26-أكتوبر-2021

(Getty Images)

ألترصوت- فريق التحرير

شارك آلاف السودانيين أمس الإثنين في احتجاجات رافضة للانقلاب العسكري الذي بدأت تحركاته فجرًا باعتقال عدد من الوزراء والمسؤولين، ونقل رئيس الوزراء وزوجته إلى جهة غير معلومة حتى الآن.

وبعد ساعات من الترقّب أعلن رئيس مجلس السيادة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، حالة الطوارئ في البلاد، وحل الحكومة وحل مجلس السيادة، كما أوضح عن خطط لتشكيل حكومة جديدة، وتعليق لعدد من المواد الجوهرية في الوثيقة الدستورية.

 تعاطى السودانيون على مختلف المستويات الشعبية والحزبية والنقابية بالرفض المبدئي للتحركات الانقلابية

وقد تعامل السودانيون على مختلف المستويات الشعبية والرسمية بالرفض المبدئي للتحركات الانقلابية، إذ صدر بيان عن مكتب عبدالله حمدوك يصف ما حدث بأنه "تمزيق للوثيقة الدستورية"، محملًا قيادات الدولة العسكرية "المسؤولية الكاملة عن حياة وسلامة رئيس الوزراء وأسرت، كما تتحمل هذه القيادات التبعات الجنائية والقانونية والسياسية للقرارات الأحادية التي اتخذتها".

وقد دعا البيان السودانيين إلى التظاهر واستخدام كافة الوسائل المشروعة للوقوف ضد الانقلاب، مشيرًا إلى أن "الشعب السوداني الذي هزم أعتى الديكتاتوريات في جولات سابقة، لديه من الطاقة والعزم والإباء ما يعينه على إعادة الدرس ألف مرة لمن لم يفهمه بعد".

وتتابعت البيانات من مكوّنات وقوى حزبية ونقابية وشعبية عديدة في السودان، في حالة من شبه الاتفاق على إدانة الانقلاب العسكري والتحذير منه والدعوة للتظاهر ضدّه، وكان في مقدّمة هذه الجهات تجمع المهنيين السودانيين، الذي كان من بين أوّل المحذرين من الانقلاب وتبعاته على الحياة السياسية والحقوق المدنية للمواطنين، وذلك عبر بيان مبكّر على صفحته على فيسبوك. وانضمّ إلى قائمة المنددين بالانقلاب كل من الحزب الشيوعي السوداني، وحزب الأمة القومي، وحزب المؤتمر السوداني، والجبهة الوطنية العريضة، والعديد من التكوينات الفئوية والنقابية التي انضمت للإضراب السياسي العام  ودعوات العصيان المدني، ومن بينها:

  • اللجنة التسييرية  لإتحاد الطيارين السودانيين.
  • الهيئة النقابية  لأساتذة لجامعة الخرطوم
  • تجمع اختصاصي الانتاج الحيواني.
  • تجمع المصرفيين السودانيين.
  • نقابة العاملين بشركات الخدمات المصرفية الالكترونية.
  • لجنة صيادلة السودان المركزية.
  • لجنة التمهيدية لنقابة صيادلة ولاية الخرطوم.
  •  تجمع مهنيي وأساتذة جامعة الإمام المهدي.
  • لجنة تسيير نقابة البنك الزراعي.
  •  اللجنة التسييرية لاتحاد الطيارين السودانيين.
  • تجمع مهندسي جامعة الخرطوم.
  • لجنة تسيير نقابة العاملين ببنك السودان المركزي.
  •  نقابة تكنولوجيا المعلومات.
  •  اتحاد المهندسين السودانيين ومكتب التنسيق الموحد للمهندسين.
  •  تجمع المصرفيين السودانيين.
  •  المكتب الموحد للأطباء (لجنة الأطباء، والنقابة الشرعية).
  • اللجنة التسييرية لنقابة العاملين بضرائب ولابة الخرطوم.
  • اللجنة التسييرية لنقابة العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس

اقرأ/ي أيضًا: دعوات حزبية ونقابية لمواجهة الانقلاب عبر الإضراب السياسي والعصيان المدني

