23-مارس-2022
لوحة لـ ألبرت سافريس/ بلجيكا

لوحة لـ ألبرت سافريس/ بلجيكا

كنت تمر من هنا كل يوم

تعبر الشارع دون سبب

لتثبت للعربات السريعة أنك لا تخاف الموت

تحكي عن الصعيد

وملامحه التي تنفضها عن وجهك

وتجلس على الرصيف بجوار الكلب الطيب

لا أذكر اسمه

ولا أذكر اسم الشارع

وأركض خارج جسدي في محاولة لنسيان الحكايات

واللحاق بعمري الذي تمدد خارج روحي

ظلي الذي نضج

تعلم الأمومة والنسيان

التصق بالحوائط الباردة

لكنه يبحث دومًا عن صدري الذي علق بالرصيف

بجوار الكلب والتاريخ

الصعيد والحكايات

الأغنية التي "شرقت" من تراب الربيع

والخريف الذي علق "ببلوزة" بنفسجية

ثبتتها الصورة القديمة

أرى نفسي فيها مثل نجمات السينما الجميلات

أعبر الشارع بحذر بالغ

أخبر العربات المسرعة

الرجل العجوز

شرطي المرور

الكلب الضال

التابوت والرجال الذين يحملونه

ولساني الذي أكله القط

أني أخاف الموت

والحياة

والذاكرة

والنسيان

وأذكرك بحكاياتك القديمة

والكلب الذي أظن أن اسمه كان

"وحيد"

وهذا الشتاء الذي يعرف كيف يقرص القلب جيدًا.

*

 

ضم كفيك معًا

سأقفز لأعلي وأريدك أن تساعدني

سأنزع صورتنا المثبتة في السماء

وأقطف ثمار المانجو المعلقة في تلك الشجرة

واحدة تحمل اسمي

واحدة تحمل اسمك

وعشر بأسماء الأصدقاء

المطر الملوث الآن

سأغسله جيدًا

لأعيده كما كان تلك الظهيرة

التي سرنا فيها لساعات

ندعو الله ونجمع النور في جيوبنا

كان ملوثًا أيضًا

لكن على الأقل كان مطعمًا بالمحبة

شبك يديك جيدًا

لم يعد بإمكاني السقوط مرة أخرى

ولا أثق بأنك ستكون هنا لتحملني إن وقعت.

طريقك طويل وشاق

وطريقي مغلق لتحسينات لن تتم

ولا أملك سوي قفزة واحدة

فرصة واحدة للطيران

فرصة واحدة للرجوع إلى الخلف

أجلب سماء قديمة اعرفها

أجلب سماء قديمة تعرفنا

وأفتش عن النور الضائع بصدري

أرتكن إلى كفيك لحظة

ثم أعود لطريقك البعيد

وأنا امسك معاولي كي أنحت طريقًا،

ثبت يديك جيدًا

ولا تنسَ أن تناولني الدواء قبل رحلة الصعود

لا أضمن مزاجي لدقيقتين كاملتين

ولا أريد أن أبدأ بالبكاء عوضًا عن الغناء

ولا أن أقرر القفز منفردة فوق صخرة أو شلال

وضع صورة لي في جيبك

أو صورتين

واحدة لوجهي الآن

وأخرى قديمة

تشبهني كما عرفتني أول مرة

وتشبه الثورة التي ذبحوها في الشارع الخلفي

اجمع ظلينا معًا

وثبت طرفهما بخيط طويل وخفيف

وإن حدث وقفزت بالفعل

أطلق الظل خلفي

طائرة ورقية ترشدني لطريق العودة

ثبت كفيك جيدًا

وانتظر

فأنا قد أقفز عاليًا.