27-مايو-2021

انتقدت الصحة العالمية قرار الدول الغنيّة تقديم اللقاحات لمن هم تحت سن 18 عامًا (Getty)

ألتراصوت- فريق الترجمة 

يظهر أن جائحة كوفيد-19 لن تنتهي قريبًا بسبب ما تصفه منظمة الصحة العالمية من حالة "عدم المساواة الفضائحية" بين الدول الغنية والفقيرة على مستوى توفير اللقاحات المضادة لكورونا. آخر مظاهر هذه الحالة من عدم المساواة تتمثل في قرار الدول الغنيّة البدء بتطعيم الأطفال، والفئات الأقل عرضة للتضرر من عدوى كورونا، في الوقت الذي ما يزال به العاملون في القطاع الطبي، على خطوط الدفاع الأولى، في العديد من الدول النامية، عاجزين عن الحصول على حصتهم من اللقاحات، وذلك بحسب ما أفاد به المدير العام لمنظمة الصحة العالمية مؤخرًا، تيدروس غيبريسوس.

غيبريسوس: "الحقيقة المرّة التي لا يمكن تجميلها هي أن مجموعة صغيرة من الدول التي تصنّع وتشتري الحصة الأكبر من لقاحات كورونا تتحكّم اليوم بمصير بقيّة العالم"

وقال غيبريسوس أمام الحاضرين في الاجتماع السنوي للجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية: "الحقيقة المرّة التي لا يمكن تجميلها هي أن مجموعة صغيرة من الدول التي تصنّع وتشتري الحصة الأكبر من لقاحات كورونا تتحكّم اليوم بمصير بقيّة العالم".

تأتي هذه التصريحات في الوقت الذي تؤثر به موجة جديدة من تفشي عدوى كورونا في عدد من الدول الأقل دخلًا في العالم في أفريقيا وآسيا، والتي صدمت في الأسابيع القليلة الماضية بعد إعلان "المعهد الهندي للأمصال"، والذي يعدّ أكبر مصنّع للقاحات في العالم، قراره بتعليق كافة عمليات تصدير اللقاحات، حتى نهاية العام الجاري على الأقل، وذلك بهدف سدّ الاحتياجات المحليّة. ويعتبر المعهد الهندي المزوّد الأكبر للقاحات المضادة لكورونا لصالح برنامج "كوفاكس"، وهو البرنامج المسؤول عن تزويد اللقاحات للدول الفقيرة حول العالم.

وفي أفريقيا، لا تتجاوز نسبة من حصلوا على جرعة واحدة على الأقل من اللقاح في القارة 2 بالمئة فقط، بينما تصل النسبة في العديد من الدول المتقدمة إلى أكثر من 50%، مثل كندا والولايات المتحدة وبريطانيا وغيرها، حيث تتركّز أكثر من ثلاثة أرباع اللقاحات المتوفّرة، في 10 دول في العالم فقط، بحسب غيبريسوس.

وأضاف المدير العام للمنظمة في كلمته: "إن عدد الجرعات التي تم تقديمها عالميًا حتى الآن كان لتكون كافية لتأمين جميع العاملين في القطاع الصحي في العالم، لو أن اللقاحات وزّعت بشكل عادل"، محذّرا من أن الوضع الوبائي في العالم ما يزال "في غاية الخطورة"، مع توقعات بأن تتجاوز أعداد الوفيات المسجّلة هذه العام ما تمّ تسجيله في العام 2020، خاصة مع استمرار تأثير الموجة الثانية من الجائحة في الهند، والتي تسجّل أرقامًا قياسيّة من الوفيات والإصابات يوميًا، حيث بلغ عدد الوفيات في الهند حتى الآن أكثر من 311 ألف حالة وفاة، مع ترجيحات بأن تكون الأرقام أعلى من ذلك، بسبب عدم تسجيل الحالات التي تقضي بكورونا في المناطق الريفية البعيدة.

عدد الجرعات التي تم تقديمها عالميًا حتى الآن كان لتكون كافية لتأمين جميع العاملين في القطاع الصحي في العالم، لو أن اللقاحات وزّعت بشكل عادل

عالميًا، بلغ عدد الإصابات المسجلة بعدوى فيروس كورونا إلى حوالي 169 مليون حالة، بينما بلغ عدد الوفيات المرتبطة بكوفيد-19 أكثر من 3،4 مليون حالة وفاة.