09-أغسطس-2020

انتقادات لإهمال السلطات اللبنانية في طريقة تخزين المواد الكيميائية (Getty)

ألترا صوت – فريق التحرير

أكدت شركة فابريكا دي إكسبلوسيفوز لصناعة المتفجرات في موزمبيق أن شحنة نترات الأمونيوم التي انفجرت في ميناء بيروت قبل أيام، كانت قد طلبتها لاستخدامها في التعدين، مشيرةً إلى أن الشحنة بدلًا من وصولها إلى موزمبيق تم الاحتفاظ بها في بيروت، معبرةً عن اندهاشها من تخزين المادة المقدرة بـ2750 طن في الميناء لما يقارب ستة أعوام مما أدى إلى انفجارها يوم الثلاثاء 4 آب/أغسطس الجاري.

أكدت شركة فابريكا دي إكسبلوسيفوز لصناعة المتفجرات في موزمبيق أن شحنة نترات الأمونيوم التي انفجرت في ميناء بيروت قبل أيام، كانت قد طلبتها لاستخدامها في التعدين

ونقلت شبكة CNN الأمريكية على لسان المتحدث باسم الشركة الأفريقية قوله إنهم قاموا بطلب شحنة نترانت الأمونيوم لاستخدامها في تصنيع مفجرات لشركات التعدين النشطة في موزمبيق، موضحًا بأن الشحنة التي صودرت في بيروت كانت في طريقها إلى موزمبيق "لكنها لم تصل"، حيثُ قامت السلطات اللبنانية بحفظ الشحنة في ميناء بيروت لأكثر من ست سنوات قبل أن تنفجر في وقت سابق من الأسبوع الماضي.

اقرأ/ي أيضًا: بيروت تنتفض غضبًا

وتسببت الشحنة الكيميائية المخزنة في العنبر رقم 12 لميناء بيروت منذ مصادرتها من قبل السلطات اللبنانية بانفجار ضخم هز وسط العاصمة، وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 150 شخصًا، وإصابة نحو 5000 آخرين، وسوى بنايات بالأرض، وتسبب في تشريد أكثر من ربع مليون شخص، في حين قدرت الإحصائيات الأولية حجم الخسائر المادية بمليارات الدولارت، وخروج ميناء بيروت عن الخدمة لفترة غير محددة، مما سيكون له تداعيات سلبية على الاقتصاد اللبناني.

وقال المتحدث الذي لم تكشف الشبكة الأمريكية عن هويته بسبب حساسية الحادثة، إن هذه الشحنة الوحيدة التي طلبتها الشركة الأفريقية دون أن تحصل عليها، مشيرًا إلى ذلك بقوله: "هذا ليس شائعًا، ليس شائعًا على الإطلاق.. عادة عندما تقدم طلبًا لأي شيء تشتريه، فليس من الشائع ألا تحصل على البضائع. إنها سفينة. لا تشبه شيئًا ضاع في البريد"، لافتًا إلى أن الكمية التي انفجرت في ميناء بيروت تعد أقل من استهلاك الشركة الشهري للمادة الكيميائية، حيثُ توجد مجموعة من دول العالم "يزيد استهلاكها السنوي عن مليون طن".

وأشار المتحدث إلى أن الشركة الأفريقية تعاونت مع شركة تجارية كوسيط خارجي لتساعد على نقل المادة الكيميائية من من جورجيا إلى موزمبيق، غير أن الشركة التجارية – لم يكشف عن هويتها – أبلغت فابريكا دي إكسبلوسيفوز أن الشحنة لن تصل بسبب وجود أعطال في السفينة، وقال المتحدث إن الشركة التجارية الوسيطة أبلغتهم بأنها لن تقوم بتسليمهم الشحنة، مؤكدًا على أن "شركته لم تدفع ثمن الشحنة" نظرًا لعدم استلامها، مضيفًا بأنهم عمدوا لشراء شحنة ثانية عوضًا عن الشحنة المفقودة.

وفي معرض تعليقه على تخزين السلطات اللبنانية للشحنة الكيميائية في ميناء بيروت قرب منطقة مأهولة بالسكان، أوضح المتحدث قائلًا: "هذه ليست مادة تريد تخزينها من دون أي استخدام لها، إنها مادة خطيرة جدًا وتحتاج لمعايير نقل صارمة للغاية"، مضيفًا بأنها "مادة خطيرة ومؤكسد قوي جدًا، وتستخدم لإنتاج المتفجرات.. لكن الأمر ليس مثل البارود، حيث تشعل عود ثقاب فقط وينفجر على الفور مثل الألعاب النارية. إنها أكثر استقرارًا".

وكانت وكالة رويترز قد نقلت على لسان قائد السفينة القبطان الروسي بوريس بروكوشوف أن السفينة روسوس كانت في طريقها من ميناء باتومي الجورجي إلى ميناء بيرا في موزامبيق، عندما طلب منه تبديل مسار الرحلة إلى بيروت في طريقه عبر البحر المتوسط، قبل أن تقوم السلطات اللبنانية بمصادرة السفينة بذريعة عدم دفعها مبالغ مالية لقاء رسوها في ميناء بيروت.

وأشارت الوكالة إلى أن مصدر الشحنة الكيميائة التي تسبب بانفجار بيروت الضخم كان شركة روستافي أزوت إل.إل.سي لصناعة السماد الجورجية، في الوقت الذي صرح مدير الشركة الجورجية ليفان بورديلادزي بأن شركته تدير المصنع الكيميائي منذ ثلاث أعوام فقط، لذلك لن يتسنى له أن يؤكد ما إذا كانت المادة من إنتاج شركته. واصفًا تخزين الشحنة في ميناء بيروت بأنه "انتهاك جسيم لإجراءات التخزين الآمن على أساس أن نترات الأمونيوم تفقد خصائصها المفيدة في غضون ستة أشهر".

تسببت الشحنة الكيميائية المخزنة في العنبر رقم 12 لميناء بيروت منذ مصادرتها من قبل السلطات اللبنانية بانفجار ضخم هز وسط العاصمة، وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 150 شخصًا

وكانت وكالة ناسا الأمريكية قد نشرت خريطة تتضمن مجموعة من النقط الحمراء الداكنة والبرتقالية والصفراء التقطت لموقع الانفجار عبر الأقمار الاصطناعية، وأشارت وكالة الفضاء في تقريرها إلى أن النقاط الحمراء الداكنة، كتلك الموجودة داخل وحول ميناء بيروت تعتبر المناطق الأكثر والأشد تضررًا، في حين يدل البرتقالي على المناطق التي تعرضت لضرر متوسط، أما الأصفر فيشير للمناطق التي قد تعرضت لضرر أقل إلى حد ما.

 

اقرأ/ي أيضًا:

 ماكرون من بيروت: لن نقدم شيكًا على بياض