01-سبتمبر-2022
روفينو تامايو

لوحة لـ روفينو تامايو/ المكسيك

تتدفّقين إلى خیالي على ھیئة أصوات أحبّھا..

من خلخالٍ یخشخش حول كاحلك الرشیق

حتى صوت طقطقةٍ بعیدة كأنّ نارًا بدأتْ تشتعل.

 

یتحوّل رأسي إلى صخرةٍ كبیرةٍ صمّاءْ وَأذناي.

تصیران إلى نافذتین مغلقتین.

 

ھكذا دائمًا -في لحظة وصولك-

یتّخذ جسدي أسلوبه الدّفاعيّ الخاصّ خارجًا عن طوع إرادتي

 

القلبُ

یصیر بابًا عالیًا كأنّه باب قلعة قديمة

ویداي إلى مجذافین،

لحظة أرغبُ في عناقٍ شدیدْ

 

لستُ المسؤول عن كل ِّ ذلك العِصیان ولا أعرف.

من الّذي أشعلَ النّیران في أحشائي، حتّى أصبحتُ دُخانًا ھكذا.

 

أشتھي في قلب النّار، أغنیةً معكِ

 

تلك الّتي یكون صوتُك فیھا یدندنُ خلفها.

وأكون أنا

كمن یصطاد الغبار الّذي بیننا

بمنجلٍ حادٍّ وَرحیم.

 

أسرابُ البلابل.

الفراشتان عند باب القلب

وظلّك المكسور على حافّة النّافذة صارت كلّھا الآن

بسبب الدّخان، تشبه بعضھا

 

البلابل ھاجرت.

والفراشتان.. انتحاران یرفرفان أمام استعار النّار.

 

ویبقى ظلّك المكسُور.

حُسنُ حظّه في ھذا الحریق، لونُه الأسودْ.

 

2

 

أستطيع بكل الّلامبالاة الّتي تبقّت لديّ أن أرمي قلبي في الھواء كقطعة نقدیّة

ثمّ أدّعي أمام الجمیع،

نّ غرابًا أفسد اللّعبة.

 

ھذا القلب كان في مراهقته

 مثل مرمى واسعة

لم أنتبه إلى كلام الآخرين والأكبر منّي والمصابين القدامى

أنّ یومًا ما سأخسر.

 إن لم أضبط ساعة البدء على توقیت مناسب.

 

فجاءت النّھایات كانطفاء الضّوء

 

كلّ الّذین لدیھم تجاربھم مع الوحدة والحزن المباغت

 اتّفقوا أمامي على أنّ المكان المُعتاد لممارسة الشّرود یأتي -لو قارنّاه بحریق ما- كمجھولٍ یرشّ الكحول على كبریت مشتعل..

 

ذنبي، أنّ أغلب أصدقائي من الشّعراء وقلّة حیلتي خوفي من الأجوبة، ذات المجازات المبالغ فيها..

 

من یردّ عليّ السّؤال، بسؤال أخفّ أردّ علیه الصّمت، بصمت أقل.

 

أقف كثیرًا أمام واجھات الزّجاج لمحلاّت بیع الذّھب.

لا لشيء.

ولا لِوَلَهٍ في رؤیة اللّمعان ذي الرّھبة

 

إنّما.

أحب الرّیبة الّتي أثیرھا، في عیون مُلاّكھا

والتّوجّس في نظرات زبائنھم.

 

ویثیر فيّ النشوة

الھمسُ الخافتُ فیما بینھم أنّ شكلي.

أبعد ما یكون عن لصٍّ یترقّبُ

 

أھرب رغم أنّني لست موضع شك وأعود دائمًا إلى الأماكن الّتي أبدو فیھا مثیرًا للتّساؤل

 

لا تفسیر للقش المكوّم في الجھة الیسرى من صدري

سوى أنّ طائرًا ما وجد مكانًا خاویًا، فقرر أن یبني عشّه فیه.