21-نوفمبر-2022
بيير سولاج/ فرنسا

لوحة لـ بيير سولاج/ فرنسا

الرّيحُ لا زالت مختبئة

في بقايا الصّباغة المائيّة

لا تريدُ أن تُقامر

بما تبقّى من خسارات

في صدرِها

دائمًا تذرفُ فيَّ

دموعًا لها لونُ الفجيعة

مَنْ منَّا سيقطفُ

أزهار الصّبح

ليهديها للجسد؟

*

 

الرّيحُ قلقةٌ دائمًا

لأنّ في دماغها

صداعُ الثِّمالة

ودفاترُ شعر باردة.

تنتظرُ أن تأتي

المراكب البعيدة

وأن تهدأ عواصفُ الخريف

لتكتب وصاياها الأخيرة.

*

 

الرِّيحُ كانت في الأصل

امرأةً غازلتُها

ذاتَ شتاء

كلّما أحسستُ بالوحدة

أدخّنها سيجارة سوداء

ممزوجةٌ بماء الأسئلة

لأتبخّر فيَّ.

*

 

الأحجارُ المتراكمة

على جبين الجبل الشّامخ

تتدحرج بألم

لتُغرق المنحدرات

في آهات مدهشة.

النّوارس تُشعل خدود

الأمواج الصغيرة

ليتشكّل الأزرق المديد.

*

 

الظّلالُ تهرب

من انعكاساتها

لتمنح روحها

للنّمل العالق

بين سيقان الأشجار الباسقة

الأمطار تنظف

أرصفة القصائد

وتغري الخطوات السجينة

بمغادرة بصماتها

الخريف الحكيم

يشرح لكائنات المقبرة

علاقة الموت

بولادة الحواس.

*

 

الرسام الغارق في جوفه

يمسك السّماء الرّابعة

يطويها ليصنع منها

مركبًا ورقيًا

يجوبُ به

مدارات التسكع

هي الرّيح دائمًا هكذا

صديقة وفية

تُحوّل أناملي اليابسة

إلى أخاديد مبهجة

تغرقني في اللذة الموجعة

وديانا من ألق وحلم.