10-مايو-2025
الهند وباكستان

مرحلة جديدة في الصراع الهندي الباكستاني (رويترز)

يدخل الصراع الهندي-الباكستاني مرحلة جديدة من التصعيد، مع إعلان إسلام أباد اليوم السبت عن إطلاق عملية "البنيان المرصوص"، وذلك بعد ثلاثة أيام من الاكتفاء بما وصفته بـ"الحرب الدفاعية"، زعمت خلالها أنها أسقطت خمس طائرات هندية من طراز "رافال" الفرنسية، إضافةً إلى أكثر من 70 طائرة مسيّرة.

وقد تزامن الإعلان عن العملية الهجومية مع دعوة رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، صباح اليوم السبت، إلى عقد اجتماع للهيئة الوطنية المشرفة على الترسانة النووية، تحسّبًا لأي تصعيد محتمل.

وجاء هذا التحوّل من الوضع الدفاعي إلى الهجومي بعد ساعات فقط من اتهام إسلام أباد لنيودلهي بإطلاق خمسة صواريخ باليستية على قواعد جوية باكستانية.

إسلام أباد أعلنت الانتقال من الوضع الدفاعي إلى الوضع الهجومي

وفي أول حصيلة للعملية الهجومية التي أطلقتها باكستان، أعلنت مصادر عسكرية في إسلام آباد أنها نجحت في "اختراق مئات المواقع الهندية، و2500 كاميرا مراقبة والاستحواذ على بياناتها". ومن بين أبرز المواقع المستهدفة، بحسب موقع "Dawn"، شبكة الطاقة الهندية التي تعطّلت بنسبة 70% نتيجة هجوم إلكتروني، إضافة إلى نظام الدفاع الجوي S-400 الذي تم تدميره بصواريخ فرط صوتية أطلقتها مقاتلات JF-17 في "آدامبور"، ويُقدّر ثمن هذا النظام بنحو 1.5 مليار دولار.

كما استهدفت العملية مركز تدريب الاستخبارات العسكرية في "راجوري" بكشمير، ومقر قيادة لواء "KG Top"، ومستودع الإمدادات الميدانية في "يوري"، إلى جانب عدة قواعد جوية في: آدامبور، وأودهامبور، وباثانكوت، وسوراتكره، وسيرسا، وبھتندہ، وموقع مدفعية في "دهرانگیاري"، وموقع لتخزين صواريخ "براهموس" في "بياس"، وقاعدة طيران في "أخنور".

الضربات الهندية

في المقابل، وجّهت القوات المسلحة الهندية، ليلة البارحة، سلسلة من الضربات استهدفت قواعد جوية باكستانية في مدينة أمريتسار بإقليم البنجاب، باستخدام خمسة صواريخ باليستية انطلقت، وفقًا لمدير العلاقات العامة في الجيش الباكستاني الفريق أحمد شريف تشودري، من منطقة "أدامبور" الهندية.

كما استهدفت الضربات الصاروخية ثلاثة مطارات باكستانية، من بينها مطار "نور خان" في مدينة روالبندي، القريبة من العاصمة إسلام آباد.

وتعدّ هذه الضربات تصعيدًا نوعيًا في بنك الأهداف الهندية، حيث كانت نيودلهي تصرّ على أنها لا تستهدف سوى مقرات الجماعات المسلحة، وتنفي ضرب منشآت باكستانية مدنية أو عسكرية.

وفي أول تعليق باكستاني، قال الفريق أحمد شريف إنّ الضربات الهندية تمثل "استفزازًا من الطراز الأول"، مشيرًا إلى أن الجيش الباكستاني ردّ باستهداف قاعدتين جويتين هنديتين في "باثانكوت" و"أودهامبور"، إلى جانب منشأة لتخزين الصواريخ.

