01-أغسطس-2016

مظاهرة سورية داعمة لعملية المعارضة لفك الحصار عن حلب (Getty)

أعلنت فصائل المعارضة المتواجدة في شمال سوريا، أمس الأحد 31 تموز/يوليو، بدء معركة فك الحصار عن حلب المدينة، من بوابة الريف الحلبي الجنوبي، بعد أن تمكنت قوات النظام السوري، بدعم من الميليشيات الأجنبية والمقاتلات الحربية الروسية، من إطباق الحصار على السكان المدنيين المقيمين في الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة.

بدأت المعارضة السورية معركتها من ريف حلب الجنوبي، تحت عنوان "الغضب لحلب"، واستخدمت الإطارات المشتعلة في المدينة بدلًا من مضادات الطيران

المعركة التي افتتحتها المعارضة السورية، سبقها العديد من الضغوطات الدولية، التي طالبت روسيا بفك الحصار عن المدينة، وسط تصريحات لمنظمات حقوقية تنذر بوقوع "كارثة إنسانية"، خصيصًا وأن معظم المواد الغذائية نفدت من الأسواق.

اقرأ/ي أيضًا: الجولاني ينفصل عن القاعدة، إلى أين؟

الحليف الروسي، الداعم الأثقل لنظام بشار الأسد، استبق عملية إطباق الحصار، بالحديث عن لسان وزير دفاعه سيرغي شويغو، الذي قال إنهم خصصوا أربعة ممرات إنسانية للعبور، ثلاثة منها للمدنيين ومقاتلي المعارضة الراغبين بتسليم سلاحهم، وواحد للمقاتلين الذين يرفضون تسليم السلاح، حيث يوفر لهم المعبر فرصة العبور إلى ريف حلب الشمالي.

ألحق تصريح وزير الدفاع الروسي، بإصدار بشار الأسد مرسوم تشريعي، يقضي بالعفو عن كل من حمل السلاح ضد الدولة السورية، شرط أن يقوم بتسليم نفسه خلال فترة لا تتجاوز الثلاثة أشهر، وتسويق وسائل إعلام النظام السوري لذلك، رغم عدم تفاعل أي من القاطنين في مناطق المعارضة، إن كان فصائل مسلحة، أو مدنيين، علاوةً على أن لم يفتح أي من الممرات التي تحدث عنها الإعلام الرسمي للنظام.

المعارضة السورية من جهتها، ارتأت أن تبدأ معركتها من ريف حلب الجنوبي، تحت عنوان "الغضب لحلب"، استخدمت فيها عنصر المفاجأة، والإطارات المشتعلة في المدينة كبديل عن مضاد الطيران، معتمدة على الكثافة الدخانية السوداء التي تخلفها، ما يعيق عمل المقاتلات الحربية، ويضللها.

اقرأ/ي أيضًا: مصر..النظام يختبئ خلف ميج-35

المعركة الحالية، تأتي بالتزامن مع ضغوطات دولية كبيرة، تطالب واشنطن وموسكو، بالتحرك بشكل أكثر جدية لعقد جولة جديدة من مباحثات السلام السورية، في العاصمة السويسرية جنيف، وهو ما تحاول إعاقته موسكو، ريثما تكسب نقاطًا جديدة على الأرض.

كذلك، لم ينسَ الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، في كلمته التي ألقاها منذ يومين تقريبًا، الحديث عن أن معركة حلب، كسرت "أحلام الإمبراطورية الإقليمية"، وهو ما يدل على أن الحزب، وبالاشتراك مع الميليشيات سيرخي بكامل ثقله في معركة حصار حلب.

حتى لحظة إعداد الخبر تمكنت فصائل المعارضة من السيطرة على عدة مواقع استراتيجية، وتكبيد قوات النظام وميليشياته، خسائر بشرية ومادية، الأرقام تتحدث عن عشرات القتلى، من بينهم مقاتلين تابعين لـ"حزب الله"، وفق ما أعلن على لسان معظم الفصائل المقاتلة، وهذا أكثر ما يميز الفكرة في أن شبح السيناريو الحمصي لن يتكرر، لأن المعارضة تعرف جيدًا في حال خسرت معركة فك الحصار عن حلب، ستسقط تاليًا معظم مناطق الشمال السوري، وهو ما يحاول النظام جاهدًا فعله، لكن من دون جدوى، هذا أولًا.

أما ثانيًا، فهو اختلاف المحيط الجغرافي لمدينة حلب، من ناحية تواجد معظم فصائل المعارضة في الريف الحلبي، والتي تملك ثقلًا عسكريًا كبيرًا، وقربها من مدينة إدلب التي تسيطر عليها بشكل كامل، إلى جانب أجزاء كبيرة من الريف، ما يسهل عليها وصول الدعم في حال احتاجت إلى ذلك، الأخبار القادمة حاليًا تقول إنها اقتربت من فك الحصار.

ويأتي في المرتبة الثالثة، إعلان المعارضة السورية، بدء المرحلة الثانية من معركة فك الحصار، صحيح أن الأخبار القادمة من الجنوب الحلبي، مليئة بالحذر، كون المدينة ما زالت محاصرة، إلا أن الكتابات المتناثرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تدل على أن ما ذكر سابقًا، يحتاج المزيد من الوقت، ما يرجح أن الأيام القليلة القادمة، ستشهد معارك عنيفة، قبل أن تتمكن الفصائل المشاركة في معركة "الغضب لحلب"، من كسر الحصار عنها.

اقرأ/ي أيضًا: 

النازحون في العراق..مخيمات الموت المهملة

2016..النظرية التي تفسر عامًا سيئًا للغاية