كشف مدير مجمع الشفاء الطبي الحكومي في قطاع غزة، محمد أبو سلمية، في مؤتمر صحفي عُقد اليوم السبت، على هامش وقفة تضامنية مع ذوي الإعاقة، أن العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، تسبّب ببتر أطراف آلاف الأطفال، مما أدى إلى إصابتهم بإعاقة دائمة.
وقال أبو سلمية في الوقفة التي نُفّذت للتضامن مع ذوي الإعاقة، حيث يُصادف الثالث من كانون الأول/ديسمبر من كل عام "اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة": "بلغ عدد الجرحى الذين بُترت أطرافهم السفلية والعلوية أكثر من أربعة آلاف، جلّهم من الأطفال"، وذلك منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على غزة، وفقًا لما نقلته وكالة "الأناضول".
وأشار أبو سلمية إلى أن "عدد من يحتاجون إلى إعادة تأهيل نتيجة إصابات في العمود الفقري والدماغ بلغ أكثر من ألفين، وهم طريحو الفراش"، مضيفًا أن "الآلاف من الفلسطينيين أُصيبوا بإعاقات سمعية وبصرية" جراء قصف جيش الاحتلال لمختلف أنحاء قطاع غزة. كما ذكّر بأن اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة يأتي في وقت "يحتاج فيه معاقو غزة إلى أبسط المستلزمات، مثل الكراسي المتحركة والعكاكيز".
تسبّب العدوان الإسرائيلي على غزة المتواصل منذ أكثر من عام ببتر أطراف آلاف الأطفال، مما أدى إلى إصابتهم بإعاقة دائمة
وأردف أبو سلمية قائلًا: "يأتي هذا اليوم أيضًا في ظل تدمير كامل للمنظومة الصحية في قطاع غزة، حيث لا توجد أي رعاية صحية أو طبية. فالاحتلال دمّر كل شيء، بما في ذلك مستشفى حمد الوحيد للتأهيل ومركز غزة للأطراف الصناعية".
وشدّد أبو سلمية في المؤتمر الصحفي على أن جيش الاحتلال "يمنع دخول أي مستلزمات لهذه الفئة من المعاقين، كما يمنعهم من الخروج لتلقي العلاج في الخارج"، مؤكدًا على ضرورة "الوقف الفوري لحرب الإبادة الجماعية، وفتح جميع المعابر، وإدخال المستلزمات الطبية والأدوية ومستلزمات المعاقين، مثل الكراسي المتحركة والعكاكيز".
#Gaza, a pandemic of #disabilities.
Before the war, one in five families surveyed had at least one person with disabilities. Nearly half of them included a child with disabilities.
During this war, people needing special care have suffered in silence.
Their stories rarely… pic.twitter.com/oLh4GDKgi6— Philippe Lazzarini (@UNLazzarini) December 3, 2024
وكان مفوض عام وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، فيليب لازاريني، قد كتب بمناسبة "اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة" عبر منصة "إكس": "قبل الحرب، أظهرت الاستطلاعات أن واحدة من كل خمس أسر تضم فردًا واحدًا على الأقل من ذوي الإعاقة، ونحو نصف هؤلاء كانوا أطفالًا".
وأضاف لازاريني: "خلال هذه الحرب، عانى الأشخاص الذين يحتاجون إلى رعاية خاصة بصمت، وقصصهم نادرًا ما تُروى"، مشيرًا إلى أن العدوان الإسرائيلي على غزة أدى إلى "انتشار واسع للإصابات الجسدية الصادمة، في ظل غياب خدمات إعادة التأهيل اللازمة". كما أوضح أن "غزة تضم الآن أعلى معدل في العالم من مبتوري الأطراف من الأطفال نسبةً لعدد السكان. الكثير منهم فقدوا أطرافهم وخضعوا لعمليات جراحية دون تخدير".
وبيّن لازاريني أن "منظمة الصحة العالمية تُقدّر أن شخصًا واحدًا من كل أربعة أُصيبوا خلال الحرب، تعرّض لإصابات تُغيّر حياته وتُسبب إعاقة"، مشددًا في ختام بيانه على حاجة ذوي الإعاقة في غزة إلى "خدمات إعادة تأهيل، بما في ذلك رعاية مبتوري الأطراف وعلاج إصابات الحبل الشوكي".