29-مايو-2018

هل سيشهد مونديال روسيا تألقًا عربيًا لافتًا، أم ستكتفي المنتخبات بالمشاركة كتأدية واجب؟ (Getty)

في الوقت الذي تستكمل فيه قطر استعداداتها لاستضافة مونديال 2022، لتكون أول دولة عربية تحظى بهذا الشرف الكروي، وأول دولة آسيوية تنظم البطولة بشكل منفرد. وفي أجواء تتويج المصري محمد صلاح بجائزة افضل لاعب في الدوري الإنجليزي، وبلقب هداف الدوري، بعد سنتين من تتويج الجزائري رياض محرز بجائزة أفضل لاعب في المسابقة نفسها. رفقة الازدياد الملحوظ لعدد اللاعبين العرب المحترفين في الفرق الكبرى؛ توّجت الكرة العربية تطورها الملحوظ في السنوات الأخيرة بوصول أربع منتخبات إلى مونديال روسيا الذي ينطلق الشهر المقبل، في إنجاز غير مسبوق.

توجت الكرة العربية تطورها الملحوظ مؤخرًا بوصول أربع منتخبات إلى مونديال روسيا الذي ينطلق الشهر المقبل، في إنجاز غير مسبوق

حجز المنتخب المصري مقعداً له في المحفل الكروي الأكبر بعد غياب دام 28 سنة كاملة، فيما تعود منتخبات المغرب وتونس والسعودية للمشاركة بعد فشلها في الوصول إلى نهائيات مونديال البرازيل 2014. أما منتخب الجزائر، المنتخب العربي الوحيد المشارك في المونديال السابق، فقد خيّب الآمال وحقق نتائج كارثية في التصفيات، ليغيب عن المونديال بعد مشاركته في المونديالين الأخيرين.

اقرأ/ي أيضًا: كأس العالم لكرة القدم.. أهم الحقائق والأرقام في تاريخ البطولة

في النسخات الـ19 السابقة من كأس العالم تمكّنت ثماني دول عربية من المشاركة في المونديال: أربعة آسيوية هي السعودية والإمارات والكويت والعراق، وأربعة أفريقية هي مصر والجزائر وتونس والمغرب.

وقد بدأت رحلة العرب مع كأس العالم في 1934 بفرنسا، بمشاركة المنتخب المصري بعدما فاز على منتخب فلسطين في التصفيات المؤهلة. لعبت مصر مباراة واحدة ضد هنغاريا فخسرتها بأربعة أهداف مقابل هدفين منها، وخرجت من البطولة، إذ لم يكن نظام المجموعات معمولًا به آنذاك.

وقد سجّل عبدالرحمن فوزي آنذاك هدفي مصر، لذلك فإن الشائع من طرائف ونكات حول هدف مجدي عبدالغني باعتباره الوحيد، تستند إلى معلومة خاطئة تاريخيًا.

وإذا ما كان عبد الرحمن فوزي هو صاحب الهدف العربي المونديالي الأول، فإن منتخب تونس هو صاحب الانتصار الأول، ففي مشاركتهم الأولى في مونديال 1978 بالأرجنتين، فاز نسور قرطاج على المكسيك بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، وتعادلوا مع ألمانيا الغربية حاملة اللقب حينها، وخسروا من بولندا. لم تشفع لهم نقاطهم الأربع من بلوغ الدور الثاني، رغم أنه قدموا أداءً كبيراً بقيادة المدرب التاريخي عبد المجيد الشتالي.

الجزائريون بدورهم قدّموا مونديالاً كبيراً في مشاركتهم الأولى بأسبانيا 1982، حيث هزموا ألمانيا بهدفين مقابل هدف، في واحدة من أبرز الإنجازات التاريخية للكرة العربية، وفازوا على تشيلي بثلاثة أهداف مقابل هدف، ثم خسروا من النمسا بهدفين بدون مقابل. وقد تداول حديث كبير خلال هذا المونديال عن "مؤامرة" رتبها الألمان والنمساويون في المباراة الأخيرة، بحيث أنهوا اللقاء بنتيجة تضمن تأهل الفريقين.

المصري عبدالرحمن فوزي صاحب أول هدف عربي وأفريقي في بطولة كأس العالم عام 1934، وليس مجدي عبدالغني

انتظر محاربو الصحراء 32 عامًا ليقدموا مونديالاً كبيراً آخر، حيث تمكنوا من التأهل إلى الدور الثاني في البرازيل 2014، وخسروا بصعوبة كبيرة من ألمانيا، بعد تمديد الوقت، في مباراة قدم فيها رجال المدرب وحيد خليلوزيتش، مستوى نال استحسان الجميع.

اقرأ/ي أيضًا: كأس العالم 1934.. حضور مصري مشرف وإيطاليا الفاشية تنتصر

المنتخب المغربي بدوره يتميز بكونه أول منتخب عربي وأفريقي يتخطى الدول الأول، وذلك في مونديال المكسيك 1986، في مشاركتهم الثانية من أصل أربع مشاركات، حيث جمع أسود الأطلس خمس نقاط في مجموعة غاية في الصعوبة، ضمتهم إلى إنجلترا وبولندا والبرتغال، قبل أن يخرجوا من الدور الثاني بعد الخسارة من ألمانيا بهدف مقابل لا شيء. 

وفي 1998، كان يوسف شيبو، وصلاح الدين بصير، ورفاقهم، قريبين جداً من التأهل إلى الدور الثاني، لولا الخسارة المفاجئة للبرازيل في الجولة الأخيرة ضد النرويج. دموع لاعبي المغرب بعد وصول خبر نتيجة مباراة البرازيل إليهم لا تزال في الأذهان.

أما منتخبات الكويت والعراق والإمارات، فقد شارك كل منهم مرة واحدة في المونديال أعوام 1986 و1982 و1990 بالترتيب، وخرجوا جميعًا من الدور الأول.

أول هدف عربي في كأس العالم مصري وآخر هدف جزائري وأول انتصار في مباراة كان تونسيًا

آخر هدف عربي في بطولة كأس العالم، سجله الجزائري سفيان فيغولي، في مباراة منتخبه الشهيرة ضد ألمانيا، في 2014. فهل سيشهد مونديال روسيا تألقاً عربياً لافتًا، أم ستكتفي المنتخبات بالمشاركة كتأدية واجب؟ لننتظر ونرَ!

 

اقرأ/ي أيضًا:

قصة كأس العالم 1938.. انسحابات بالجملة على عتبة الحرب العالمية الثانية

أبرز أحداث تداخل الرياضة والسياسة في العالم