17-أكتوبر-2020

تجددت الاحتجاجات في لبنان وسط أزمة سياسية اقتصادية متفاقمة (رويترز)

الترا صوت – فريق التحرير

شهدت العاصمة اللبنانية بيروت مظاهرات عديدة السبت، في الذكرى السنوية الأولى لانطلاق انتفاضة تشرين الأول/أكتوبر، التي أطاحت بحكومة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، قبل أن تتوقف بفعل إجراءات التباعد الاجتماعي عقب انتشار فيروس كورونا، ثم تعود مجددًا على إثر الانفجار الضخم الذي هز العاصمة وأودى بحياة العشرات، وتسبب بخراب ضخم في البنى التحتية والمنشآت الاقتصادية والسكنية.

شهدت العاصمة اللبنانية بيروت مظاهرات عديدة السبت، في الذكرى السنوية الأولى لانطلاق انتفاضة تشرين الأول/أكتوبر

وتتصاعد الأزمة الاقتصادية السياسية في لبنان مع مديونية ضخمة وعجز في التعامل مع آثار الانفجار وأزمة جائحة فيروس كورونا، فيما لا تزال الأحزاب الأساسية التي تدير نظامًا من المحاصصة الطائفية، لم تتفق بعد بشأن المبادرة التي قدمها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن تشكيل حكومة جديدة.

اقرأ/ي أيضًا: سياسة بلا سياسيين.. 3 سيناريوهات ممكنة للحكومة اللبنانية المرتقبة

وخرج المئات من المتظاهرين في نقاط مختلفة من العاصمة بيروت، مطالبين بإكمال الانتفاضة، وإسقاط السلطة الفاسدة، تحت شعار "كلن يعني كلن". وتجمعت وفود من المحتجين أمام البنك المركزي ومبنى البرلمان بالإضافة إلى مرفأ بيروت، الذي شهد واحدًا من الانفجارات الأضخم في تاريخ المنطقة، فيما نددوا بتعامل السلطات مع الأزمة الحالية، وتمسكهم بنظام المحاصصة، في حين تواجه البلاد تعقيدات متفاقمة.

وصباح السبت، دعت مجموعات مدنية المحتجين إلى التجمع في عدة نقاط في محافظات لبنانية مختلفة، من أجل التوجه إلى ساحة الشهداء في بيروت، حيث تم تنظيم عدة نشاطات، شملت تكريم ضحايا الانتفاضة وبعض الناشطين الفاعلين فيها.

تتزامن الاحتجاجات مع محادثات مرتقبة بين رئيس الجمهورية والكتل الأساسية في مجلس النواب، من أجل اختيار رئيس وزراء جديد، بعد أن أعلن السفير اللبناني السابق في ألمانيا مصطفى أديب اعتذاره عن الاستمرار بتشكيل الحكومة المكلف برئاستها في أيلول/سبتمبر الماضي، موضحًا أنه اتخذ قرار اعتذاره بعدما لمس أن توافق الأحزاب السياسية على اختياره "لم يعد قائمًا"، مضيفًا بأن "المبادرة التي أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لا تزال مستمرة، وتلقى مني كل الدعم وفق الأسس التي أعلنها الرئيس الفرنسي"

في السياق، وحسب ما نشرت وكالة رويترز، فقد قال الممثل الخاص للأمم المتحدة في لبنان، جان كوبيس "إن المظالم المشروعة للشعب اللبناني ذهبت أدراج الرياح خلال عام مروّع من الأزمات"، مضيفًأ أن "التزام الناس وتوقهم لإصلاحات وتغييرات عميقة ما زال قويًا، حتى لو تراجع الزخم. لقد زرعوا بذور التغييرات المنهجية. بعد عام، يستمر كفاحهم".

ويظهر اسم الحريري من جديد، وسط الخلافات الحالية من أجل تشكيل حكومة جديدة. حيث صرح أن مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هي الفرصة الوحيدة والأخيرة لانتشال لبنان من أزمته الاقتصادية التي قد تفضي في نهاية الأمر إلى انهياره، وذلك بعد أيام قليلة من إعادة طرح اسمه كمرشح لتشكيل حكومة جديدة من الاختصاصيين، وسط تقارير تتحدث عن توجه الأحزاب المختلفة سياسيًا مع الحريري لعرقلة تشكيل الحكومة الجديدة.

خرج المئات من المتظاهرين في نقاط مختلفة من العاصمة بيروت، مطالبين بإكمال الانتفاضة، وإسقاط السلطة الفاسدة، تحت شعار "كلن يعني كلن"

وكانت موجة من الاحتجاجات الشعبية الغاضبة قد اجتاحت لبنان منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر 2020، تخللتها في أيام عديدة مواجهات عنيفة بين المحتجين وقوات الأمن، نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية، وتنامي الفساد.  وتأججت الاحتجاجات بشكل متزايد على خلفية الانفجار الضخم الذي ضرب مرفأ بيروت، مما أسفر عن دمار قرابة ثلث العاصمة اللبنانية، ومقتل ما لا يقل عن 190 شخصًا، وإصابة الآلاف، فضلًا عن تشريد ما يزيد عن 300 ألف لبناني.