وصفت ميريانا سبولياريتش، رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، مصير عشرات الآلاف من المفقودين والمعتقلين في سوريا بأنه "تحدٍ هائل"، مؤكدةً أن معرفة مصيرهم قد يستغرق سنوات، وسط ظروف معقدة تركتها الحرب التي استمرت لأكثر من 13 عامًا.
وقالت سبولياريتش، في مقابلة مع وكالة "فرانس برس" خلال زيارتها لدمشق التي استمرت ثلاثة أيام، إن منظمتها تعمل بالتعاون مع السلطات السورية، المؤسسات الوطنية، وجمعية الهلال الأحمر السوري، لبناء آليات تُسهم في توضيح الصورة حول هذا الملف.
ملف معقد ومعاناة مستمرة
وأشارت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى أن تحديد هوية المفقودين وإبلاغ عائلاتهم بمصيرهم يُعد مهمة ضخمة قد لا تنجح في بعض الحالات، معترفةً بصعوبة إدارة البيانات وتحليلها في هذا السياق. وأوضحت أن اللجنة الدولية كانت تتابع 35 ألف حالة. ومع إطلاق خط ساخن جديد في كانون الأول/ديسمبر الماضي، ارتفع عدد الطلبات إلى 43 ألف طلب بحث عن مفقودين.
رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر: مصير عشرات الآلاف المفقودين والمعتقلين في سوريا تحدٍ هائل ومعرفة مصيرهم قد يستغرق سنوات
ضحايا القمع والمقابر الجماعية
بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فإن العدد المتبقي للمختفين قسرًا، والموثقين بالنسبة للشبكة، يصل إلى 112 ألفًا و414، جميعهم كانوا محتجزين عند النظام ولم يفرج عنهم، و"غالب الظن أنهم قتلوا"، وفقًا لمدير الشبكة، فضل عبد الغني.
وكان سكان المناطق المحررة قد بدأوا بالإبلاغ عن مواقع مقابر جماعية يُعتقد أن النظام دفن فيها ضحايا القمع والتعذيب، وسط غياب الخبرات المحلية في التعامل مع مثل هذه الملفات.
دعوات لتأمين الأدلة وحفظها
ودعت منظمة هيومن رايتس ووتش السلطات الانتقالية إلى تأمين الأدلة وحفظها، خاصةً في مواقع المقابر الجماعية والسجلات الحكومية، مشيرةً إلى ضرورة التعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر لتوفير الخبرة اللازمة. ولفتت المنظمة إلى مقبرة جماعية في حي التضامن بدمشق، حيث اكتُشفت رفات بشرية في موقع شهد مجزرة عام 2013.
وأكدت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن منظمتها تعمل على تعزيز القدرات المحلية لجمع البيانات وحمايتها، محذرةً من احتمال فقدان بعض المعلومات إذا لم يتم التحرك سريعًا. وشددت على أهمية تسريع الجهود لتحليل البيانات وحماية أكبر قدر ممكن منها.