24-يوليو-2020

مساعٍ تقودها روسيا لتعزيز قدراتها الفضائية (Russian Space Web)

ألترا صوت – فريق التحرير

كشفت قيادة الفضاء الأمريكية عن امتلاكها أدلة تشير لإجراء موسكو اختبارًا لسلاح فضائي للأقمار الاصطناعية، مما يثير قلق واشنطن، ويعمق من الشكوك بشأن رغبة الجانبين الروسي والأمريكي في تعزيز قدراتهما العسكرية فضائيًا، ما يتناقض مع عديد التصريحات الصادرة عن الطرفين، والتي تطالب بالالتزام باتفاقية الحد من التسلح على المستوى العالمي.

كشفت قيادة الفضاء الأمريكية عن امتلاكها أدلة تشير لإجراء موسكو اختبارًا لسلاح فضائي للأقمار الاصطناعية، مما يثير قلق واشنطن

وأوضحت القيادة الأمريكية في بيانها أن القمر الاصطناعي الروسي المعروف باسم كوزموس 2543 تم اكتشافه أثناء تتبعه قمرًا صناعيًا أمريكيًا للتجسس في وقت سابق من هذا العام، لافتةً إلى أن القمر الروسي أطلق نوعًا من القذائف في المدار، وأشارت القيادة في بيانها إلى أن لديها "دليلًا على إجراء روسيا (الأسبوع الماضي) اختبارًا غير مدمر باستخدام سلاح مضاد للأقمار الاصطناعية".

اقرأ/ي أيضًا: هجمات سيبرانية بتقنيات روسية على بريطانيا.. ما علاقة "كورونا"؟

ونقل البيان على لسان قائد قيادة الفضاء الأمريكية جون ريمون أن "نظام الأقمار الاصطناعية الروسية المستخدم لإجراء اختبار الأسلحة في المدار، هو نفس نظام الأقمار الاصطناعية الذي أثرنا مخاوف بشأنه في وقت سابق من هذا العام، عندما تحركت روسيا بالقرب من قمر اصطناعي تابع للحكومة الأمريكية"، فيما اعتبر مساعد وزير الخارجية الأمريكي أن هذا الحدث "يسلط الضوء على دعوة روسيا الزائفة، للحد من التسلح في الفضاء الخارجي، والتي تهدف موسكو من خلالها إلى تقييد قدرات الولايات المتحدة".

للمفارقة فإن بيان القيادة الأمريكية جاء مزامنًا للمكالمة الهاتفية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين بمناسبة الذكرى السنوية الـ45 لإطلاق مشروع الفضاء أبولو-سويوز المشترك بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي عندما التحمت المركبتان في الفضاء في عام 1975، حيث وصف الزعيمان المشروع الفضائي المشترك بأنه "نقطة مضيئة" في التعاون بين البلدين، وعبرا عن رغبتهما بتفادي حدوث سباق تسلح ثلاثي مكلف بالاشتراك مع الصين.

وأقر الرئيس ترامب عندما وقع الميزانية السنوية للجيش الأمريكي المقدرة بقيمة 738 في كانون الثاني/يناير من العام الماضي، بتخصيص مبلغ 40 مليون دولار لتمويل إنشاء هيئة عسكرية جديدة مختصة بالفضاء تحمل اسم "قوة الفضاء الأمريكية" لعامها الأول، في حين تنشط القوات الفضائية الجوية الروسية وفقًا لموقع وزارة الدفاع الروسية ضمن ثلاث وحدات هي: القوات الجوية، القوات الفضائية، وقوات الدفاع الجوي والدفاع المضاد للصواريخ.

وتقول شبكة ABC نيوز الأمريكية إن اختبار موسكو لسلاح فضائي غير مدمر يعتبر الثاني من نوعه خلال الأعوام الثلاثة الماضية، من الممكن أن يؤدي في النهاية لاكتشاف سلاح بتقنيات جديدة يسمى "الأقمار الاصطناعية القاتلة"، في إشارة للاختبار الذي أجرته موسكو في عام 2017، وقامت من خلاله بفصل قمر اصطناعي صغير فرعي عن القمر الناقل أطلقت عليه موسكو مسمى "قمر اصطناعي مفتش"، يملك تقنية الاقتراب من الأقمار الأخرى للبحث عن الأضرار.

فيما كانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت عن إطلاق "قمر اصطناعي" مفتش انفصل عن القمر الناقل في آب/أغسطس من العام 2017، وتقول تقارير روسية بأن هذا القمر يعتقد بأنه مجهز بأجهزة استشعار بصرية للحصول على صور الأقمار الأخرى وإرسالها إلى الأرض لدراستها، ووفقًا لموقع روسيا اليوم يطلق على هذه الأقمار عادةً اسم "أقمار التفتيش" لأن لها إمكانية تكنولوجية للمناورة على المدار والتفاعل مع أقمار أخرى.

لكن الشبكة الأمريكية تشير إلى أن الاختبار الذي أجرته موسكو في عام 2017 أثار مخاوف كبيرة لدى المسؤولين الأمريكيين، بعدما أظهرت التقارير أن قمر التفتيش الروسي اقترب من قمر اصطناعي آخر تابع للقيادة الأمريكية، وقام القمر الروسي بعد أن ظلل القمر الأمريكي لوقت قصير بإطلاق صاروخ سريع نحو الفضاء، مما أثار المخاوف من أن تكون موسكو قد طورت تكنولوجيا "قاتلة" يمكنها من خلالها استهداف الأقمار الاصطناعية التابعة لواشنطن وشركائها.

وبحسب الشبكة الأمريكية فإن الاختبار الروسي الذي أجري الأسبوع الماضي كان نسخة طبق الأصل عن الاختبار الذي أجري في عام 2017، لافتةً إلى أن الاستثناء الوحيد في التجربة الحديثة أن القمر الاصطناعي الذي انفصل عن القمر الناقل كان يحجب قمرًا عسكريًا آخر قبل أن يطلق القذيفة.

وقال قائد القيادة الأمريكية في مقابلة أجريت في شباط/فبراير الماضي إن القمر الاصطناعي الروسي كوزموس 2542 الذي أطلق في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، انفصل عنه القمر الفرعي كوزموس 2543، لافتًا إلى أن القمرين الاصطناعيين كانا "يناوران بنشاط" قرب قمر اصطناعي أمريكي، حدده مراقبو الفضاء على أنه قمر تجسس أمريكي متقدم يحمل اسم USA-245، فيما أشارت الشبكة الأمريكية إلى أن القمر الروسي الذي أجرى الاختبار الأسبوع الماضي، هو القمر ذاته الذي انفصل عن القمر الناقل في شباط/فبراير الماضي.

الاختبار الروسي الذي أجري الأسبوع الماضي كان نسخة شبه طبق الأصل عن الاختبار الذي أجري في عام 2017

وكانت موسكو قد أقدمت قبل أقل من شهر على تسلم ترامب لمهامه رسميًا في البيت الأبيض نهاية العام 2016، على اختبار سلاح مضاد للأقمار الاصطناعية، وأشار المسؤولون الأمريكيون حينها إلى أن موسكو نشرت أقمارًا اصطناعية من نوع انتحاري "كاميكاز" يحمل اسم كوزموس 2499، لافتين إلى أنها صممت لتكون إلى جانب الأقمار الأمريكية مع امتلاكها القدرة على تدمير أو تعطيل الأقمار الاصطناعية المزروعة في الفضاء.

 

اقرأ/ي أيضًا:

 "روسيا اليوم".. صناعة الوهم البوتيني

روسيا تستثمر في تفتيت البوسنة.. إعادة إنتاج "البلقنة"