09-فبراير-2018

يوم إضافي في الأسبوع للالتزامات الأسرية والهوايات وأمور الحياة العامة (سين جالوب/Getty)

تتوجه إحدى الشركات في نيوزيلندا نحو منح موظفيها إمكانية العمل أربعة أيام مقابل الحصول على أجر الخمسة أيام أي الأسبوع، في سعي لتحقيق التوازن المثالي بين العمل والحياة الخاصة لموظفيها. في هذا التقرير المترجم عن الغارديان البريطانية، نتعرض لتجربة هذه الشركة والانتظارات منها.


شركة Perpetual Guardian، وهي شركة ائتمانية، تتجه نحو ما يُعرف بـ"أعمال تناسب القرن الحادي والعشرين". يُذكر أن النيوزيلنديين يعملون في المتوسط 1752 ساعة سنويًا، مما يجعلهم قريبين من المتوسط مقارنة بأقرانهم في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. الألمان يعملون أقل عدد من الساعات سنويًا، يليهم عن كثب الدنمارك والنرويج وهولندا، بينما المكسيكيون والكوريون والكوستاريكيون يسجلون أكثر عدد من الساعات.

تتوجه إحدى الشركات نحو تمكين موظفيها من أربعة أيام عمل فقط في الأسبوع، في تجربة يُرجى منها تحقيق توازن بين العمل والحياة الخاصة للموظفين

في العام الماضي، وجه معهد الاستقلال الذاتي دعوات جديدة لتطبيق نظام العمل لأربعة أيام، قائلًا إنه سيساعد في تسوية التوزيع غير الصحي لساعات العمل ويركز على إنتاج عمل أفضل في وقت أقصر. وعلى مدى العامين الماضيين، قام منزل رعاية سويدي بتجربة تطبيق نظام العمل ست ساعات يوميًا، لتحصيل نتائج مختلطة. وتضمنت الفوائد انخفاض الإجازات المرضية بنسبة 10% وزيادة الرضا الوظيفي، ولكن كانت هناك زيادة في التكاليف الإجمالية بنسبة 20%.

تقول كيرستن تايلور، البالغة 39 عامًا، وتعمل مديرة خدمات خيرية في Perpetual Guardian، إنها "صُدِمَت بشدة" عندما سمعت الأخبار. وتضيف تايلور، التي يقضي ابنها البالغ من العمر 21 شهرًا، خمسة أيام في حضانة الأطفال من السابعة والنصف صباحًا حتى الرابعة والنصف مساءًا: "عندما أُعلن الخبر كان هناك ضحك عصبي، والشعور أن الأمر أجمل من أن يكون حقيقة".

اقرأ/ي أيضًا: فرنسا..موجة احتجاجات جديدة ضد قانون العمل

"كان رد فعلي الأوليّ عاطفي جدًا لأنني أم غير متزوجة ولدي ابن صغير. فكان معرفة أن بمقدوري الحفاظ على ميزانيتي تمامًا كما هي، وأن أتحمل – نوعًا ما- رهنًا عقاريًا في مدينة أوكلاند، بالإضافة إلى قضاء يوم إضافي مع ابني، في أعوامه الأولى.. إنه شيء جديد تمامًا على مسامعنا". ويقول مؤسس الشركة البريطاني، أندرو بارنز، إن ردة فعل العاملين إزاء التجربة التي تستمر ستة أسابيع مع أكثر من مائتي موظف في 16 فرعًا في أنحاء البلاد، كان أساسًا "الصدمة".

استحسن الموظفون قرار الشركة والذي ستتم تجربته لستة أسابيع مع أكثر من مائتي موظف في 16 فرعًا وستعرض نتائجه للمهتمين

وأعرب بارنز عن أمله في أن منح موظفيه يومًا إضافيًا لقضاء الالتزامات الأسرية والهوايات وأمور الحياة العامة، سيجعلهم أكثر تركيزًا في الأيام الأربعة التي يقضونها في المكتب، والتي سيكونون مُطالبين فيها بقضاء ساعات العمل المعيارية فقط دون ساعات إضافية. وإذا كانت فترة التجربة فعالة، سيتم اعتماد النظام الجديد بدوام كامل في شركة Perpetual Guardian بداية من 1 تموز/يوليو القادم.

اقرأ/ي أيضًا: ثغرات في قانون العمل الفلسطيني وجدت من يستغلها

يقول بارنز: "لنكن صادقين، بعض هذه الأنشطة، أي الالتزامات الأسرية والحياتية، كانت تتم أثناء ساعات العمل. وإذا أعطيت الناس الفرصة ليكونوا بأفضل حال خارج المكتب، لأن لديهم المزيد من الوقت، ستحصل عندها على أداء أفضل في العمل".

"جاءني تعليق أثار غصة في حلقي، وهو قول إحدى الأمهات غير المتزوجات "هذا الأمر مغير للحياة" وأنا كرجل أعمال أسأل: ما هو مستوى التزامها نحو الشركة في الوقت الراهن؟ إنه مرتفع جدًا. ولكنني لم أفعل ذلك من أجل هذا فحسب، بل فعلته لأنه كان الشيء الصحيح الذي يجب القيام به".

تقول إليزابيث جورج، الخبيرة في ممارسات العمل في جامعة أوكلاند، إنها ستتابع عملية الاختبار بعناية، لكنها توقعت أن يكون النظام الجديد ناجحًا وأنه قد يشجع الشركات الأخرى في نيوزيلندا على أن تحذو حذوها.

تقول جورج: "المثال النيوزيلندي سيكون مثيرًا للاهتمام لنرى كيف سيحددون النجاح، هل بأن الموظفين أكثر سعادة وصحة، وأن العمل مستمر بنفس الجودة وأفضل؟". قال بارنز إن النتائج ستكون متاحة أمام أي شركة مهتمة بالأمر.

 

اقرأ/ي أيضًا:

كيف تنجح في العمل كـ"فريلانسر"؟

الأردن.. عمال معلقون في الهواء