23-يناير-2018

وقفة في عمان احتجاجًا على الضريبة على الكتاب (فيسبوك)

يبدو أن رئيس الوزراء الأردني هاني الملقي (1951) قرّر أن يلجأ إلى الزّيادة في الضّرائب، على أكثر من صعيد، كي يواجه المديونية الخارجية التي بلغت 35 مليار دولار، فكان الكتاب الذي ظلّ معفًى من الضّرائب واحدًا من الحقول التي مسّتها الضّريبة بنسبة 10%.

ظل الكتاب في الأردن معفًى من الضّرائب، إلا أنه مؤخرًا بات واحدًا من الحقول التي مسّتها الضّريبة بنسبة 10%

ما عدا الكتاب المدرسي التابع للمدارس الحكومية، فكلّ أنواع الكتب معنية بالضّريبة، "بهدف إزالة التّشوّهات الضّريبية التي أثبتت عدم جدواها الاقتصادية وتحقيق العدالة بين القطاعات الاقتصادية"، بحسب بيان للحكومة.

اقرأ/ي أيضًا: لعنات النشر العربي

أدّت هذه الزّيادة إلى تأجيج غضب المهنيين الأردنيين، فدعا "اتحاد النّاشرين" إلى اعتصام بالقرب من مقرّه في دوّار المدينة الرياضية، "كخطوة أولى على صعيد رفض ضريبة المبيعات على الكتب واعتقال العقل".

يقول الكاتب والنّاشر جهاد أبو حشيش لـ"الترا صوت" إنه منذ سنوات خلت واتحاد الناشرين الأردنيين يشتغل على مجموعة من الحوارات مع وزارة الثقافة وباقي الجهات المعنية بدعم الكتاب من أجل تحديد مشاكل قطاع صناعة الكتاب، "وفجأة ودون سابق إنذار ولا تشاور يجد الناشر نفسه أمام حزمة من الإجراءات على رأسها ضريبة المبيعات تهدده بإلغاء وتقويض هذه الصناعة . مما خلق الكثير من الإرباكات والهلع بين الناشرين".

إن فرض ضريبة المبيعات بنسبة 10%، يقول جهاد أبو حشيش، ستتسبّب في إغلاق معظم دور النشر ومكتبات بيع الكتب، وفي زيادة الأعباء المالية على طلاب المدارس والجامعات والكليات، وزيادة علميات القرصنة والتصوير والاعتداء على حقوق المؤلف، دون دفع أي ضريبة للدولة من أي نوع. وتهديد كل الصناعات المجاورة وخاصة المطابع. وتراجع حركة التأليف والبحث وازدياد معاناة الكتاب والمؤلفين. وتراجع برامج التنمية البشرية التي تريدها الدولة وتعمل على الترويج لها. "انطلاقًا من هذا كله، فإن معرض عمّان الدولي للكتاب في مهبّ الريح إذا لم تسقط  هذه الضريبة".

من جهته، تساءل الكاتب إلياس فركوح على صفحته في فيسبوك: "ما معنى أن تفرض الحكومة ضريبة مبيعات على الكتب التي تراجعت مبيعاتها أصلًا منذ سنوات، وبدأ ناشروها بالاختناق؟ أهكذا نرتقي بوعي المواطن، ونجعل من الكتاب ملاذه المعرفي؟ أهكذا نتصدّى للجهالة والظلامية، ونشرع للمجتمع بوابات النور وتفعيل العقل الناقد؟". يختم: "عندما تحارب الكتاب، فأنت إذن ظلامي داعم للتطرف".

في السّياق ذاته، يقول الشّاعر والرّوائي جلال برجس لـ"الترا صوت" إن الكتاب خاصّة في هذه المرحلة عنوان صعب، شأنه شأن رغيف الخبز، يجب عدم المساس به، "بل يجب أن تقدم كافّة التسهيلات ليبقى في متناول الجميع، لأننا نعوّل على ولادة جيل متنوّر يقف في وجه أشكال الظلامية، التي أخذت منذ زمن تزحف نحو فضاءاتنا. لا يمكن لنا أن نحل أزماتنا دون أن نحل أزمتي التعليم والثقافة".

ما معنى أن تفرض الحكومة ضريبة مبيعات على الكتب التي تراجعت مبيعاتها أصلًا منذ سنوات، وبدأ ناشروها بالاختناق؟

اقرأ/ي أيضًا: الأردن.. الثقافة في خبر كان

بقرار مثل هذا، يقول محدّث "الترا صوت"، نكون قد عدنا أميالًا إلى الوراء؛ فالكتاب قبل استحداث هذه الضريبة يعاني من ضعف سبل الوصول إلى القارئ بسبب ارتفاع أسعاره، فكيف مع وجود هذا الشكل الضريبي عليه. ستتعمق الهوّة بين القارئ والكاتب، بالتالي علينا أن نتوقع مفردات كثيرة معيقة للمستقبل.

وحسب إحصاءات "هيئة الإعلام" الحكومية فإن عدد دور النشر الأردنية التي حصلت على ترخيص من الهيئة بلغ 750 دار نشر، لم يبق منها على قيد النّشاط إلا  379 دارًا. 140 منها منخرطة في "اتحاد النّاشرين الأردنيين"، لم يبق منها مع مطلع العام الجاري إلا 72 دارًا. في مقابل وجود 900 مكتبة لم يبق منها مفتوحًا إلا 218.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مكتبات الموتى.. إلى الرصيف سر

رابطة الكتّاب الأردنيين.. الحرب مستمرة