03-أبريل-2021

العدد 162 من مجلة "الدوحة" (ألترا صوت)

ألترا صوت – فريق التحرير

أصدرت "وزارة الثقافة والرياضة القطرية" حديثًا، العدد 162 من "مجلة الدوحة" التي تُعنى بشؤون الثقافة العربية، وتواكب مستجداتها. وضم العدد الجديد مجموعة من الحوارات والمتابعات والمقالات متنوعة الاتجاهات والموضوعات، ناقشت مسألتي الخصوصية والعالمية في الثقافة الإسلامية، والخصوصية السيبرانية وهوس امتلاك البيانات، بالإضافة إلى المتغيرات التي طرأت على العالم نتيجة تفشي وباء كوفيد – 19.

خصصت مجلة "الدوحة" ملف عددها الـ 162 للفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه وعلاقته الغريبة بالطعام الذي بدا ملمًا بأسراره وتفاصيل إعداده

افتُتِح العدد بدراسة مطولة للباحث المغربي محمد آيت حمو بعنوان "الخصوصية والعالمية في الثقافة الإسلامية: قيم ترسخت في مجرى التاريخ"، تناول فيها خصوصية الثقافة الإسلامية، وماذا يُقصد بها بالضبط؟ وما الذي تحيل إليه أيضًا؟ بالإضافة إلى دراسته لطبيعة العلاقة بينها وبين الثقافات الأخرى المخالفة، مشددًا على أنها ثقافة لا تُلغي الآخر ولا تسعى إلى إقصائه، وإنما تحرص على التعامل والتفاعل معه.

اقرأ/ي أيضًا: مجلة "الدراسات الفلسطينية".. انتخابات على وقع الضم والتطبيع

وتحت عنوان "في زمن كوفيد – 19: كيف تغيرت الطريقة التي نتحدث بها؟"، ناقشت بيا آرانيتا ظهور ما بات يُعرف بـ "لغة الجائحة"، التي شغلت مصطلحاتها حيزًا واسعًا من الحياة اليومية خلال العام الفائت، مثل التباعد الاجتماعي، الحجر الصحي، العَزل، وغيره. وترى آرانيتا أن هذه المصطلحات، رغم قدمها، اكتسبت خلال الأشهر الماضية، نتيجة تفشي الوباء، معاني جديدة تؤثر على طريقة إدراك الفرد للعالم من حوله.

في السياق ذاته، تناول علاء حليفي في مقالته "هل يعيد الوباء تشكيل مدننا؟ العمارة والمدينة ما بعد أزمة كورونا" التداعيات المستقبلية للجائحة على أنماط العمارة حول العالم، والتغيّرات المحتملة التي قد تطرأ على النسيج الحضري للمدن. وينطلق حليفي في بحثه من المتغيرات التي شهدتها الهندسة المعمارية نتيجة الأوبئة السابقة التي خَبِرَتها البشرية، مثل الطاعون الذي دفع المدن إلى تطهير الأحياء السكنية المزرية والضيقة، وتوسيع حدودها، وتطوير مرافق الحجر الصحي المبكر، وإنشاء مساحاتٍ عامة أكبر وأقل ازدحامًا.

اشتمل العدد أيضًا على مجموعة حواراتٍ متنوعة المواضيع، منها حوار مع الجغرافي ستيفان روزيير حول دلالة الحواجز والجدران التي تُجزأ العالم، لا سيما تلك التي ظهرت في القرن الحادي والعشرين، والتي يُراد منها العزل والاستبعاد أكثر من تأمين الحماية. وتحت عنوان "الخصوصية السيبرانية: من يمتلك بياناتك ولماذا يجب تحذر؟"، تحاور بربارا هودش الباحثة المختصة بقضايا الأمن القومي والأمن السيبراني وخصوصية البيانات أبريل فالكون دوس، حول الخصوصية وسمسرة البيانات وأهمية الأمن السيبراني.

أدبيًا، ضم العدد حوارين، الأول حول مقتنيات الحقيبتين اللتين عهد بهن الكاتب الفرنسي جان جينيه (1910 – 1986) قبل أيامٍ قليلة من وفاته، إلى صديقه ومحاميه رولان دوما الذي تنازل عنهن لصالح "معهد ذاكرات للنشر المعاصر" الذي أتاح محتوياتهن للجمهور أخيرًا، وهي دفاتر مدرسية، قصاصات صحفية، ملاحظات، ملصقات، وغيرها. أما الحوار الثاني، فكان مع الكاتب والروائي البريطاني من أصولٍ يابانية كازوو إيشيغورو، الذي تحدث فيه عن روايته "كلارا والشمس" التي صدرت في آذار/ مارس من العام الفائت.

في باب ترجمات، تضمن العدد ثلاث ترجماتٍ أدبية، هي قصائد مختارة للكاتب والروائي البريطاني ديفيد هربرت لورانس (1885 – 1930) بعنوان "لصٌّ في الليل"، نقلها إلى اللغة العربية ماجد الحيدر. وقصة قصيرة للكاتب الألماني فولفانغ فايرواخ بعنوان "استعدادات لاغتيال الطاغية" ترجمة عماد مبارك غانم. وشذرات للكاتب الفرنسي كريستيان بوبان ترجمها الخضر شودار تحت عنوان "لأني، حقًا، رأيت".

ناقش العدد 162 من مجلة "الدوحة" مسألتي الخصوصية والعالمية في الثقافة الإسلامية، والخصوصية السيبرانية وهوس امتلاك البيانات، وعالم ما بعد الجائحة

أما ملف العدد، فقد خُصص للفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه (1844 – 1900)، وعلاقته الغريبة بالطعام. وجاء في مقدمته أن كل فلسفة عنده: "تعبّر عن حياة صاحبها، إنها نتاج لقائمة مأكولاته ونتيجة حتمية لحِميته، كما أنها قائمة لمجموع عِلله وأمراضه المتفاقمة. فهل كان نيتشه جشعًا لحدٍ يجعله يعتني بالكلام عن الطعام ودوره الحيوي في تشكيل هوية الكتابة والإبداع الفلسفي لديه؟ هل كان أكولًا لحدٍ يخصص فيه صفحات لعرض موقفه من المطبخ ومن طرق الطهي في كتابه "هذا هو الإنسان" الذي أظهر فيه علو كعب في تذوق الطعام ومعرفة واسعة بأسرار المطبخ؟ أليس يشبه في حبه للأكل "ديوجين" الذي كان يتقيأ من أجل أن يتناول وجبة أخرى؟".

اقرأ/ي أيضًا: العدد الثالث عشر من "أسطور".. دور المؤرخين في إصلاح الدولة

وضم العدد الجديد من المجلة في باب "عمارة"، مقالة استعاد فيها بنيونس عميروش تجربة المعمارية العراقية الراحلة زها حديد تحت عنوان "في الذكرى الخامسة لرحيلها، كيف غيّرت زها حديد مفهوم العمارة؟"، فيما ضم باب "استعادة" مقالة للناقد المصري صبري حافظ بعنوان "جدل التناقض بين طه حسين والمتنبي: مرآة النفس والعالم"، واختُتم العدد بمقالة لعبد العزيز الخاطر حملت عنوان "تجليات اليأس العربي من الإصلاح".

 

اقرأ/ي أيضًا:

العدد 47 من "سياسات عربية".. العدالة الانتقالية عربيًّا

"استشراف" في عددها الخامس.. التحولات الديموغرافية العربية ورهاناتها المستقبلية