28-مارس-2019

لوحة تمثال امرأة لبيكاسو (Elpais)

ذكرت صحيفة "Elpais" الإسبانية في مقالٍ نشرته أنّ المحقّق الهولندي المختص بالبحث عن القطع الفنيّة المفقودة أرتور براند أكّد أنّ اللوحة التي سُرقت منذ نحو عشرين عامًا للرسّام الإسباني الشهير بابلو بيكاسو هي فعلًا أصليّة.

أكّد المحقق أرتور براند أنّ لوحة "تمثال امرأة" لبابلو بيكاسو، التي سرقت منذ نحو عشرين عامًا هي فعلًا أصليّة

كانت اللوحة التي تحمل اسم "تمثال امرأة" قد رُسمت من قبل بيكاسو في عام 1938، أي بعد سنة واحدة فقط من رسمه لوحته الشهيرة "غيرنيكا". وكانت اللّوحة قد فقدت عام 1999 في فرنسا بعد أن سرقت من داخل يختٍ يملكه أحد الأثرياء بحسب الصحيفة. والذي اشترى اللوحة بدوره من معرض فنّي في مدينة نيويورك الأمريكيّة عام 1980، غير أن اللوحة سُرقت من اليخت في مرفأ جنوبيّ فرنسا وهو متّجه إلى سواحل برشلونة الإسبانيّة في علميّة شُبّهت بأفلام السينما، حيث إن صاحب اليخت كان يملك على متنه أيضًا لوحة أخرى لبيكاسو ولوحة للفرنسي هنري ماتيس.

اقرأ/ي أيضًا: غويا في اللوحات السوداء

وأكّد المحقّق الهولندي أنّ اللوحة كانت تستخدم في التعاملات الماليّة غير الشرعيّة طوال سبعة عشر عامًا ضمن الأراضي الهولنديّة منذ العام 2002، وحتّى تم العثور عليها وإنقاذها في النهاية. وأنّها قد بيعت بمبلغ 4 ملايين يورو لصاحبها، ولكن يرجّح خبراء السّوق الفنيّة أن يصل سعرها الآن إلى أكثر من 25 مليون يورو.

وقد استعان مالك اللوحة بشرطة سكوتلاند يارد لمساعدته في البحث عن اللوحة، بالإضافة إلى أنّه عرض جائزة ماديّة مقابل من يعثر على اللوحة بلغت 400000 يورو، دون أيّ جدوى طوال هذه السنين من البحث المستمر للشرطة والمتحرّين الخاصّين.

ويعد بيكاسو من أكثر الرسّامين شهرةً في العالم، لذلك فإنّ سرقة وتزوير أعماله تلقى رواجًا كبيرًا بين محتالي ولصوص اللوحات الفنّيّة.

ويقول المتحرّي الخاص أرتور براند لصحيفة البايّس: "إنّ بيكاسو رسم هذه اللّوحة لنفسه ولم يعرضها للبيع، وهي لا تحمل توقيعه حيث إنّه كان يعرضها في منزله، لذلك لم يكن لديّ إلّا صورة عن اللوحة، تلقّيت طلبًا للبحث عن اللوحة عام 2015 وبدأت البحث، وفي عام 2018 استطعت الوصول إلى رجل أعمال هولندي غير متورّط في السرقة، لكنّه أراد الحصول على اللوحة ضمن صفقة خاصّة، وهو يجهل كليًّا كون العمل الفنّي مرّ في أيادٍ مافيويّة، تطلّب الموضوع أكثر من سنة للوصول إليهم، والمهم بالنسبة لي هو إعادة اللوحة سالمة وليس القبض على اللصوص، لذلك فإنّني أخبر الشرطة على الدّوام بتوخّي الحذر في التعامل مع اللصوص، وفعلًا جلبوا لي اللوحة ملفوفة بأكياس القمامة السّوداء إلى مكان إقامتي وفتحتها للتأكّد من أنّها فعلًا اللوحة الأصليّة".

بيكاسو في مرسمه

يشير الخبير إلى أنّ ما ساعده في التعرّف على اللوحة الأصليّة كان أمرًا سيخفى حتمًا على اللصوص حتّى لو كانوا من أمهر المحتالين، وهو اسم الصالة التي اشترت أعمال بيكاسو من ورثته بعد موته، ويقول: "حين أمسكت باللوحة قلبتها للتأكّد من ختم صالة العرض Pace التي اشترت اللوحة هذه بالتحديد دون أيّ وسيط والذي كان مقتنيها قد اشتراها منها أيضًا بشكل مباشر".

استطاع المحقّق الهولندي أرتور براند استرجاع العديد من الأعمال الفنيّة المسروقة مثل لوحة الرّسام الإسباني سالفادور دالي عام 2016 التي تحمل اسم "مراهقة

يذكر أن شركة التأمين دفعت لصاحب اللوحة مبلغ 4 ملايين يورو كبدل عن ضياعها، وهي اليوم ملزمة ببيع اللوحة له بنفس هذا المبلغ إن شاء شراءها مجدّدًا، وله الحق في بيعها بعد ذلك بالمبلغ الذي يشاء.

اقرأ/ي أيضًا: كاريكاتير من زمن الاستعمار

وقد استطاع المحقّق الهولندي أرتور براند استرجاع العديد من الأعمال الفنيّة المسروقة مثل لوحة الرّسام الإسباني سالفادور دالي عام 2016 التي تحمل اسم "مراهقة"، والتي كانت قد سُرقت من متحف Scheringa في هولندا عام 2009، واسترداد أحصنة ثوراك أو Thorak horses وهي مجموعة أعمال نحتيّة يُقال أنّها كانت المفضّلة لدى القائد النازي أدولف هتلر.

 

اقرأ/ي أيضًا:

لماذا يحبّ الآسيويون بيكاسو إلى هذا الحد؟

فيلم "موديلياني".. سيرة الموت اللامتناهي