أما التصريحات الهندية الرسمية، فاكتفت بالاعتراف بتدمير عدد من الطائرات المسيّرة الباكستانية في أجواء أمريتسار. وجاء في بيان للجيش الهندي أن "محاولة باكستان الصارخة لانتهاك السيادة الهندية وتعريض المدنيين للخطر أمر غير مقبول". وأضاف البيان أن "القوات الهندية رصدت طائرات مسيّرة باكستانية في 26 موقعًا في ولايات حدودية عدة، بما في ذلك الشطر الهندي من كشمير وسريناغار".

من جانبها، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصادر عسكرية هندية أن الجيش الباكستاني حاول تنفيذ توغلات جوية في 36 موقعًا، مستخدمًا ما بين 300 و400 مسيّرة لاختبار منظومات الدفاع الجوي الهندية. كما نقلت شبكة "سي أن أن"  الأميركية عن مسؤول هندي رفيع أن نيودلهي "ترد حاليًا بالشكل المناسب على الهجمات الباكستانية".

وأمام هذا التصعيد المتبادل، قررت هيئة الطيران الباكستانية تمديد إغلاق المجال الجوي حتى ظهر اليوم السبت، فيما كشف الفريق أحمد شريف تشودري أن عدد القتلى المدنيين جرّاء الضربات الهندية ارتفع إلى 33 شخصًا، إضافة إلى 62 جريحًا. أما في الجانب الهندي، فقد أُعلن عن إغلاق 24 مطارًا وتعليق حركة الطيران حتى بداية الأسبوع المقبل.

عرَض ماركو روبيو المساعدة الأميركية في بدء محادثات بناءة بين باكستان والهند لاحتواء التوتر الحالي وتجنب أي صراعات مستقبلية.

تحركات دولية

أصدرت وزارة الخارجية الصينية، صباح اليوم السبت، بيانًا دعت فيه باكستان والهند إلى "إعطاء الأولوية للسلام والاستقرار، والحفاظ على الهدوء وضبط النفس، والعودة إلى مسار التسوية السياسية بالطرق السلمية، وتجنّب اتخاذ أي خطوات قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد".

وجاء الموقف الصيني بعد يوم من صدور دعوة مماثلة عن دول مجموعة السبع، التي حثّت الطرفين، أمس الجمعة، على "التهدئة الفورية"، وأعربت عن "تشجيعها لباكستان والهند على الانخراط في حوار مباشر للتوصل إلى حل سلمي".

الوساطة الأميركية

أجرى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، يوم الجمعة، اتصالات منفصلة مع مسؤولين في كل من باكستان والهند، شملت قائد الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير، ووزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار.

وبحسب المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، تامي بروس، فقد واصل روبيو حث الطرفين على "البحث عن سبل لخفض التوتر"، كما عرض "المساعدة الأميركية في بدء محادثات بنّاءة" تهدف إلى احتواء التصعيد وتجنّب اندلاع صراع واسع.

وفي تصريحات للتلفزيون الرسمي الباكستاني، قال وزير الخارجية إن "باكستان قد تدرس وقف العمليات إذا توقفت الهند عند هذا الحد"، غير أن مصادر باكستانية أخرى كشفت أن قائد الجيش بعث برسالة تحذيرية إلى واشنطن مفادها أن "الرد الباكستاني سيكون أشدّ إذا استمرت الهجمات الهندية".

ويُذكر أن التوتر الحالي بين الجارين النوويين تصاعد عقب هجوم مسلح استهدف موقعًا سياحيًا في باهلغام بكشمير الهندية يوم 22 نيسان/أبريل الماضي، وأسفر عن مقتل 26 مدنيًا، معظمهم من السياح الهندوس. واتّهمت نيودلهي إسلام آباد بالوقوف وراء الهجوم، متذرعة بأن المهاجمين تسللوا من الأراضي الباكستانية وينتمون إلى جماعات تدعمها باكستان، وهي اتهامات نفتها الأخيرة، معلنة استعدادها للمشاركة في تحقيق دولي مستقل بشأن الحادث.