في وقت تواجه فيه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، تحديات كبرى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، جراء العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة والعمليات العسكرية الإسرائيلية التي تستهدف مدن ومخيمات الضفة الغربية المحتلة، زادت أعباء المنظمة الأممية مع شن الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الشامل على لبنان.
وكشف المفوض العام لـ"أونروا"، فيليب لازاريني، أن "الوكالة باتت تواجه مأساة ثلاثية الأبعاد"، مشيرًا إلى أن "التصعيد الأخير زاد من الأعباء الثقيلة الملقاة على الوكالة جراء الحرب في غزة والأوضاع بالضفة الغربية"، وقال لازاريني، خلال لقاء مع وكالة "فرانس برس"، على هامش مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: "لدينا أصلًا غزة، ولدينا الضفة الغربية، والآن لدينا أيضًا لبنان".
كشف المفوض العام لـ"أونروا"، فيليب لازاريني، عن مخاوفه من أن تتجه المنطقة نحو حرب شاملة، وهذا قلق آخر يتمثل في أن "تصبح أجزاء من لبنان مثل غزة"
وأعرب المسؤول الأممي عن أسفه لأن وكالته، التي تعاني أصلًا من عجز مالي حاد، باتت بفعل التصعيد الراهن "ترزح تحت ضغوط إضافية"، موضحًا أن "الغارات الإسرائيلية الكثيفة التي يتعرّض لها لبنان، منذ الإثنين، جعلت من هذا البلد منطقة عمليات نشطة ثالثة تضاف إلى منطقتي غزة والضفة". وأوضح لازاريني، هذا "يعني أن ثلاث مناطق عمليات ستصبح حالات طوارئ إنسانية".
وعبر لازاريني عن مخاوفه من أن تتجه المنطقة نحو حرب شاملة. وهذا قلق آخر يتمثل في أن "تصبح أجزاء من لبنان مثل غزة". وأضاف: أن "تحوّل لبنان إلى منطقة عمليات جديدة للأونروا سيضع ضغوطًا أكبر علينا. الاحتياجات ستزداد وسنحتاج أيضًا إلى المزيد من الدعم من المانحين".
أعلن المفوض العام للأونروا الثلاثاء أن الوكالة الأممية تواجه "مأساة ثلاثية" منذ بدأت #إسرائيل تشن غارات مكثفة ضد حزب الله في #لبنان لأن التصعيد زاد من الأعباء الثقيلة الملقاة على عاتقها من جراء الحرب في #غزة والأوضاع بالضفة الغربية المحتلة.https://t.co/ecQ3ftWLiz #فرانس_برس pic.twitter.com/XlV50IPGEN
— فرانس برس بالعربية (@AFPar) September 25, 2024
وبسبب الغارات الإسرائيلية الكثيفة، أوقفت "أونروا" بعض عملياتها في لبنان، إذ حوّلت بعضًا من مدارسها إلى ملاجئ لمئات اللبنانيين الذين نزحوا من جنوب البلاد حيث تتركز الغارات الجوية الإسرائيلية. وكان وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بوحبيب، قد أعلن أن عدد النازحين اللبنانيين بسبب العدوان الإسرائيلي الشامل يقترب من نصف مليون نازح.
وفي نفس السياق، كشفت مديرة شؤون "أونروا" في لبنان، دورثي كلاوس، إنه "مع تصاعد الصراع في لبنان، افتتحت الأونروا مركزين لإيواء 500 نازح من اللاجئين الفلسطينيين وغيرهم. كما نستعد لإنشاء منشأة حكومية في بيروت وسنفتح مدرسة في صيدا غدًا، بناءً على طلب البلدية"، وأضافت: "التعاون هو المفتاح لضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين".
يذكر، أن العدد الإجمالي للاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى "الأونروا" في لبنان يقترب من نصف مليون لاجئ، فيما تظهر سجلات الوكالة إلى أن ما مجموعه 31400 لاجئ فلسطيني من سوريا يقيمون في لبنان. وذلك وفقًا لأرقام كشفت عنها كلاوس، في شباط/ فبراير الماضي.
وقالت مديرة شؤون "أونروا" في لبنان إنه "في حال نفاد التمويل الذي يمكّن الأونروا من القيام بعملياتها، فإن ذلك ستكون له تداعيات جسيمة على مجتمع لاجئي فلسطين في المنطقة، بما في ذلك لبنان، حيث يعيش ما يقدر بنحو 80 % منهم في حالة الفقر، ونصفهم يعيش في 12 مخيمًا مكتظًا، يعانون فيها من ظروف صعبة للغاية".