03-يوليو-2019

فرحة برازيلية وخيبة أرجنتينية (Getty)

حجزت البرازيل أول مقاعد المباراة النهائية لكأس كوبا أمريكا، بعد فوزها على غريمها الأزلي منتخب الأرجنتين بهدفين دون رد، في نصف نهائي المسابقة المقامة ببلادها، بذلك فشل ميسي مرّة أخرى في نيل كأس كوبا أمريكا التي استعصت عليه مرارًا في النسخ السابقة، حيث وصل النهائي ثلاث مرّات دون أن ينجح في نيل اللقب.

خسرت البرازيل المباراة الختاميّة لكأس العالم 1950 أمام الأوروغواي على ملعب الماراكانا، تسبّب ذلك بكارثة وطنيّة حفظها التاريخ باسم الماراكانازو، ولم يشفع للبرازيليين أن نالوا البطولة بعد ذلك خمس مرّات أعوام 1958،1962،1970،1994،2002، فالجماهير لم تنسَ تلك الفاجعة، استضافت البرازيل المونديال مرّة ثانية عام 2014، وحلّت كارثة مهينة بحقّ السامبا بطلها منتخب ألمانيا الذي أقصى أصحاب الضيافة من الدور نصف النهائي بسبعة أهداف لواحد، كان ذلك في ملعب مينيراو، وهو الذي سيحتضن مواجهة الأرجنتين مع البرازيل في نصف نهائي بطولة كوبا أمريكا الحاليّة، والفوز على أي فريق لن يجعل الجماهير تنسى تلك الهزيمة المذلّة أمام ألمانيا، إلا إن كان ذلك على حساب الغريم منتخب الأرجنتين، فعلى الأقل ستصبح كلمة "مينيراو" سببًا لذكرى سعيدة لعشرات الملايين من البرازيليين.

اقرأ/ي أيضًا: كولومبيا تودّع كوبا أمريكا بشباك نظيفة.. والأرجنتين تضرب موعدًا مع البرازيل

الهزيمة في نهائيّين متتاليين أمام تشيلي بركلات الترجيح في آخر نسختين من كوبا أمريكا، الحظّ العاثر الذي انتاب ميسي مع منتخب التانغو، كل ذلك شكّل ضغطًا هائلًا على نجم برشلونة، فقبل ذلك نال المركز الثاني في كأس العالم 2014، ووصافة كوبا أمريكا 2007، تلك المواجهة كانت أمام البرازيل نفسها وخسرها الأرجنتينيون بثلاثيّة، سبقها بثلاثة أعوام في النسخة التي قبلها فوز البرازيل على الأرجنتين في النهائي بركلات الترجيح، وللمفارقة كانت الأرجنتين المرشّح الأبرز لنيل اللقب أكثر من البرازيل بأشواط في كلا النهائيّين، لكن لعبة كرة القدم إن كان طرفيها البرازيل والأرجنتين سيصعب بالتأكيد التنبّؤ بنتيجتها، أيًا كانت حالة الفريقين وأسماء بيادقهم.

وصلت البرازيل للمباراة النهائية دون أن ينجح أحد في هزّ شباكها، وودّعت الأرجنتين البطولة بعد تقديم أفضل مستوى لها خلال الأعوام الخمس الماضية

وضعت الأرجنتين الحقيقة السابقة نصب أعينها، فلن يشفع للبرازيل مستواها المتميّز في دور المجموعات، والذي أنهته بسجلّ خال من الأهداف في شباكها، فعلت الأمر ذاته أمام الباراغواي في ربع النهائي وحافظت على نظافة شباكها، لكنّ كلّ ذلك لن يكون مفيدًا أمام الأرجنتين في مراحل إقصائيّة من البطولة، ولن يعد أحد يتحدّث عن سوء مستوى التانغو أمام كولومبيا والباراغواي، كذلك تأهّلها للدور التالي بشقّ الأنفس على حساب قطر، هي فرصة تاريخية لسكالوني من أجل العودة للأرجنتين كرمز وطني أنقذ الأرجنتين، أو على الأقل أحزن البرازيليين.

بدأت المباراة بسيطرة نسبية لأصحاب الأرض على وسط الميدان، وارتفع نسق اللقاء رويدًا رويدًا بين الفريقين، إلى أن صوّب الأرجنتيني باريديس من بعيد كرة قويّة علت العارضة البرازيلية بسنتيمترات قليلة، وهنا شعرت البرازيل بالحرج، وبادرت بشنّ هجماتها دون أن تنجح باختراق الدفاع الأرجنتيني، إلى أن تدخّل اللاعب المخضرم دانييل ألفيس واقتحم نصف ملعب الأرجنتين متلاعبًا براقصي التانغو واحدًا تلو الآخر، ومرّر الكرة لفيرمينيو الذي سارع بإرسالها عرضيّة داخل المنطقة المحرّمة، وجدها جيسوس الخالي من الرقابة تحيّي قدمه وردّ لها التحيّة في الشباك الأرجنتينية بالدقيقة 19.

