياء منذ تدشين جائزة نوبل عام 1901، أما "إرنو" فقد سبقها 16 امرأة أخرى فزنّ بجائزة نوبل للآداب. ويبقى حظّ النساء في هذه الفئة تحديداً هو الأوفر تاريخياً، مقابل جائزة الاقتصاد، أقل جائزة ظفرت بها النساء، حيث لم تفز فيها سوى امرأتين في تاريخها هما "إلينور أوستروم" عام 2009 و"إستير دوفلو" عام 2019.
ونالت "إرنو" الجائزة لكونها "أظهرت شجاعة وبراعة في اكتشاف الجذور والبُعد والقيود الجماعية للذاكرة الشخصية" على حدّ وصف الموقع الرسمي لجائزة نوبل، فيما فازت "بيرتوزي" مع "ميلدال" و"باري" عن عملهما المستقل على جزئيات وظيفية "غيّرت طريقة تفكير الكيميائيين بربط الجزيئات ببعضها البعض." وفقاً لوصف اللجنة.
ولم تكن جوائز هذا العام استثناءً للحضور الأنثوي الضعيف على قوائم الفائزين بجوائز نوبل تاريخياً، فمع أن جوائز 2022 شهدت حضور امرأتين مقارنةً بامرأة واحدة فقط ("ماريا ريسا" التي فازت بجائزة نوبل للسلام) العام الفائت، لا يزال فوز النساء بجوائز نوبل أقرب إلى المفاجأة بالنظر إلى الفائزين بالجائزة عبر التاريخ. فمن بين 959 شخصاً فازوا بجائزة نوبل (دون حساب المنظّمات التي تفوز بالجائزة)، يصل عدد الفائزين بها من النساء إلى 61 امرأة فقط (ما نسبته 6.36%)، أي من بين كل 32 شخصًا يفوز بجائزة نوبل، يفوز بها ثلاث نساء فقط.
يُضاف إلى ذلك وجود امرأة واحدة فقط نالت شرف الفوز بجائزة نوبل في أكثر من مرة هي "ماري كوري" التي فازت بجائزة نوبل للفيزياء عام 1903 وعادت لتفوز بجائزة نوبل للكيمياء عام 1911، فيما حصل أربعة رجال على نوبل مرتين، منهم "كارل باري شاربلز" الذي نال جائزته الثانية في الكيمياء هذا العام (فازت لجنة الصليب الأحمر بجائزة نوبل للسلام ثلاث مرات كأكثر من يفوز بجوائز نوبل).
هيمنة بيضاء
الملفت للنظر أيضاً كان ذهاب جوائز نوبل لهذا العام إلى البيض بشكلٍ كامل. فقد فاز بجائزة نوبل للطب دكتور سويدي، وفيزيائي فرنسي، وآخر نمساوي، وآخر أمريكي، وكيميائي دنماركي، وكيميائيان أمريكيان، وروائية فرنسية، وناشط حقوقي بيلاروسي، وثلاثة اقتصاديين أمريكيين.
ولو نظرنا مثلاً إلى عدد الفائزين بالجائزة من العرب تاريخياً، فسنجد أن هناك خمسة عرب فقط فازوا بالجائزة، هم المصري أنور السادات (السلام، 1978)، والمصري نجيب محفوظ (الأدب، 1988)، والفلسطيني ياسر عرفات (السلام، 1994)، والمصري أحمد زويل (الكيمياء، 1999)، والمصري محمد البرادعي (السلام، 2005)، واليمنية توكل كرمان (السلام، 2011)، ويمكن أن نرفع العدد إلى سبعة لو أضفنا لهم الإنجليزي-البرازيلي "بيتر مدوار" والأمريكي "إلياس جيمس خوري" ذوي الأصل اللبناني، فضلاً عن مجموعة الحوار الوطني التونسية التي فازت بجائزة نوبل للسلام عام 2015. في المقابل، ذهب العدد الأكبر من جوائز نوبل بعيداً عن أمريكا الشمالية وأوروبا إلى اليابان التي حصدت 29 جائزة نوبل عبر التاريخ.
وبطبيعة الحال أثارت هذه الأرقام انتقاداتٍ كثيرة للجنة جائزة نوبل في مناسباتٍ مختلفة، ولكن على الرغم من ذلك أكّدت اللجنة في تشرين الأول/أكتوبر أنها لن تعتمد كوتة عرقية أو جندرية لجوائز نوبل.
ما يلي هي القائمة الكاملة للفائزين بجائزة نوبل لعام 2022:
- جائزة نوبل للطب: سفانتي بابو من السويد.
- جائزة نوبل للفيزياء: "آلين آسبيه من فرنسا، وجون كلوسر من الولايات المتحدة الأمريكية، وأنطون زالنجر من النمسا.
- جائزة نوبل للكيمياء: كارولين بيرتوزي، وكارل شاربلس من الولايات المتحدة الأمريكية، ومورتن ميلدال من الدنمارك
- جائزة نوبل للأدب: آني إرنو من فرنسا
- جائزة نوبل للسلام: أليس بيالياتسكي من بيلاروسيا والمنظّمة الروسية "ميموريال" ومركز الحريات المدنية الأوكراني.
- جائزة نوبل للاقتصاد: بن برنانكي، ودوغلاس دياموند، وفيليب ديبفيغ، وثلاثتهم من الولايات المتحدة الأمريكية.
ومن المقرر أن تُقام مراسم توزيع جائزة نوبل بتاريخ 10 كانون الأول/ديسمبر المقبل، وتُخصّص جائزة مقدارها 10 ملايين كرونة سويدية لكل فئة (ما يعادل تقريباً 900 ألف دولار) لكل فئة.
