08-أبريل-2016

سعد يكن/ سوريا

طائرٌ أعمى

إلى مكانٍ قديمٍ

أعودُ

وإلى موسيقى قديمة

وكي أرى جيدًا

أسنن الزوايا الحادة في عينيَّ

وكي لا أنزلق على أقواس الطمأنينة

أفكّرُ

إذا كان الرجال ودودين ونبلاء

وإذا كانت النساء رقيقات وحالمات إلى هذا الحد

فمن أين يأتي الشرُّ كله

الشرُّ الذي يدنو من عينيَّ

طائرًا

جميلًا

جارحًا

وأسودَ

يدنو حتى يلجهما ساحبًا

وراءه

الظلام

فلا أرى

بعده

شيئًا

ولا أعود أتذكر من حياتي سوى أني أحببت مكانًا

أجلس فيه

وأنني كلما كنتُ أصبح وحيدًا

كنتُ أفتح عينيَّ على اتساعهما

وأنادي

طائرًا

أعمى

ليأتي

و

ينقر

ما شاء

وليأخذ مني كلَّ ما أرى.

 

غزل البنات

تُولَدُ الموسيقى من حركة الغيوم في العين بينما نصطدم بالرقة بين حجر الحظ وحجر الطمأنينة

 

اترك للغضب مكانًا وراء الباب

 

الأحدُ زاهٍ وحلو وهش كسكّر غَزَلِ البنات

يختفي وكأنه لا شيء

 

الخطأ يكبر بعيدًا عنا

حين الأيام أسنانُ منشارٍ حتى عطلة نهاية الأسبوع

 

لا أعرفُ ما أريد

لكن أعرف ما أنا أفعله

إذ أفعلُ ما أريده

 

أسحبُ لسانكِ داخل فمي

وأتركُ الكلمةَ في فمكِ

 

ساقاكِ بين ساقاي

أنفي أقربُ تحت أنفكِ حتى أرى عيناً واحدة لكِ

في منتصف الجبهة

واسعةً ورطبةً

حيثُ الريحُ تهبُّ من المحيط

حيثُ تلك الموسيقى لا تُلمحُ سوى في الليل.

 

ديكٌ روميّ

 

كنتَ عينًا متورّمة دون أن يبدو العالمُ مشوّشًا،

كنتَ كِسرًا في الهواء،

صورةَ ابنةٍ ستولدُ من اللونِ والرائحةِ،

من الصوتِ ستولد لتغني لكَ:

أبي نَم عن شمالي لتسردَ لي قصة الأخ الذي يصبح غزالًا،

نم عن يميني كي لا أسقط عن السرير،

كنتَ بَترًا، شرودًا، خطأً محتملًا في تواريخ العائلة،

في حماقات الجنود،

في حركة الباصات في كراج باب جنين

حيث وجد الأرمنُ قوافلَهم تصل حلب،

حين الأكرادُ جبالَهم وقد رَكَنَت في جسر الشغور،

وأبناءُ العشائر أسماءَهم بينما تهجس بالتركية في باب الهوى،

نظرتُ إلى ساقكَ كم هي طويلةٌ في الريح،

إلى سلاميات يدك كيفَ واضحةٌ خلف أشعة X،

إلى معصمك جميلًا، دقيقًا وساحراً،

إلى كوعكَ، منكبكَ، ملمسِ الدم تحت أنفكَ،

قرب أذنك حيثُ قلتُ:

فلنؤجل كلّ شيء إلى يومٍ سيأتي، يومِ الأنبياء التعساء، لا قبله ولا بعده، حيث لا أحد ينفع أحدًا، لنتخيّل امرأةً  في الغوغل تمارس الجنس أثناء بيع الآيس كريم في كشكٍ على البحر، ولنفكّر في ديكٍ روميّ يسير أمام جلالة الملكة وحوله عشرة رجال يضع كل واحد منهم على رأسه إكليلًا من أغصان العنب ويهتف باسم لا يعرفه،

بقيتُ بجانبكَ شهورًا، أنام وأصحو دون أن أرى استدارة وجهكَ، تركتَهُ لغزًا لي، تركتُهُ لغزًا لكَ، مثلما بقيتُ أثرثرُ ناسيًا أن أقول:

لا حيلة لي على نفسي،

ولا طاقة لي لتحمّلها سوى

كخطأ لا بدّ أن أحيا معه،

لا خزي

لا خلاص

ولا نكران،

الوقتُ شرّيرٌ والإنسانُ ماكرٌ،

وبينهما

سنظلُّ نحن أبناءَ الغضب،

كرةً مجنونةً

نرتدُّ من الإيمان إلى المعصية،

من المعصية

إلى الخذلان

إلى مرآة في ممر البيت

حيث ودون أن تخاف

تحدّق ليلاً في عينٍ تورّمت حتّى

لم تعد لكَ

حدّقت حتى

لم تعد ترى.

 

كيفَ عشت

كي لا أعرف

أين ترقص الأميرات في الليل

أتوّقفُ في أولِ حكايةٍ للأخوين غريم

ولا أنام

 

أتركُ محاربًا قديمًا يسافرُ في الغابة

دون أن يعرفَ السرّ

ولا إلى أين يتجه

 

من متجرplay

أحمّلُ  9292 و(الطقس في هولندا)

محاولًا ألا أهتّم بأين وُلدتُ أو كيفَ عشت

 

سوى سِحر أسمائها

تخذلني الكلابُ التي لا تعضّ، كلابُ الأحد

النظيفة

الذكية

المدرّبة

 

رغم أنني أحببت ذلك

لكني أنحرفُ كيلا أصطدم برجلٍ

على الجسر كان يأخذُ سيلفي أمام النهر

 

لم أعد أنظرُ إلى قدميَ حين أقود الدرّاجة

ولم أعد أحرّك جذعي بحماقة

السيئ

وما لا طاقة لي به

كلما وثقتُ بشيءٍ في هذا العالم

كرهتُه.

 

اقرأ/ي أيضًا:

أحد ما سينجو لأنه كان نائمًا

سوريّ؟ اذهب!