العدوان على غزة: المقاومة ترد على استشهاد خضر عدنان وخلافات إسرائيلية على الهدنة

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد فلسطيني، فجر اليوم الأربعاء، متأثرًا بجروحه التي أصيب بها إثر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فيما أصيب 5 فلسطينيين بجروح متفاوتة. كما أعلن عن نهاية الجولة الحالية من المواجهة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية عقب استشهاد الأسير خضر عدنان.

توصلت فصائل المقاومة الفلسطينية إلى هدنة مع دول الاحتلال في أعقاب ليلة من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة

وقالت حركة الجهاد الإسلامي "لقد انتهت جولة من جولات المواجهة لكن مسيرة المقاومة متواصلة ولن تتوقف وشيئًا فشيئًا يقترب فجر الحرية والنصر بإذن الله". وأضافت على لسان الناطق باسمها طارق سلمي، قائلًا: "لقد أثبت مقاتلونا الشجعان وفاءهم والتزامهم بالدفاع عن أبناء شعبهم ، وأبدعت سرايا القدس والمقاومة الباسلة في ردها على جريمة اغتيال الشيخ القائد خضر عدنان الذي سطر ملحمة بطولة منقطعة النظير".

من جانبه، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية: "نُحيي شعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة التي كانت وفيةً للشيخ الشهيد خضر عدنان وللحركة الأسيرة ولم تتوانَ عن القيام بواجبها على امتداد ساحة المعركة مع الاحتلال وخاصة في غزة الأبية، ورسخت من خلال الجولة الراهنة حقيقة كونها الرصيد الاستراتيجي لشعبنا وأسرانا ومقدساتنا من خلال أدائها الموحد والذي كان جاهزا لكل الاحتمالات في مواجهة العدو".

وقبيل الإعلان عن نهاية جولة المواجهة، أشارت حركة حماس إلى تواصل هنية مع قطر ومصر من أجل وقف العدوان على غزة، بالإضافة إلى حديث مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للمنطقة تور وينسلاند.

وعلى مدار الليلة الماضية، أطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية 104 صاروخ باتجاه مستوطنات غلاف غزة ومستوطنات النقب، أسفرت عن إصابة أكثر من 15 مستوطنًا إسرائيليًا.

وأعلن جيش الاحتلال عن قصف 16 موقعًا في قطاع غزة. فيما أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية عبر بيان صادر عن الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية عن مسؤوليتها عن الصواريخ ردًا على استشهاد خضر عدنان.

وعقب القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، أعلن حزب عوتسما يهوديت بزعامة إيتمار بن غفير عن مقاطعة أي تصويت في الكنيست اليوم الأربعاء، حيث سيعقد الحزب اجتماعًا خاصًا في مستوطنة سديروت، في أعقاب ما وصفه بـ "رد ضعيف في غزة". وقال حزب بن غفير "في البداية قالوا لنا أن هناك إصلاح [قضائي] ثم رمضان، والآن لا يوجد سبب لعدم الرد بقوة"، على حد تعبيره. فيما أعلن عضو حزب الكنيست المتطرف ألموغ كوهين عن عدم حضوره للكنيست اليوم، وافتتاح مكتب برلماني في مستوطنة سديروت.

من جانبها، قالت الوزيرة المتطرفة أوريت شتروك: "حكومتنا مستمرة في سياسة الحكومة السابقة، غزة لا تدفع الثمن"، وفق تعبيرها. إرهاب حماس".

وكان جيش الاحتلال قد عقد تقييمًا أمنيًا، في وقت مبكر من صباح الأربعاء، تقرر على إثره عودة الحياة المعتادة في مستوطنات غلاف غزة بعد إعلان وقف إطلاق النار.

وانتقد رئيس بلدية مستوطنة سديروت ألون دافيدي، الذي كان في الماضي عضوًا في الليكود قبل انضمامه إلى حزب يمينا، عدم استجابة الحكومة ودعا إلى استئناف عمليات الاغتيال في قطاع غزة. مضيفًا "هذه سياسة متساهلة سندفع ثمنها هذا الصيف، حماس والجهاد الإسلامي، فعلوا ما أرادوا، لقد فعلوا ذلك الأسبوع الماضي وسيستمرون في المستقبل. هذه سياسة فاشلة"، على حدّ قوله.

