29-أغسطس-2022
Teacher obedience training

يتفق الخبراء على خطورة العقاب الجسدي للطلبة (Getty)

تعتزم مدرسة أمريكية في ولاية ميسوري إحياء إجراء تأديبي قديم، كانت قد لجأت إليه آخر مرة منذ أكثر من عقدين، وهو الضرب بالعصا على المؤخّرة.

يتفق الخبراء على خطورة العقاب الجسدي للطلبة

وبحسب الواشنطن بوست الأمريكية، فإن المدرسة أرسلت إشعارًا لأولياء الأمور بأن المدرسة بصدد اعتماد سياسة تتيح استخدام العقاب البدني كوسيلة لتصحيح سلوك الطبة وضبطهم، كما عرضت عليهم نموذج موافقة للتوقيع عليه في حال لم تكن لديهم مشكلة في اعتماد هذا الأسلوب مع أبنائهم، والذي تم تحديده على أنّه ضرب الطالب على القفا أو الأرداف بعصا خشبية.

paddling in schools
العصا التقليدية التي كانت تستخدم في المدارس الأمريكية لتأديب الطلبة (NPR)

وبحسب ما أوضحت المدرسة، فإن المعلمين سيلجؤون إلى هذه الوسيلة بدون "إفراط، ومع الحرص الكامل على عدم التسبب بأية إصابة أو أذى للطفل، ومع حضور شاهد". ووفق السياسة الجديدة، فإنه على المعلم أو المدير إرسال تقرير إلى المشرف الإداري لشرح السبب الذي دفع للجوء إلى تطبيق هذه العقوبة. وتنص السياسة على أن العقوبة البدنية لن تستخدم إلا عندما تفشل أشكال التأديب الأخرى، وبعد ذلك فقط بإذن من المشرف المسؤول. 

مديرة المدرسة تحدثت إلى وسائل إعلام محلية، وقالت إن اعتماد القرار قد جاء بالاعتماد على نتائج استطلاع يفيد بأن أولياء الأمور والطلبة وموظفي المدرسة يبدون قلقًا كبيرًا بشأن سلوك الطلاب وانضباطهم. وقالت المديرة ميرلين جونسون: "لقد وردتنا الكثير من رسائل الشكر والدعم على هذا القرار. ربما يعبر البعض على وسائل التواصل الاجتماعي عن استيائهم عند سماع هذا الأمر، لكن غالبية الأشخاص الذين قابلتهم أبدوا تأييدهم للخطوة". 

يذكر أن المحكمة العليا الأمريكية قد قضت بدستورية العقوبة البدنية في المدارس على المستوى الفدرالي، وكان ذلك في قرار صدر عام 1977. هذا القرار جعل المسألة رهنًا بالقوانين التي تفرضها كل ولاية، وهو ما يفسّر وجود 19 ولاية أمريكية، معظمها ولايات جنوبية، تمتلك قوانين تسمح بالتأديب البدني في المدارس، على الرغم من الرأي العلمي المقبول على نطاق واسع بشأن خطورة التأديب البدني وعدم فعاليته. 

لا ينص الدستور الأمريكي على تجريم العقوبة البدنية ضد الأطفال 

بحسب العديد من الدراسات، فإن الطلاب الذين يتعرضون للضرب في المدرسة لا يتحسنون أكاديميًا مقارنة بأقرانهم الذين لا يتعرضون لهذا النوع من التأديب، هذا عدا عن خطورة الصدمات الجسدية والنفسية التي تلحق بالعديد منهم. كما أثبتت عقود من البحوث العلمية أن العقاب البدني لن يفلح في علاج السلوك غير اللائق أو فرض الانضباط الصفي، بل إنه يؤدي في معظم الأحيان إلى المزيد من العدوانية والغضب والرغبة بالانتقام، ويمكن أأيضًا أن يؤدي إلى مشاكل الاكتئاب وتقويض الثقة بالذات.