19-سبتمبر-2015

لا يفوت شبان الحجارة فرصة للمواجهة مع الاحتلال وأعوانه (الأناضول)

على المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم، أي حلقة وصل المدينة بمدينة القدس المجاورة، وبالقرب من الحاجز العسكري الإسرائيلي الذي يقطع امتداد شارع القدس - الخليل، ليصبح شارع بيت لحم - الخليل، اتجه مجموعة من الشبان الفلسطينيين من مخيم العزة للاجئين الفلسطينيين وغيره من المخيمات في مدينة بيت لحم، يوم الجمعة 18 أيلول/سبتمبر، للوقوف في أقرب نقطة إلى القدس يمكن الوصول إليها من بيت لحم، أي على خطوط التماس، ليس مع المدينة المقدسة بل مع جنود الاحتلال الذين يحرسون الحاجز العسكري والبرج المطل على بيت لحم ويراقبها في منطقة قبر/قبة راحيل أو مسجد بلال بن رباح.

يأتي تدخل رجال السلطة ضد شبان الحجارة في ظل تصريحات رئيسها محمود عباس عن وقف التنسيق الأمني والتعاون مع الاحتلال

وما كان من نصيب الشبان إلا أن يفاجئوا بسرعة قدوم شرطة السلطة الفلسطينية وتدخلها في مشهد المواجهة والاشتباك مع جنود الاحتلال، طبعًا ليس إلى جانب من يرشقون جنود الاحتلال بالحجارة والزجاجات الحارقة، بل بشكل عنيف، ليس أقله استخدام الهراوات والخطف، من أجل فض هذه المواجهات المعتادة مع الاحتلال، إلا أن اللافت في هذه الجولة من المواجهة مع الاحتلال وتبعات التنسيق الأمني، حملت ردًا أكثر عنفًا، خاصة أن تدخل رجال السلطة يأتي في ظل تصريحات رئيسها محمود عباس عن وقف التنسيق الأمني والتعاون مع الاحتلال، ربما لذلك كان رجال الشرطة هذه المرة أكثر شراسًة وعنفًا من ذي قبل.

الطفل رامز العزة (15 عام) يسكن في مخيم العزة الذي يبعد أمتارًا قليلة عن معسكر قبر راحيل العسكري، هو من حيث الحكاية لا تنتهي، أي من مخيم اللاجئين، حيث الفقر والقهر والتهميش وعمليات الاقتحام شبه المعتادة  للمخيم من قبل جنود الاحتلال أو رجال شرطة السلطة.

لرامز ومجايليه من أبناء المخيم حكاية معروفة مع من يقتحمون مخيمهم أو يعسكرون بين القدس وبيت لحم على مقربة منه، حيث التصدي بالحجارة للاقتحامات المعتادة من جيش الاحتلال والسلطة، خبز يومي وجزء أصيل من روتينهم.

التصدي بالحجارة من قبل أبناء المخيم للاقتحامات المعتادة من جيش الاحتلال والسلطة خبز يومي

هذه المرة كان موعدهم مع أجهزة السلطة، التي اعتدى عناصرها على رامز ومن معه بكل وحشية وسط الشارع العام، وكان ما يقارب الـ8 جنود يضعون على أكتافهم علم فلسطين و"نسر" السلطة الفلسطينية، على الزي الرسمي المصنوع في إسرائيل، برفقة عصيهم المصنوعة في أمريكا، إذ انهالوا على الفتية بالضرب، ليقتادوهم لاحقًا إلى أحد مراكز الشرطة القريبة، مصرحين بأن هؤلاء المشاغبين قيد الاعتقال. أفرج على دفعة من الشبان ليل الجمعة، بحدود العاشرة مساء، بينما بقي آخرون قيد الاحتجاز، رامز ومن أفرج عنهم بعد ساعات من الاعتقال، يقولون إن الضرب والإهانة لم ينقطعا داخل مركز الشرطة، "تعاملوا معنا كأننا جواسيس للاحتلال، وليس على أساس أنهم اعتقلونا ونحن نواجه في الاحتلال"، هذا لسان حال العزة ومن معه ممن أفرج عنهم، ليبقوا طوال الليل أمام مقر الشرطة الفلسطينية في بيت لحم مطالبين بالإفراج عن زملائهم في الحجارة، هم وأهالي المحتجزين، وليتعرضوا للطرد من المكان على يد إدارة الشرطة لاحقًا، بدعوى أنهم يعيقون عمل السلطات.

هكذا هي سلسلة العلاقات بين رجال التنسيق الأمني وفتية الانتفاضة في بيت لحم أو غيرها من مناطق الضفة الغربية التي تتواجد فيها أجهزة السلطة الفلسطينية الأمنية، وليس من الغريب على العين مشاهدة هؤلاء، رجال الأمن الفلسطيني، وهم إما يركضون للإمساك بمن يلقي الحجارة على دوريات الاحتلال، أو هربًا عند تلقيهم معلومات بأن الإسرائيليين قادمون للقيام بحملة تفتيش واعتقالات. 


سلطة على مين؟