يستضيف أتلتيكو مدريد الإسباني نظيره مانشستر سيتي الإنجليزي مساء اليوم الأربعاء على ملعب واندا ميتروبوليتانو، ضمن منافسات إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، ويطمح الروخيبلانكوس لتجاوز خسارتهم ذهاباً بهدف نظيف، بينما يسعى السيتيزنس لتأكيد تفوقهم على ملعبهم، واقتلاع بطاقة العبور للمربع الذهبي للمرة الثالثة في تاريخهم.
يعيش وصيف اللقب الأوروبي للموسم الفارط أسبوعاً مفصلياً نحو السعي للتتويج بالثلاثية، حيث يصل السيتيزن للقاء أتلتيكو مدريد، بعد لقاء طاحن من أجل صدارة البريميرليغ ضد غريمه ليفربول، في الجولة الـ32 من الدوري الإنجليزي الممتاز، والذي حسمته نتيجة التعادل، ولم يتمكن أبناء مانشستر من تحقيق مبتغاهم بفوز يرفع الفارق لأربع نقاط، ويعزز موقفهم أكثر بالصدارة، وهم على موعد آخر نهاية الأسبوع بمواجهة لا تقل ضراوة عن سابقتها بنصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي أمام الخصم نفسه.
وسط كل هذا تبدو المهمة الأكثر أهمية للفرقة الإنجليزية هي الخروج من أسوار ملعب الواندا بمكان لهم بالمربع الذهبي، فالطريق لنصف النهائي لن تكون معبدة بالنسبة لرجال غوارديولا، بل مليئة بالصعاب باعتراف المدرب الإسباني نفسه، بالنظر للفوز غير المريح بمباراة الذهاب، والذي أرجعه بيب بشكل أساسي لمبالغة الخصم في نهجه الدفاعي، مما أنتج صعوبات كبيرة عند لاعبيه في إيجاد المساحات.
دييغو سيميوني: "علمني أبي أن السمكة تموت من فمها"
غوارديولا اعتبر أن مواجهة أتليتكو على ملعبهم ستكون مختلفة تماماً عن لقاء الذهاب، لما يتمتع به الفريق الإسباني من تمرس بالمسابقة الأوربية، "ستكون مباراة مختلفة ضد أتلتيكو، ليس مثل الأسبوع الماضي، إنهم في ملعبهم وجماهيرهم وراءهم، مما أتذكره من مباريات دوري الأبطال الإقصائية، لديهم لحظات مثيرة حقًا في الكالديرون وفي الواندا، يخلقون المشاكل ويدافعون ويواجهون بشراسة".
وحسب المدير الفني الإسباني فإن الفريق المدريدي شكل لهم عديد الصعوبات بالمواجهة الأولى، باعتمادهم على نهج دفاعي مختلف للمتوقع، فصرح بعد مواجهة الذهاب "توقعنا أن يلعبوا بـ 5-3-2 ولكننا فوجئنا بخطة 5-5-0، الآن وبعد ألف عام، سيكون من الصعب أن تهاجم مدربًا يلعب بخطة 5-5-0، لم تكن هناك أي مساحات"، وإن قفل الأتليتي جميع منافذ لعب السيتي بين الخطوط وعلى الأطراف بمباراة الاتحاد، فالوضع سيتغير بمواجهة الليلة بتعبير بيب، "سيكونون أكثر فعالية في النصف الأمامي من الملعب مما كانوا عليه سابقاً".
على الجانب الأخر، سيسعى رجال المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني خلال مواجهة العودة إلى تجاوز خسارتهم ذهاباً، وتعويض فارق الهدف على الأقل، ليبقي على حظوظه بالمواصلة في المسابقة، مستعيناً بخبرة لاعبيه في هكذا مواعيد كبرى، ومتحصناً بأسبقيته التاريخية أمام الفرق الإنجليزية على أرضية ميدانه، حيث سبق وأن أقصى جار منافسه مانشستر يونايتد في الدور السابق من المنافسة.
وضع بطل إسبانيا للموسم السابق يبدو مريباً محلياً، سيما بعد الخسارة الأخيرة التي تعرض لها أمام خيتافي بالجولة السابقة من الليغا الإسبانية، جعلت مكانه بالمركز الرابع مهدداً من قبل ريال بيتيس الخامس بفارق نقطة، فحالة الفريق تغيرت كثيراً مقارنة بالموسم المنصرم، حيث شهدت تقهقراً كبيراً إن كان على صعيد النتائج أو على صعيد الأداء الفردي والجماعي للاعبين.
أنتج ذلك ضغطًا مضاعفًا على المدرب سيميوني ولاعبيه، وجعل من النجاح والمضي لأقصى قدر ممكن هو السبيل الوحيد لإرضاء سخط الجماهير، لذلك تبدو مهمة رجال سيموني مصيرية على قدر تعقيدها، في تحقيق فوز بفارق هدفين على الأقل مع المحافظة على نظافة شباكهم، أمام أحد أقوى خطوط الهجوم بأوروبا.
"علمني أبي أن السمكة تموت من فمها"، هكذا صرح ديغو سيميوني في المؤتمر الصحفي قبل المباراة، في ردّه على الانتقادات اللاذعة التي توجهت له بخصوص أسلوب لعبه خلال مواجهة الذهاب، معتبراً أن كل مدرب له طريقته في العمل هذا من ناحية، وأن أولويته كانت دائماً تحصين دفاعاته، ولكن في هذه المرة سيجد الأتليتي نفسه مجبراً على الخروج من مناطقه، وطرق الأبواب الخلفية لخصمه منذ البداية، وذلك يفترض وجود آليات هجومية غير تلك التي ظهرت بالمواجهة السابقة.
فقد يلجأ سيميوني للعودة مجددًا لخطة 4-4-2، مع التعويل على غريزمان وسواريز في المقدمة، مع جواو فيليكس في صناعة اللعب وقيادة المرتدات، مع المحافظة على الحذر والدفاعي عبر سرعة إعادة التركز الدفاعي وحسن غلق المساحات، بين أولوية الهجوم وإجبارية الدفاع، يرى المدير الفني الأرجنتيني أن المهمة معقدة أمام خصم يجيد لعبة المساحات بإتقان، معتبراً أن الفرص والمساحات التي ستتاح لفريقه ستكون قليلة ويجب حسن استثمارها، "سنواجه فريقاً يلعب بصورة جيدة جداً، وبإيقاع متحرك ومتمركز بشكل جيد جيداً، وبنقلات سريعة جداً ومساحات صغيرة يجب استغلالها بأفضل صورة، لكن لدينا طموحنا".
سيُحرم فريق العاصمة الإسبانية من جزء من أنصاره في المباراة، حيث قالت لجنة الانضباط بالاتحاد الأوروبي لكرة القدم، إنها عاقبت أتلتيكو بغلق جزئي لملعبه في مباراة مانشستر سيتي، بسبب سلوك عنصري من بعض مشجعيه في ملعب الاتحاد، وجاء في بيان الاتحاد الأوروبي، "أبلغنا أتلتيكو مدريد قبل المباراة بغلق جزء من مدرجاته بسعة 5 آلاف متفرج على الأقل"، كما طالبت اليويفا جماهير الروخيبلانكوس بعرض لافتة عليها عبارة لمكافحة العنصرية، إلى جانب شعار الاتحاد الأوروبي للعبة.
