25-نوفمبر-2016

عودة العنف الطلابي للجامعة الأردنية على خلفية عشائرية(مواقع التواصل الاجتماعي)

في الوقت الذي كانت تنهال فيه أصوات الثّقة على الحكومة الأردنيّة في مجلس النوّاب كانت الهروات والأسلحة البيضاء والناريّة تنهال على رؤوس الطلبة في الجامعة الأردنيّة في مشاجرة ضخمة على خلفيّة عشائريّة يوم أمس الخميس، في حادثة تعكس حالة الفشل الحكوميّ المتواصل في التعامل مع قضيّة العنف الجامعي على مدار السنوات الخمس الماضية.  

عرفت الجامعة الأردنية مشاجرة ضخمة على خلفيّة عشائريّة في حادثة تعكس حالة الفشل الحكومي المتواصل في التعامل مع قضية العنف الجامعي

رئاسة الجامعة الأردنيّة لم يكن بيدها أمام حجم هذه المشاجرة وما استخدم فيها من أسلحة سوى إعلان تعليق الدوام في الجامعة وتوجيه الطلبة نحو مغادرة الحرم الجامعيّ حرصًا على سلامتهم. ومع ذلك أصرّت الجامعة في بيان رسميّ على موقعها الإلكتروني على نفي وقوع أي اشتباكات داخل حرم الجامعة. وأشار البيان إلى أنّ مجموعة من الأشخاص دخلوا عنوةً إلى الجامعة وأنّ الأمن الجامعي قد تعامل مع الأمر وأرغمهم على الخروج. وكان الطلبة ظهيرة يوم الخميس قد نشروا العديد من الصور ومقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي التي نقلت جزءاً من المشاجرات التي حدثت وآثار الاعتداء على بعض المباني والسيارات داخل حرم الجامعة.

اقرأ/ي أيضًا: الجامعة الأردنية.. أهلًا بكم في قسم اللغة العربية

وكانت وتيرة أعمال العنف والمشاجرات في الجامعات الأردنيّة قد تراجعت خلال هذا العام مقارنة بالأعوام الثلاثة الماضية، ولاسيّما عام 2013 والذي شهد اندلاع قرابة 100 مشاجرة، قتل فيها خمسة طلّاب في جامعات مختلفة.

ولكنّ ما جرى في الجامعة الأردنيّة في الأمس، وهي أعرق الجامعات الأردنيّة وأكبرها، قد أعاد قضيّة العنف الطلابي إلى الواجهة من جديد، خاصّة في ظل ما يتوقّعه العديد من المتابعين للشأن الطلابي في الجامعات الأردنيّة من احتمال اندلاع المزيد من المشاجرات "الارتداديّة" في جامعات أخرى.

اقرأ/ي أيضًا: عن رحلة الطالب الأردني مع المواصلات..

وفي هذا الصدد، سأل موقع ألترا صوت الدكتور فاخر دعاس، منسّق الحملة الوطنيّة من أجل حقوق الطلبة "ذبحتونا" عن احتمالية وقوع مشاجرات "ارتداديّة" أخرى وعن دور الحكومة في التعاطي مع هذه الأزمة، فقال: "الحكم على حدوث أي تداعيات للمشاجرة في الأسابيع القادمة يعتمد بالأساس على مدى جدّية الحكومة في التعاطي مع ما حدث في الجامعة الأردنية. وباعتقادي إن الحكومة شعرت يوم أمس بأنّ الأمور قد أفلتت من يدها وقد تتطور إلى ما لا يُحمد عقباه خصوصاً أن المشاجرة بين اثنتين من أكبر التجمعات المناطقية في المملكة، لذلك كان التدخل الحكومي واضحًا يوم أمس واستطاع إنهاء المشكلة بشكل سريع وبأقل الأضرار. لذلك أعتقد أن الحكومة تعمل حالياً وبشكل مباشر على منع حدوث أية تداعيات للمشكلة سواء في الجامعة الأردنية أو الجامعات الأخرى".

طالبت جهات شعبية وشخصيات ثقافية الحكومة الأردنية باتخاذ إجراءات صارمة لإنقاذ الجامعات الأردنية من تزايد العنف فيها

وبالرغم من الإجراءات الأمنيّة المفترضة على بوّابات الجامعة الأردنية المتعدّدة ووجود الأبواب الإلكترونيّة التي لا تسمح سوى بدخول الطلبة ببطاقات جامعة إلكترونيّة، إلا أنّ العديد من الطلبة يرافقهم أشخاص من خارج الجامعة قد تمكّنوا من الدخول إلى حرمها حاملين أسلحة متنوّعة، كالهروات والأسلحة البيضاء وحتّى الأسلحة الناريّة التي سمع صوت إطلاقها في العديد من مقاطع الفيديو التي بثّها طلبة على مواقع التواصل الاجتماعي. وقد أثار هذا الأمر العديد من التساؤلات حول فاعليّة الأمن الجامعيّ بل وطرح تساؤلات عن تورّطهم في التساهل مع دخول بعض الأطراف إلى الجامعة.

وقد طالبت جهات شعبيّة وشخصيّات ثقافيّة الحكومة في الأمس باتخاذ إجراءات صارمة واعتماد منهجيّات جديدة ومفصليّة لإنقاذ الجامعات الأردنيّة من تزايد العنف الجامعيّ فيها والذي يترافق مع غياب البحث العلميّ الجادّ وارتفاع الرسوم وغياب الأنشطة اللامنهجيّة والتضييق على العمل الطلّابي داخل الجامعات الأردنيّة، إضافة إلى التدخّل الرسميّ في الجامعات، سواء فيما يتعلّق بسياساتها الداخليّة في التعامل مع الطلبة أو في تعيين الكوادر الأكاديميّة والموظفين.

اقرأ/ي أيضًا:

في الأردن.. العمل الطلابي تحت مطرقة الرقابة

الجامعة في مواجهة الطالب في الأردن: ماذا يحصل؟