05-سبتمبر-2019

الصحفية المغربية المعتقلة هاجر الريسوني (مواقع التواصل الاجتماعي)

الترا صوت – فريق التحرير

اعتقلت السلطات المغربية، مطلع الأسبوع الجاري، الصحفية المغربية هاجر الريسوني "بطريقة بوليوودية"، بعد توجيه اتهامات تسيء لسمعتها الاجتماعية، في الوقت الذي تحدث فيه مغردون عن أن سبب اعتقال الريسوني هو الانتقادات التي توجهها للحكومة المغربية بسبب تردي الأحوال المعيشية والخدمية والسياسية في البلاد.

اعتقلت السلطات المغربية، الصحفية هاجر الريسوني بسبب انتقاداتها لأداء الحكومة، لكنها وجهت إليها تهمًا بهدف الإساءة لسمعتها!

الريسوني "في ضيافة أمن الرباط"

وقالت صحف مغربية إن عناصر أمنٍ بزيّ مدني، اعتقلت يوم السبت الماضي، الصحفية في جريدة أخبار اليوم المحلية، هاجر الريسوني.

اقرأ/ي أيضًا: الحكم على صحفي مغربي بالسجن والغرامة.. محنة الحقوق والحريات تتفاقم 

وعقب اعتقال الريسوني، تلقت صديقتها المقربة اتصالًا هاتفيًا يقول لها، إن الريسوني "في ضيافة أمن العاصمة الرباط". وقد اعتقل في نفس القضية، رفعت الأمين، خطيب الريسوني، وطبيب ومساعدته.

وبمثولها أمام المحكمة يوم الإثنين الماضي، وجهت للريسوني تهم "الفساد، والإجهاض، والمشاركة في الإجهاض". وكانت قد اعتقلت أمام عيادة الطبيب بعد خروجها من جلسة علاج بسبب تعرضها لنزيف حاد، حيثُ وجهت لها عناصر الأمن فور اعتقالها تهمة الإجهاض.

وكان من المقرر أن يعقد الصحفي السوداني رفعت الأمين، على هاجر الريسوني، في الـ14 من شهر أيلول/سبتمبر الجاري. وقالت الريسوني في إفادتها أمام المحكمة، إنه تمت قراءة فاتحتها مع الأمين في منزل عائلتها، مشيرة إلى أنهما كان يعملان على ترتيب توثيق جوازهما، ووضعت ملفهما في السفارة السودانية لأن الأمر يتعلق بالزواج المختلط.

وعلى الرغم من أن تقارير الفحص الطبي الذي أجري للريسوني، أثبتت عدم وجود "أي أثر للملقط الطبي الخاص بالإجهاض على رحمها"، وتؤكد أنها كانت تعاني من نزيف في باطن عنق الرحم، إلا أن قاضي المحكمة وجه لها التهم بعد اعتقالها لمدة 48 ساعة.

هل أثارت انتقادات الريسوني السلطات المغربية؟

تُعرف الريسوني بين الصحفيين المغربيين، بأنها من الأصوات التي توجه انتقاداتها بشكل متواصل للحكومة المغربية، تحديدًا في إدارتها للمرافق الصحية أو الخدمية في عموم البلاد. 

وقبل اعتقالها بيومين، كتبت الريسوني عبر حسابها الرسمي على تويتر: "ما يقع في هذا الوطن من كوارث يجعل الفرد منا غير قادر على التفاعل أو حتى قول اللهم إن هذا منكر، نحن نعلم من المسؤول عن العشوائية في تسيير البلاد  ومن يخاطر بأرواح الأبرياء، لكن الله غالب".

وفي نقلها لتردي الخدمات في المستشفيات التابعة لوزارة الصحة المغربية، كتبت في منشور طويل عبر حسابها الرسمي على فيسبوك، كاشفةً أن قسم الطوارئ في مستشفى محمد السادس في مدينة المضيق: "لا يوجد (فيه) جهاز قياس السكر ولا أي تجهيز للقيام بالتحاليل غير الأوكسجين وقياس الضغط". 

وأضافت: "حين سألتُ الطبيب عن سبب عدم وجود الجهاز، خصوصًا وأن الحالة التي أنا معها كان من المستعجل أن تقيس نسبة السكر قبل أن يقدم لها أي علاج، قال إنه غير موجود ولهذا يقومون بالإضراب".

واستطردت: "المستشفى الذي عين مديره حديثًا، وهو الدكتور حسن المزوري، يفتقر للتجهيزات والأطر الطبية، مع العلم أن المدينة تستقبل هذه الفترة الآلاف من الزوار؛ الأفرشة متسخة وكذلك الأسرّة، والسيدة المكلفة بالنظافة كانت تكنس الغرفة والمريضة موجودة بها بمكنسة تقليدية يتطاير منها الغبار. ذات السيدة بعد مغادرة مريضة أخرى أعادت نفس الغطاء للسرير بعد أن نفضت عنه الغبار".

