22-أكتوبر-2020

دخول الشتاء يزيد فرص تفشي الوباء (Getty)

ألتراصوت- فريق الترجمة 

يعيش العالم كابوسًا مرعبًا بما فيه الكفاية مع استمرار تفشي جائحة كورونا وتأخر التوصل إلى لقاح فعال وآمن للوقاية من العدوى بالمرض على مستوى العالم، والأنباء عن وفاة متطوع في البرازيل بعد تلقيه جرعة من اللقاح الواعد الذي تعمل جامعة أكسفورد البريطانية على تطويره. مشهد معقّد مع وصول عدد الإصابات بالعدوى عالميًا إلى أكثر من 40 مليون إصابة، وتجاوز عدد الوفيات حاجز المليون وفاة.

وما يزال العلماء في حيرة من سلوك فيروس كورونا الجديد بالرغم من الاختراقات البحثية العديدة التي توصلوا إليها، حيث تم التعرف على طريقة تأثير الفيروس على الرئتين والصحة، وتم تحديد العديد من الأعراض الأساسية، وطرق الوقاية، وبعض العلاجات الأولية التي يمكن أن تساعد في تخفيف حدة الأعراض والوقاية من تطورها. لكن يبدو أن في جعبة الظروف العديد من المشاكل الجديدة التي تمثّل واقعًا وبائيًا فريدًا لم يختبره العالم من قبل.

فمع دخول موسم الخريف واقتراب موسم الشتاء، ستزداد حالات الإصابة بالإنفلونزا الموسمية ونزلات البرد، والتي ستنضم إلى كوفيد-19 وتفرض تحديات جديدة على المرضى والمؤسسات الصحية، حيث يقدر عدد الوفيات التي تتسبب بها الإنفلونزا الموسمية في العالم بين 300 إلى 600 ألف وفاة سنويًا بحسب منظمة الصحة العالمية، ولا يعرف ما إذا كانت هذه الأرقام ستتضاعف بالترافق مع الظروف الراهنة التي يتفشى بها وباء كورونا.

فالسعال والسيلان والعطس والاحتقان وآلام والتهابات الصدر ليست بشيء جديد في موسم الشتاء لكثير من الناس، ولكن لا يعرف ما التأثير الذي سيفرضه تفشي جائحة كورونا على مستوى انتشار الإنفلونزا وحدّة أعراضها وتأثيرها على القطاعات الصحية، إضافة إلى ما سيفرضه ذلك من إرباك يتعلق بالتفريق بين الإنفلونزا وكوفيد-19، نظرًا للتشابه الكبير في الأعراض بين المرضين، إضافة إلى التوقعات بأن موسم الشتاء سيعني تزايد فرص الإصابة بعدوى فيروس كورونا الجديد. 

مطعوم الإنفلونزا

الجانب الإيجابي الأهم فيما يتعلق بالإنفلونزا الموسمية هو توفّر المطعوم الخاص بالوقاية منها في العديد من الدول حول العالم، ما يعني أن الحصول على هذا المطعوم سيضمن وقاية من التعرض للإنفلونزا بالنسبة للكثيرين، ما سيعني في المحصلة أن الذي يعاني من أعراض شبيهة بأعراض الإنفلونزا بعد حصوله على المطعوم فسيكون على الأغلب مصابًا بعدوى كورونا، وعليه أن يحصل على الفحص اللازم ويلتزم بالحجر المنزلي قدر الإمكان إلى أن تزول الأعراض. وهذا ما دفع العديد من الهيئات الصحية حول العالم إلى تشجيع المواطنين على الحصول على مطعوم الإنفلونزا من أجل تقليص فرص حدوث مثل هذا النوع من الإرباك.

أما فيما يتعلق بتأثير مطعوم الإنفلونزا المحتمل على فيروس كورونا الجديد وقدرته على الحدّ من أعراض المرض في حال الإصابة بالعدوى، فهو أمر لم يتوصل العلماء إلى جواب قاطع بشأنه بعد، رغم أن بعض الخبراء قد أشاروا إلى عدم استبعاد أن يكون لمطعوم الإنفلونزا أثر وقائي غير مباشر، وإن كان ذلك محض تكهّن غير قائم على تجارب مثبتة.

الظروف الجوية وأثرها على فيروس كورونا الجديد

من المعروف أن الإصابة بالإنفلونزا الموسمية تتزايد بشكل كبير في موسم الشتاء والبرد، إذ يتعامل الأطباء والمستشفيات مع العديد من الحالات التي تعاني من السعال والاحتقان والالتهابات في مجرى التنفس في هذا الوقت من السنة أكثر من أي موسم آخر خلال العام. وبحسب المتوفر من الأبحاث والدراسات العلمية، فإنه من المتوقع أن يكون للظروف الجوية في الشتاء تأثير على سلوك فيروس كورونا الجديد (SARS-CoV-2)، وذلك لأن الهواء البارد والجاف يمثّل وسطًا أمثل لتفشي الفيروسات، إضافة إلى أن فرص تهوية المباني والغرف تتدنّى في موسم الشتاء البارد، ما يزيد من فرص انتقال العدوى بين الناس في الأماكن المغلقة.

الإصابة بكوفيد-19 والإنفلونزا الموسمية

لم يتعامل الخبراء في القطاع الصحي بشكل عملي مع حالات أصيبت بشكل متزامن بمرض كوفيد-19 الذي يتسبب به فيروس كورونا الجديد ومرض الإنفلونزا الموسمية. وفي حين يرى البعض أن الإصابة بالإنفلونزا قد تزيد من فرص الإصابة بعدوى كورونا، نظرًا إلى ما يتسبب به المرض من أثر على قوة جهاز المناعة. إلا أنّه ليس من الواضح ما إذا كانت الإصابة بالمرضين في آن معًا تعني المزيد من الخطورة على صحّة المريض، كما لا يعلم الأطباء ما الذي يمكن فعله بالتحديد في هذه الحالة لمساعدة المريض على التغلب على المرضين معًا. وينصح الأطباء عمومًا بالوقاية بشكل جادّ من جميع الأمراض الموسمية بما في ذلك الإنفلونزا ونزلات البرد، إضافة إلى اتخاذ التدابير الوقائية ضد كوفيد-19 مثل ارتداء الكمامة وغسل اليدين وتعقيمها باستمرار.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

ماذا تقول التجارب اليابانية عن أثر الكمامة في الوقاية من كورونا؟

هل يساعد تنظيف الأسنان على الوقاية من العدوى بفيروس كورونا الجديد؟

الصحة العالمية تحذّر: التراخي أمام جائحة كورونا سيكلف المزيد من الأرواح