وانضم عضو الكنيست من الليكود والسفير السابق لدى الأمم المتحدة داني دانون إلى الانتقادات، وكتب دانون على تويتر "إذا واصلنا قصف المواقع الفارغة، فإننا ندعو للجولة التالية. هذه ليست الطريقة التي يتم بها بناء الردع"، وفق وقوله.

أمّا عضو الكنيست المتطرف عن حزب الصهيونية الدينية تسفي سكوت، قال عبر تويتر: "المعادلة مع حماس لم تتغير بعد"، داعيًا إلى توجيه ضربة قوية، معتبرًا أن حكومة اليمين قادرة على فرض معادلة جديدة.

أمّا رئيس المجلس الإقليمي الاستيطاني للنقب تامير عيدان، فقد علي على وقف إطلاق النار، قائلًا: "ليست هذه هي الطريقة التي يتم بها إحلال الأمن، هذه هي الطريقة التي يتأذى بها أمننا"، مطالبًا بتنفيذ عملية أمنية في غزة وتنفيذ اغتيالات.

جاءت ردود الفعل الإسرائيلية، بعد عقد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو جلسةً أمنيةً من أجل تقييم الموقف، أشير خلالها إلى رد إسرائيلي واسع على الصواريخ، ومختلف عن المعتاد، بحسب ما رشح من الجلسة.

في تعقيبه على جولة المواجهة، قال المعلق العسكري رون بن يشاي: "إسرائيل لا تعلن رسميًا وقف إطلاق النار مرة أخرى، والجولة الحالية تجري أيضًا وفق ’قواعد اللعبة’ التي تمارس في غزة منذ سنوات".

من جانبه، قال المعلق العسكري في صحيفة يديعوت أحرونوت يوسي يهوشواع: "كان رد إسرائيل على إطلاق النار من قطاع غزة فرصة ضائعة لتحسين الوضع الأمني ​​في المستقبل القريب واستعادة الردع الإسرائيلي الذي تآكل"، وذلك في مقال عنوانه "فرصة ضائعة لاستعادة الردع".

وأشار يهوشواع في مقاله إلى أن نسبة اعتراض الصواريخ المنخفضة من قبل القبة الحديدية، يجب أن تقلق المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وفق تعبيره. مضيفًا أن هناك قضايا أمنية مستمرة في الضفة الغربية والحدود الشمالية.

وتحدث المعلق العسكري لصحيفة معاريف طال ليف رام، عن إمكانية تجدد التصعيد في قطاع غزة حال اندلاع مواجهة في الضفة الغربية أو السجون أو المسجد الأقصى، محذرًا من إمكانية اندلاع مواجهة في قطاع غزة تشمل الحدود الشمالية -رغم قلة ترجيحه لذلك-، مشيرًا إلى أن أي جولة مواجهة واسعة مع غزة ستكون التحدي الأكبر لرئيس هيئة أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي، خاصةً في حال اتساعها.

قال مسؤولون إسرائيليون إنه لا يوجد وقف إطلاق نار مقابل قطاع غزة بالنسبة لإسرائيل، وأنه من السابق لأوانه القول إن الجولة القتالية، أمس والليلة الماضي، قد انتهت

ورغم سريان الهدنة منذ ساعات صباح اليوم، قال مسؤولون إسرائيليون إنه لا يوجد وقف إطلاق نار مقابل قطاع غزة بالنسبة لإسرائيل، وأنه من السابق لأوانه القول إن الجولة القتالية، أمس والليلة الماضي، قد انتهت، وأن إسرائيل لم تلتزم بتحرير جثمان الشهيد خضر عدنان.

من جانبها، تحدثت القناة الإسرائيلية الـ13 عن مظاهرة احتجاجية مساء اليوم لسكان مستوطنة سديروت، ضد ما وصفوه بـ"سياسة الرد الضعيفة التي تنتهجها حكومة نتنياهو".

اقرأ/ي أيضًا:

قبل يوم من زيارة الرئيس الإيراني.. قصف إسرائيلي يخرج مطار حلب الدولي من الخدمة

بعد 86 يومًا من الإضراب عن الطعام.. استشهاد الأسير خضر عدنان في سجون الاحتلال