31-مايو-2016

أنصار القذافي تظهر من جديد على الساحة الليبية(سبنسر بلات/Getty)

بينما اعتاد المصريون استعمال لفظ "فلول" لوصف أنصار مبارك، واختار التونسيون لفظ "أزلام" لوصف مؤيدي بن علي، درج الليبيون على وصف أنصار القذافي بـ"الطحالب". والطحالب هي مجموعات نباتية عشبية صغيرة تنمو في الماء تتميّز بلونها الأخضر وهو لون العلم الليبي زمن النظام السابق. وبينما غلب الظنّ أن "طحالب القذافي" لن تظهر من جديد على الساحة بعد إسقاط النظام وخاصة بعد إقرار قانون صارم للعزل السياسي، فإن الواقع يخالف ذلك. حيث شهدت المدة الأخيرة موجة كبيرة لعودة قيادات من نظام القذافي للمشهد الليبي وذلك وفق درجات مختلفة.

غلب الظنّ أن "طحالب القذافي" لن تظهر من جديد على الساحة بعد إسقاط النظام وخاصة بعد إقرار قانون العزل السياسي، لكن الواقع يخالف ذلك

اقرأ/ي أيضًا: الدستور الليبي جاهز.. ماذا بعد؟

قبل شهر، تمّ إطلاق سراح محمد بن نائل، وهو قائد عسكري في نظام القذافي، في إطار صفقة تبادل سجناء بين شيوخ قبيلة "مقارحة"، التي ينتمي إليها بن نائل والمجلس البلدي لمصراتة. وقد التقى بن نائل بعد إطلاق سراحه باللواء خليفة حفتر، القائد العام للجيش الليبي غير المعترف به غرب البلاد. وأشارت مصادر إلى أن بن نائل سيلعب دورًا أساسيًا في المعارك العسكرية القادمة. وقد كان يقود كتائب القذافي في جنوب ليبيا إبان حرب التحرير سنة 2011.

كما عاد الطيب الصافي من منفاه بمقتضى قرار عفو صادر عن مجلس النواب شرق البلاد. والصافي هو أحد أهم رموز النظام السابق حيث كان نائب أمين اللجنة الشعبية العامّة، وهي أعلى هياكل السلطة زمن القذافي. وقد لقي الصافي استقبالًا حاشدًا من أبناء قبيلته حين عودته. وقد صرّح في كلمة أمامهم أنه يعتذر "من كل الليبيين وكل من أساء إليه بقصد أو دون قصد". كما دعا من أسماهم "أبناء ليبيا الأحرار والشرفاء" للالتفاف حول اللواء خليفة حفتر. واتهم "الإخوان المسلمين والجماعة المقاتلة الذين يسيطرون على مفاصل الدولة بالتآمر على ليبيا" قائلًا: "لن ندع ليبيا لهؤلاء الإرهابيين"، وفق تعبيره.

وتواصلت موجة عودة القيادات العسكرية في نظام القذافي مع عودة الفريق محمد هريم للبلاد وذلك بعد هروبه منها قبل خمس سنوات خوفًا من المساءلة القانونية. وهريم هو أحد الضباط الذين قادوا انقلاب 1969 مع القذافي وكان يتولى قيادة المنطقة الدفاعية الجنوبية حين اندلاع الثورة سنة 2011. وأشار هريم إثر عودته إلى أن قرار العودة جاء بناء على طلب من المجلس الاجتماعي لقبائل فزان، الذي يمثل مكونات وقبائل المنطقة الجنوبية في البلاد.

يشدد مراقبون على أن رموز القذافي العائدين من المنفى قد يستأنفون نشاطهم السياسي والعسكري في المرحلة القادمة في إطار يقوده اللواء خليفة حفتر

اقرأ/ي أيضًا: تحرير سرت.. معركة "الإخوة الخصوم"

ويبدو أن هريم بصدد العودة بقوة كفاعل في المشهد الليبي حيث أعلن المجلس الأعلى لقبائل فزان بدوره تفويضه بـ"تأمين المنطقة الجنوبية وتفعيل الجيش وذلك لمواجهة خطر تنظيم داعش". ودعا المجلس العسكريين في جنوب البلاد للالتحاق بهريم بصفته قائدًا عسكريًا.

كما أشارت، من جانب آخر، مصادر صحفية متواترة لعقد قبيلة "العواقير" لاجتماعات بشأن إعداد الترتيبات لعودة عدد من أبناء القبيلة ممّن تولّوا مناصب قيادية في نظام القذافي. ومن بين هذه الأسماء اللواء السنوسي الوزري العقوري، وهو آخر وزير داخلية قبل سقوط النظام السابق. وقد تولّى مهامه بعد شهر واحد من اندلاع الثورة وذلك إثر انشقاق وزير الداخلية السابق عبد الفتاح يونس.

وإضافة إلى عودة رموز من نظام القذافي، قد تشمل الفترة القادمة عودة أفراد من أسرة القذافي المقيمة حاليًا في سلطنة عمّان. حيث دعا مجلس حكماء البيضاء، شرق البلاد، صفية فركش، زوجة القذافي، وأحفادها للعودة إلى ليبيا.

ويشدد مراقبون على أن رموز القذافي العائدين من المنفى قد يستأنفون نشاطهم السياسي والعسكري في المرحلة القادمة في إطار يقوده اللواء خليفة حفتر، حيث يُنظر لعودة رموز القذافي كورقة أخيرة يستعملها خليفة حفتر بدوره لاستمالة قبائلهم في شرق البلاد وتأكيد دعمها له. ولعل الغطاء السياسي لعودة قيادات نظام القذافي للساحة يتأكد مع القرار الذي اتخذه قبل أسابيع عبد الله الثني، رئيس حكومة شرق البلاد غير المعترف بها، برفع الحراسة المفروضة على أموال عدد منهم.

اقرأ/ي أيضًا:

ليبيا والمادة الـ8.. جدل أحجار الزاوية

التدخل العسكري في ليبيا.. هل بدأ قرع الطبول؟