وفي تغريدة أخرى على تويتر، تحدثت الصحفية المغربية عن سوء الخدمات المقدمة لأحد مخيمات الأطفال: "قطع الكهرباء ومصادرة الأفرشة التي كان يفترض أن ينام عليها 250 طفل من طرف وزارة الداخلية، لمخيم مرخص له من طرف وزارة الشبيبة والرياضة. لا يمكن تبريره، وهو شطط في استعمال السلطة. أما بالنسبة للذين فضلوا الصمت إزاء ما تعرضوا له فهو شطط في استعمال الصمت".

بنكيران يعد الريسوني بحضور زفافها

حظي خبر اعتقال الريسوني بتفاعل بين الأوساط المغربية التي تنتقد تضييق السلطات المغربية على عمل الصحافة المحلية، منها ما كان بطريقة غير مباشرة عبر شخصيات سياسية ودينية، أو مباشرة عبر الصحفيين والنشطاء المغربيين. 

ونقل موقع اليوم 24 المغربي، تصريحًا خاصًا لرئيس الحكومة السابق عبد الإله بن كيران، يُعلن فيه تضامنه مع الصحفية المغربية هاجر الريسوني، ويعدها بحضور زفافها.

كما علق رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أحمد الريسوني، على خبر اعتقال ابنة أخيه هاجر الريسوني، بتأكيد دعوته لحفل زفافها في يوم الـ14 من الشهر الجاري، مضيفًا أنه تفاجأ بـ"هذا الخبر الغريب المستبشع"، خاتمًا حديثه بالقول: "أسأل الله تعالى أن يحفظ هاجر المعتدَى عليها، وأن يسلمها ويسلمنا جميعا من شر الأشرار، وأن يرد كيدهم في نحورهم".

ملاحقة الصحفيين في المغرب

وشهد خبر اعتقال الريسوني تفاعلًا بين الكتاب والصحفيين والنشطاء المغربيين على وسائل التواصل الاجتماعي، متهمين السلطات الأمنية بتكريس قوانين وصفوها بـ"المتخلفة، والتي تراقب وتتلصص وتحاكم قلوب الناس". 

وأكد عدد من النشطاء والصحفيين على أن اعتقال الريسوني، ليس إلا بسبب انتقاداتها المستمرة لأداء الحكومة المغربية داخليًا.

وقال الكاتب محمد بنميلود في معرض تعليقه على اعتقال الريسوني: "يبدو واضحًا أن عملية الاعتقال (الريسوني) مرتبطة بأشياء أخرى لها علاقة بكتابات هاجر، وبعملها في صحيفة توفيق بوعشرين، وأيضًا بقرابتها من (أحمد) الريسوني. تصفية حسابات متبادلة بين السلطات وبين المناوشين لها، لا يجب أن تبنى على حساب تكريس قوانين متخلفة تراقب وتتلصص وتحاكم قلوب الناس وفروجهم وحرياتهم الشخصية". 

وأضاف بنميلود، قائلًا إن "ما قامت به الريسوني يدخل في إطار حريتها الشخصية وليس في إطار اختصاصات الدولة، والقوانين المجرمة للحريات الشخصية يجب أن تسقط عاجلًا أم آجلًا".

وكتب أحد المغردين حول قضية اعتقال الريسوني: "اعتقال الصحفية الحرة المستقلة في جريدة أخبار اليوم هاجر الريسوني اعتقال تعسفي وانتقام منها من طرف منظومة القمع والاستبداد والفساد بسبب مواقفها المساندة لمعتقلي حراك الريف وقضايا الشعب العادلة في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية  ونطالب بالإفراج عنها وعن جميع المعتقلين معها".

ووصف المدون المغربي، أنس السبطي، في تغريدته، الطريقة التي تتعامل بها السلطات المغربية مع الصحفيين الذين يوجهون الانتقادات لها، بقوله: "مسلسل قمع الصحافة في المغرب مستمر عبر الاعتقال مع حملات مكثفة من التشهير والتشويه وفبركة الملفات. الضحية هذه المرة الصحفية هاجر الريسوني".

وقال أحد الحسابات التي غردت بالتضامن مع الريسوني، إن "اعتقال الصحافية هاجر الريسوني بهاديك الطريقة أكبر دليل على أنه تم بناءً عن عمل استخباراتي".

وأضاف: "هو دليل كذلك على أن المخزن يتجسس باستمرار على خصوصيات المواطنين وخصوصًا الصحافيين، وأعتقد أنه يتجسس على جميع الصحافيين ومالكي الجرائد بدون استثناء".

 

اقرأ/ي أيضًا:

حقوقيون.. وضعية حقوق الإنسان قاتمة في المغرب

الصحافة الإلكترونية في المغرب.. ضحية جديدة لتقنين قمع الحريات