05-نوفمبر-2016

من معرض الجزائر الدولي للكتاب هذا العام (مواقع التواصل الاجتماعي)

باتت كلّ الشرائح تتطلّع إلى الموعد السنوي لـ"معرض الجزائر الدولي للكتاب"، فهو النافذة الوحيدة التي يدخل فيها الكتاب من الخارج، في ظلّ سياسة توزيع في الداخل تكاد تكون منعدمة، وتأتي شريحة الباحثين والطلبة الجامعيين في طليعة الشوق إلى "العرس" السنوي الكبير.

باتت كل الشرائح تتطلع إلى الموعد السنوي لمعرض الجزائر الدولي للكتاب، فهو النافذة الوحيدة التي يدخل فيها الكتاب من الخارج تقريبًا

الطرق إلى "قصر المعارض"، الذي يحتضن التظاهرة محكومة بازدحام لا ينتهي من "الصباح إلى المصباح"، ويتضاعف الأمر عند الوصول إلى عين المكان، حتى أنه ينتابك إحساس بأن الجزائريين كلهم غادروا بيوتهم وقصدوا المعرض، الذي افتتحت دورته الحادية والعشرين يوم 27 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وقدّر القائمون عليه عدد الزوّار بمليون ونصف المليون، حيث كانت الذروة يوم الفاتح من تشرين الثاني/نوفمبر بـ320 ألف زائر.

تمّ تخصيص جناح لكتاب الطفل، وآخر للكتاب الديني، فيما استأثر الجناح الرئيسي بالكتاب الأدبي والفكري والجامعي، وهو الجناح الذي استقطب الجامعيين، طلبة ومدرّسين، على اختلاف تخصّصاتهم العلمية والإنسانية.

اقرأ/ي أيضًا: تحديًا للإرهاب.. معرض الكتاب على الأبواب في تونس

وكان سهلًا أن تعرف الطلبة الجامعيين من غيرهم، من خلال الأجنحة التي يقصدونها، ومن خلال تنقلهم في شكل جماعات تستعمل قاموسًا معيّنًا. يفسّر إسماعيل الظاهرة: "تنقلنا في شكل جماعة تتكوّن من ثلاثة طلبة إلى سبعة، يتيح لنا أن نتبادل الحديث عن أهمية المراجع التي تصلح لنا، وأن يتفادى أحدنا شراء كتاب اشتراه زميله توفيرًا للمال".

شربنا قهوة مع إسماعيل. ق ورفاقه الأربعة، فقالوا إنهم قدموا من جامعة تلمسان، 700 كيلومترًا غربًا، وإنهم متخصّصون في الفلسفة وعلم الاجتماع وعلم النفس وعلم الجمال. "هي علوم متقاربة ومتكاملة، ويهمّ كلَّ واحد منّا أن يقرأ ما يشتري الآخرون من كتب". وأوضحت الجماعة أن يومًا واحدًا لا يكفي للعثور على كل ما تحتاج إليه من عناوين، خاصة في ظلّ الزحام بين أجنحة العارضين، "لذلك نضطرّ إلى أن نحجز في فندق بسيط ليلتين أو ثلاثًا".

يضيف إسماعيل: "تنعشنا السياحة بين الكتب، ونستمتع بإفراغ الأكياس، واستعراض ما فيها، بعد عودتنا إلى الفندق، ونبادر إلى وضع صور أغلفتها في "فيسبوك"، حتى نشارك الزملاء الذين لم يتمكنوا من الحضور في لحظة حميمة تعني الباحث الذي يملك مشروعًا أكاديميًا جادًّا".

عادة ما تلجأ دور النشر المتخصصة في الكتاب الجامعي إلى إعلان تخفيضات خلال معرض الكتاب، حتى تستقطب الطلبة والباحثين

عادة ما تلجأ دور النشر المتخصّصة في الكتاب الجامعي إلى تعليق لافتات تعلن فيها عن تخفيضات تتراوح ما بين 10% و40%، حتى تستقطب الطلبة والباحثين. يقول عبد الحميد، المشرف على جناح دار "الأكاديمية"، إن "كثافة الإقبال في معرض الكتاب تجعلهم يلجؤون إلى سياسة التخفيض حتى يتخلّصوا ممّا تراكم لديهم من كتب خلال العام". ويضيف: "بما أن المعرض هو المناسبة السنوية الأهمّ للقاء القارئ، فلا بد ألا نعود بمطبوعاتنا إلى المخازن وإلا باتت عبئًا علينا".

اقرأ/ي أيضًا: معرض الخرطوم لـ(حظر) الكتاب

هنا، يبادر الطالب حسين. ك إلى اتهام كثير من الناشرين بالتحايل في التخفيضات. "لا يعدو أن يكون الأمر حيلة لجلب الطلبة والباحثين، أما الواقع فهم يبيعون الكتاب بالسعر الذي يتجاوز قيمته أحيانًا". يشرح: "إذا لم يكن الطالب فطنًا وذا خبرة، فإنه يأخذ الكتاب بالسعر المعلن عنه، في حين يمكنه تخفيضه إلى الثلث إذا كان خبيرًا وأبدى زهدَه في الكتاب".

التقينا نخبة من الطلبة في جناح "المطبوعات الجامعية"، وقدّم أحدهم اقتراحًا قال إنه سيساهم في تمكين الطلبة من اقتناء الكتب بأسعار منخفضة، "أن تنظم الجامعات رحلات جماعية لطلبتها إلى المعرض، في شكل أفواج بحسب التخصّص، فكثرة الزبائن تدفع الناشرين إلى تخفيضات فعلية". يشرح: "لا أفهم أن تعمل المكتبات الجامعية على شراء آلاف النسخ من ناشر ما، ولا تشترط عليه أن يخفّض لكل طالب ينتمي إليها بإظهار بطاقته. لقد بتنا نشبه عرسانًا مهملين ليلة العرس".

نقلنا الفكرة إلى المشرف على جناح "المكتبة القانونية"، فرأى فيها "فكرة عبقرية". "أنا مستعد لأن أبيع بنصف السعر، لكل طالب ينتمي إلى جامعة زوّدت مكتبتها من منشوراتي، من خلال استظهار بطاقته، وهذا يعود بالرّبح على كلينا".

خارج المعرض، في المقاهي والساحات الخضراء ووسائل النقل وعلى السلالم، كان منظر بعض الطلبة وهم يتشاركون في الحديث عن فكرة ما في كتاب ما، داعيًا للفرح في ظلّ واقع جزائري يُقال إن الرسائل الجامعية فيه باتت تسرق أو تشترى.

اقرأ/ي أيضًا:

التبادل التونسي والجزائري ثقافيًا.. بخل الأشقاء

في إسطنبول.. معرض للكتاب العربي