قتلى وجرحى في اعتداء عسكري على متظاهرين

نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين في وزارة الصحّة سقوط سبعة قتلى في احتجاجات الأمس برصاص عسكريين، ووقوع أكثر من 140 إصابة في صفوفهم، وذلك في محيط القيادة العامة في الخرطوم وعدد من المناطق الأخرى في العاصمة. وكانت لجنة أطباء السودان المركزية قد أكدت في وقت سابق سقوط ثلاثة قتلى على الأقل، بإصابة مباشرة من "طلق ناري بواسطة قوات المجلس العسكري الانقلابي". كما أفادت اللجنة قيام قوات عسكرية بمنع موظفي بنك الدم المركزي من تحضير الدم للمصابين، وذلك بحسب تغريدة على حساب اللجنة الرسمي على تويتر.

تفاعل عربي وسوداني: "الردّة مستحيلة"

أما على وسائل التواصل الاجتماعي، فتصدّرت عدّة وسوم في العديد من الدول العربية، تنديدًا بالانقلاب ورفضًا له. فنشرت آلاف الحسابات لمستخدمين عرب وسودانيين داخل السودان وخارجه تغريدات تحذّر من هيمنة العسكر على الحياة السياسية في السودان، وأنّ "الردّة مستحيلة" لحكم العسكر. كما تداول مستخدمون صورًا ومقاطع فيديو لمظاهر الاحتجاج التي شهدتها شوارع الخرطوم وعدد من المدن السودانية الأخرى رفضًا للانقلاب: 

الإعلامية في التلفزيون العربي أمل عراب، نقلت توضيحًا بشأن نجاح الانقلابات العسكرية، وقالت نقلًا عن كتاب الدكتور زين الزين حماد، إنه "لا ينبني فقط على الشروط العسكرية والفنية والأمنية التي يحتاط الانقلابيون دائما لتحقيقها وإنما على شروط ثقافية وسياسية ودستورية، هي أهمُّ وأعمق من كل تلك الشروط ذات الصبغة العملية". 

أما وائل التميمي، المذيع ومقدم البرامج في التلفزيون العربي أيضًا، فقد أشار إلى أن تحركات المواطنين السودانيين قد تساعد في عدم منح أي شرعية أو مصداقية للانقلاب العسكري، كما أكّد على أهمية أن تتخذ القوى السياسية موقفًا موحدًا مناهضًا للانقلاب: 

في حين قال غانم النجار، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت إن خطابات وإجراءات أي انقلاب عسكري متشابهة ومتوقعة، وكأن منفذي الانقلابات "يقرأون من نفس الكتاب"

كما عبّر ناشطون عن إحباطهم من الوضع العربي الراهن المليء بالنكسات السياسية والخيبات الديمقراطية، فقالت الناشطة الحقوقية الأردنية هديل عبد العزيز إنه لم يعد هنالك أمل في الوطن العربي، بسبب أخبار الانقلابات والتدهور السياسي والحقوقي في العالم العربي: 

سودانيًا نقل مغردون مقاطع تظهر بها مآذن مساجد تدعو إلى المشاركة في العصيان المدني الشامل رفضًا للانقلاب: 

كما دعا ناشطون سودانيون إلى دعم الاحتجاجات الشعبية المناهضة للانقلاب والمشاركة بالتغريدة على عدة وسوم من بينها #الردة_مستحيلة و #لا_لحكم_العسكر و#لا_للانقلاب_العسكريز 

دعوات للتصعيد والتصدي للانقلاب 

دعا تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير ليلة أمس إلى "اتباع شتى أشكال التصعيد الثوري السلمي وإغلاق الشوارع والعصيان المدني"، للتعبير عن رفض الانقلاب وعدم الاعتراف بشرعيته. وأوضح ناشطون وجود استعدادات لفعاليات تصعيدية "كبرى" من أجل إفشال انقلاب الجيش، وفق ما نقلت وكالة رويترز. 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

لجنة الأطباء: 3 قتلى وعشرات الإصابات بين المتظاهرين المناهضين للانقلاب

دعوات حزبية ونقابية لمواجهة الانقلاب عبر الإضراب السياسي والعصيان المدني

"أسوشيتد برس": اعتقال 5 مسؤولين سودانيين على الأقل وتعطيل لخدمة الإنترنت