16-نوفمبر-2019

سرب اسم محمد الصفدي كمرشح من قبل الأحزاب اللبنانية لتشكيل الحكومة (أ.ف.ب)

في الوقت الذي تقترب فيه الانتفاضة اللبنانية من دخول شهرها الثاني، وبعد مرور نحو أسبوعين على استقالة سعد الحريري من رئاسة الحكومة؛ تفاجأ اللبنانيون يوم أمس الجمعة، 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2019، بتسريبات حول اتفاق بين الأحزاب الأساسية، على تكليف الوزير محمد الصفدي، لتشكيل الحكومة المقبلة.

سُربت معلومات حول اتفاق بين الأحزاب السياسية في لبنان، على تكليف الوزير محمد الصفدي بتشكيل الحكومة المقبلة

التسريبات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، أكدتها مصادر رئيس التيار الوطني الحر جبران باسي. وبينما تضاربت الأنباء حول من يقف وراء اقتراح تسمية الصفدي، قالت مصادر لقناة "MTV"، إن طرحه جاء في معرض إحراج سعد الحريري، الذي أبدى رفضه التام لترأس حكومة تضم سياسيين.

اقرأ/ي أيضًا: 4 سيناريوهات محتملة في لبنان بعد استقالة سعد الحريري 

وعليه، ووفقًا لمصادر "MTV" غير المعرفة، يُشكل الصفدي مخرجًا لقوى "8 آذار"، وبالتالي لعهد ميشال عون؛ للخروج من المأزق السياسي الذي وجدوا أنفسهم فيه، على إثر الانتفاضة الشعبية المستمرة منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ثم بسبب الفراغ الحكومي بعد استقالة الحريري.

من هو محمد الصفدي؟

ومحمد الصفدي، هو سياسي من مدينة طرابلس شمال لبنان. يمتلك العديد من الأعمال التجارية داخل لبنان وخارجه. ويصنف ابن طرابلس، أحد أفقر مدن لبنان؛ من أغنى أغنياء البلاد.

في 2005، دخل الصفدي المجلس النيابي لأول مرة، بعد ترشحه على قوائم الحريري. واستلم الصفدي وزارة الأشغال ثم وزارة الاقتصاد، في الحكومات المتعاقبة بين عامي 2005 و2011.

عرف عن الصفدي تقلب مواقفه السياسية، فالرجل الذي دخل عالم السياسة من بوابة الحريرية السياسية، انقلب ضد سعد الحريري في 2011، مشاركًا في حكومة نجيب ميقاتي، وزيرًا للمال، وهي الحكومة التي شُكّلت بعد إطاحة حزب الله وحلفائه بحكومة سعد الحريري التي كانت مشكلة على اتفاق الدوحة وانتخابات 2009.

وفي انتخابات 2018 النيابية، عاد الصفدي للاتحالف مع سعد الحريري مرة أخرى، ليكافأه الحريري بتعيين زوجته وزيرةً لشؤون تمكين المرأة، في الحكومة التي استقال منها الحريري مؤخرًا.

#الصفدي_ساقط_بالشارع

أثار تسريب اسم الصفدي كرئيس للحكومة المرتقبة، غضبًا في الشارع اللبناني، مما اعتبره المتظاهرون استفزازًا للانتفاضة، فمن جهة تعلن المجموعة الحاكمة تبنيها مطالب مكافحة الفساد واسترداد الأموال المنهوبة، ومن جهة أخرى تقدم الصفدي لتشكيل الحكومة، وهو اسم يعتبره المنتضفون شريكًا أساسيًا في الفساد.

وعلى ذلك، دشن نشطاء لبنانيون على مواقع التواصل الاجتماعي وسم "#الصفدي_ساقط_بالشارع"، والذي شهد تفاعلًا كبيرًا، عكس حالة الرفض لطرح اسم الصفدي، في الشارع اللبناني.


ويُتهم الصفدي بتربحه من خلال عمله السياسي، وتوليه مناصب وزارية، وذلك على عدة مستويات، من بينها وضع يده على منتجع سياحي ببيروت، وجني أموال طائلة من وراء ذلك، في حين كان من المفترض أن تكون المنطقة شاطئًا عامًا لكل اللبنانيين.

وخلال الأسبوع الماضي، وقبل تسريب اسم الصفدي كرئيس محتمل للحكومة المقبلة، اعتصم المتظاهرون في المنتجع السياحي المذكور، هاتفين ضد الصفدي، المتهم أيضًا بالتورط في ملفات أخرى، مثل مشروع "اليمامة" وتكديس الأموال في بنوك سويسرا.


من جهة أخرى، سخر نشطاء من المرحلة العمرية التي تحكم لبنان، من جهة أن نبيه بري، رئيس مجلس النواب، يبلغ من العمر 81 عامًا، في حين يبلغ رئيس الجمهورية ميشال عون 84 عامًا، ليضاف إليهم الصفدي البالغ من العمر 75 عامًا.

يتهم الصفدي بتربحه من خلال المناصب الوزارية التي تولاها، والتورط في العديد من ملفات الفساد، وتكديس المال في بنوك سويسرا

ويؤكد نشطاء ومتظاهرون أن الحديث عن الاتفاق بين المجموعة الحاكمة على تكليف محمد الصفدي، يكشف عجز الطبقة الحاكمة عن إيجاد حلول تلبي تطلعات اللبنانيين، في مقابل إصرارها على نهج نظام المحاصصة و"تقسيم الغنائم".

 

اقرأ/ي أيضًا:

"مقاومة" الناصري والشيوعي في وجه "ممانعة" حزب الله

طرقات لبنان المغلقة ساحات انتفاض جديدة وتمرد على "مدينة" المنظومة