ظنّ الكثيرون أن الأرجنتين ستنهار بعد هذا الهدف المبكّر، لكنّ ذلك لم يحدث على الإطلاق، إذ قدّم ميسي ورفاقه أجمل مباراة لفريقهم منذ قرابة 5 أعوام، عندما وصلوا إلى نهائي مونديال 2014 وخسروه أمام ألمانيا، وبدا الفريق مغايرًا لما ظهر عليه في المباريات السابقة من النواحي البدنية والفنّية، وسيطروا على الكرة مشكّلين ضغطًا رهيبًا على الدفاع البرازيلي، والذين بان على مدرّبهم تيتي أنّه رغب بالحفاظ على تقدّم فريقه وعدم المجازفة في اللعب الهجومي، مع الاعتماد على الهجمات المرتدّة، وكانت أبرز فرص الشوط الأوّل ركلة حرّة نفّذها ميسي، ووصلت الكرة لأغويرو الذي صوّبها نحو القائم، كذلك أنقذ ماركينيوس كرة أغويرو القويّة التي أتت بعد تمريرة ساحرة من ميسي، لينتهي الشوط الأول بهدف برازيلي، وحسرة أرجنتينية على فرص مهدرة.

اقرأ/ي أيضًا:  عودة المتعة للسامبا.. البرازيل تثأر من البيرو وترضي جماهيرها بخماسية

اعتقد البعض أن البرازيل ستردّ على سيطرة الأرجنتين وفرصها الخطرة بالشوط الثاني، لكنّ العكس هو الذي حصل، زادت الأرجنتين ضغطها وازدادت معه فرصها الخطرة على مرمى أليسون بيكر، وكان أوّلها تسديدة مارتينيز الذي تلقّى كرة من ميسي وصوّبها نحو الشباك البرازيلية، وحال دون تحقيق الهدف قفّازي الحارس بيكر، منح ميسي كرة لزميل آخر اسمه رودريجو دي بول، هذا الأخير سدّدها فوق القائم، وسط هذا الضغط لجأت البرازيل للهجمات المرتدّة، والتي كادت إحداها أن تقتل المباراة، لكنّ كوتينيو لم يستفد من الارتباك الحاصل في دفاع الأرجنتين وصوّب الكرة فوق المرمى، دقيقة واحدة بعد ذلك ويعاند القائم الأيمن ليونيل ميسي الذي لم يستسلم بعد، فاستلم الكرة بعد رفض القائم لها وأعطى أغويرو كرة عرضيّة، لم لكن قدمي أغويرو لم تسعفه هذه المرّة ولم تصلا إلى الكرة، كذلك تصدّى الحارس أليسون باقتدار لركلة حرّة مباشرة نفّذها ميسي.

مع الضغط القوي من العمق والأطراف بالنسبة للمنتخب الأرجنتيني، اعتمدت البرازيل بشكل كبير على الهجمات المرتدة، كونها تملك أفضل مهاجمي العالم أمثال ويليان وفيرمينيو وجيسوس، هذا الأخير استغلّ مطالبة أغويرو بركلة جزاء، وسار وحيدًا من قبل منتصف الملعب إلى منطقة جزاء الأرجنتين، راوغ في طريقه كلّ شخص وجده يرتدي القميص المخطّط بالأبيض والسماويّ، وعندما أصبح داخل منطقة الجزاء ردّ إلى فيرمينيو هديّة الهدف الأوّل، ومنحه كرة على طبق من ذهب، لم يتوانَ فيرمينيو في إيداعها داخل الشباك معلنًا قتل المباراة بهدف ثانٍ، البرازيل بطلة للسوبر كلاسيكو، وأوّل الواصلين لنهائي كوبا أمريكا الذي سيقام في ملعب الماراكانا "صاحب كارثة الماراكانازو"، كذلك وصلت للنهائي دون أن يهزّ شباكها أي هدف، وستلاقي فيه المنتصر من مواجهة البيرو وتشيلي حاملة لقب النسختين الأخيرتين.

 

اقرأ/ي أيضًا:        

كوبا أمريكا.. ركلات الترجيح تمنح البيرو بطاقة نصف النهائي على حساب الأوروغواي

  الأرجنتين تعبر دور المجموعات من بوابة قطر بعد أداء مشرّف للعنّابي