12-ديسمبر-2024
السودان

لاجئون سودانيون في جنوب السودان (مفوضية اللاجئين)

تصدّر السودان قائمة مراقبة الأزمات الإنسانية العالمية الصادرة عن لجنة الإنقاذ الدولية للعام الثاني على التوالي، في ظل استمرار الأزمة الإنسانية غير المسبوقة في البلاد. وحلّت كل من غزة والضفة الغربية وميانمار وسوريا وجنوب السودان في المراتب التالية، حسب التقرير الذي تم الإعلان عنه يوم الأربعاء.

وأشار التقرير إلى أن الأزمة الإنسانية في السودان تعد الأكبر منذ بدء تسجيل البيانات، حيث يمثل سكان السودان 10% من إجمالي المحتاجين للمساعدات الإنسانية في العالم، رغم أن نسبتهم من سكان العالم لا تتجاوز 1%. وأوضح التقرير أن 30.4 مليون شخص في السودان يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، مما يجعلها أكبر أزمة إنسانية مسجلة على الإطلاق.

يمثل سكان السودان 10% من إجمالي المحتاجين للمساعدات الإنسانية في العالم، رغم أن نسبتهم من سكان العالم لا تتجاوز 1%

اندلعت الحرب في السودان في أبريل/نيسان 2023 بسبب صراع على السلطة بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع، بعد فشل انتقال مخطط للحكم المدني. وأسفر الصراع عن مقتل عشرات الآلاف وتهجير نحو 12 مليون شخص، بينهم 9 ملايين نازح داخلي، فيما يواجه نحو 26 مليون شخص، أي نصف السكان، الجوع الحاد.

وحذرت اللجنة من "انهيار إنساني" في السودان، مؤكدة أن استمرار طرفي الصراع في عرقلة وصول المساعدات يفاقم الأزمة الصحية ويهدد بزيادة معاناة السكان.

وأشار التقرير إلى أن 305.1 مليون شخص حول العالم بحاجة إلى مساعدات إنسانية في عام 2025، بزيادة كبيرة مقارنة بـ 77.9 مليون شخص في عام 2015. وأكد التقرير أن الدول العشرين المدرجة في قائمة مراقبة الأزمات تمثل 82% من إجمالي المحتاجين للمساعدات.

ووصف الرئيس التنفيذي للجنة الإنقاذ الدولية، ديفيد ميليباند، الوضع الحالي بأنه "ساحق"، مؤكدًا أن هناك موارد كافية لمساعدة المزيد من الأشخاص، لكن الفجوة بين الاحتياجات الإنسانية والتمويل اللازم أصبحت أكبر من أي وقت مضى.

إلى جانب السودان، تضم قائمة الدول الأكثر تعرضًا للأزمات الإنسانية: لبنان، بوركينا فاسو، هايتي، مالي، الصومال، أفغانستان، الكاميرون، جمهورية إفريقيا الوسطى، تشاد، جمهورية الكونغو الديمقراطية، إثيوبيا، النيجر، نيجيريا، أوكرانيا، واليمن.

وأكد التقرير على الحاجة الملحة للتعاون الدولي لمعالجة الأزمات الإنسانية المتزايدة، خاصة في ظل استمرار النزاعات المسلحة وتزايد أعداد النازحين والجياع حول العالم.

وسبق أن أعربت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن قلقها البالغ إزاء تزايد أعداد الأشخاص الفارين من السودان إلى جنوب السودان، هربًا من موجة جديدة من العنف في المناطق الحدودية. ووفقًا لبيانات المفوضية، تجاوز عدد الوافدين الأسبوع الماضي 20 ألف شخص، مما يعكس تضاعف الأعداد اليومية ثلاث مرات مقارنة بالأسابيع السابقة.

ووفقًا لموقع "الترا سودان"، يُقدّر عدد الوافدين الجدد منذ يوم السبت، 7 كانون الأول/ديسمبر 2024،  بسبعة آلاف إلى عشرة آلاف شخص يوميًا، يشمل ذلك لاجئين من جنوب السودان كانوا يقيمون في مخيمات بولاية النيل الأبيض. وتشكّل النساء والأطفال النسبة الأكبر من هؤلاء الفارين، مما يسلط الضوء على التأثير الكبير للنزاع على الفئات الأكثر ضعفًا.

وتقول المفوضية في تقرير لها، إن الكثير من اللاجئين يصلون عبر معابر حدودية غير رسمية يصعب الوصول إليها، في وقت يزداد فيه الاحتياج إلى المساعدات الإنسانية العاجلة، خاصة المياه والرعاية الصحية، بسبب تفشي الكوليرا. وبحسب التقرير، مراكز العبور في مدينة الرنك، التي تؤوي حاليًا حوالي 17 ألف شخص، تعاني من اكتظاظ كبير مع زيادة أربعة آلاف وافد خلال الأسبوعين الماضيين.