08-نوفمبر-2016

حرك النفط السيسي من خندق السعودية نحو الحضن الإيراني (أنتوني غيوري)

يبدو أن التوتر في العلاقات بين السعودية والقاهرة اتخذ منحى أشد توترًا من قبل بسبب انقطاع السعودية عن إمداد مصر بشحنات النفط المتفق عليها، والتي تبلغ 700 ألف طن شهريًا مما قد يعرض مصر لأزمة نفطية كبيرة.

امتنعت شركة أرامكو السعودية للشهر التاني على التوالي عن إمداد مصر بالنفط، ما يعكس تفاقم الخلافات المصرية السعودية

ما كان متفق عليه أن شركة أرامكو المسؤولة عن إرسال الشحنات النفطية لمصر، سيكون عليها إبلاغ مصر بموعد إرسال الشحنات بحد أقصى في الأسبوع الأول من كل شهر، لكنها لم تفعل هذه المرة، تمامًا مثلما حدث خلال الشهر الماضي. يُذكر أن العقد الموقع بين البلدين بخصوص شحنات النفط لم ينته، لكن السعودية امتنعت عن الاستمرار بإرسال الشحنات للشهر الثاني على التوالي.

اقرأ/ي أيضًا: كيف خسرت السعودية في مصر؟

وكان الاتفاق النفطي ينص على تقديم السعودية 700 ألف طن من المنتجات البترولية في الشهر لمدة خمسة أعوام بناء على اتفاق بقيمة 23 مليار دولار على 15عامًا بين شركة أرامكو السعودية والهيئة المصرية العامة للبترول. وتشكل هذه الشحنات ما يعادل 40% من احتياجات السوق المصرية من البترول.

وكردة فعل على هذا التصرف من جانب السعودية فقد ذكرت وكالة رويترز أن "وزير البترول المصري طارق الملا قد توجه لزيارة إيران في محاولة لإبرام اتفاقيات نفطية جديدة بعد تعليق السعودية اتفاقاتها النفطية مع القاهرة الشهر الماضي".

يرى محللون أن السعودية ترد على تصويت مصر في الأمم المتحدة ضد قرار يتعلق بحلب بشأن وقف القصف داعمة بذلك الموقف الروسي، كما صوتت في نفس الجلسة مع المشروع الفرنسي الذي كانت تدعمه السعودية وترفضه روسيا. أي أنها صوتت مرتين في الاتجاهين المتضادين. أثار تأييد مصر لمشروعين متعارضين بمجلس الأمن بخصوص حلب السورية، انتقادات واسعة، كان أبرزها من السعودية وقطر، اللتين وصفتا تأييد القاهرة لمشروع القرار الروسي بالأمر "المؤسف" و"المؤلم".

وفي وقت سابق أيضًا، اتجهت أنظار السياسة المصرية إلى العراق، حيث أعلن وزير البترول والثروة المعدنية المصري، طارق الملا، الاثنين 31 أكتوبر/تشرين الأول، عن اتفاق مع العراق لاستيراد نفط البصرة الخام لتكريره في مصر.

اقرأ/ي أيضًا: هل بدأت الحرب الباردة بين مصر والسعودية؟

التقى الوزير المصري بمسؤولين رفيعي المستوى بالدولة العراقية من بينهم حيدر العبادي ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري، ووزير النفط العراقي جبار اللعيبي، الذي حضر كافة الاجتماعات. وأشار الوزير المصري، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط، إلى أن بلاده "تمتلك قدرات تكرير فائضة يمكن استغلالها في تكرير خام البصرة، من أجل سد احتياجات الجانب العراقي من المشتقات النفطية، إضافة إلى الخام الذي ترغب مصر في شرائه، وتحقيق التكامل بين البلدين، بتشغيل المعامل المصرية، وتوفير الطلب العراقي من المشتقات بدلًا من استيرادها من السوق العالمية".

وتعمل شركات مصرية حاليًا في البصرة في مجالات النفط والغاز، وهيئة البترول المصرية شريك في الحقل النفطي (بلوك 9)، جنوبي العراق، بنسبة 10%، ووقعت الأسبوع الماضي اتفاقًا بشأن حقل غاز سيبا جنوب شرق البصرة (جنوب) بنسبة مشاركة 15%.

في الوقت نفسه يرى خبراء أن مصر بدأت تتجه إلى دول أخرى مثل الجزائر، وليبيا، والعراق، وروسيا، لتصبح بديلًا عن المملكة السعودية من أجل تحقيق مصالح سياسية. و في نفس السياق، وصف المهندس مدحت يوسف نائب رئيس هيئة البترول الأسبق، وقف شحنات منتجات النفط السعودية إلى مصر، بأنها "خسارة كبيرة" وأشار إلى أن هناك حلولًا بديلة ستلجأ إليها مصر خلال الفترة المقبلة، على رأسها إبرام اتفاقيات مع الدول الشقيقة كالعراق والكويت والإمارات، وذلك لتوفر كمية البترول لديهم. وهو ما بدأت به مصر بالفعل منذ عدة أيام مع العراق وإيران.

اقرأ/ي أيضًا: 

نقيب الصحفيين السابق يضع النظام المصري في مأزق

صحف مصر توحد هجومها ضد الإخوان..اسألوا المخابرات