29-مارس-2023
getty

السعودية حصلت على صفة شريك حوار في المنظمة وهي خطوة تسبق الحصول على العضوية الكاملة (Getty)

صادق مجلس الوزراء السعودي، اليوم الأربعاء، على قرار الانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون، وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية إن السعودية وافقت على مذكرة منحها صفة شريك الحوار في منظمة شنغهاي للتعاون.

صادق مجلس الوزراء السعودي، اليوم الأربعاء، على قرار الانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون

وقالت مصادر لرويترز إن الانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون نوقش خلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ للسعودية في كانون الأول/ ديسمبر الماضي. ومن المتوقع أن تكون صفة "شريك الحوار"، الخطوة الأولى من أجل انضمام الرياض إلى المنظمة والحصول على العضوية الكاملة في المدى المتوسط.

ويأتي القرار، في الوقت الذي تبني فيه الرياض شراكةً طويلة الأمد مع الصين على الرغم من المخاوف الأمنية الأمريكية.

وجاء القرار في أعقاب إعلان شركة أرامكو السعودية، رفع استثماراتها بمليارات الدولارات في الصين، يوم الثلاثاء، وذلك بعد الانتهاء من مشروع مشترك مخطط له في شمال شرق الصين، والاستحواذ على حصة في مجموعة بتروكيماويات مملوكة للقطاع الخاص في الصين.

وتخطط الدول الأعضاء في المنظمة لإجراء "مناورات مشتركة لمكافحة الإرهاب" في منطقة تشيليابينسك الروسية في أغسطس من هذا العام.

يشار إلى أن إيران وقعت العام الماضي على وثائق العضوية الكاملة.

ما هي منظمة شنغهاي للتعاون؟

منظمة شنغهاي للتعاون هي منظمة سياسية واقتصادية ودفاعية، وهي أقرب إلى المنتدى التعاوني، وتُعد من أكبر المنظمات الإقليمية في العالم، حيث تغطي المنظمة ما يقارب 60% من مساحة أوراسيا، و40% من سكان العالم، وأكثر من 30% من الناتج الإجمالي العالمي.

وتشكلت المنظمة في 15 حزيران/ يونيو 2001، من قبل الصين وكازاخستان وقيرغيزستان وروسيا وطاجيكستان وأوزبكستان، وتم التوقيع على ميثاق منظمة شنغهاي للتعاون في 7 تموز/ يوليو 2002 ودخل حيز التنفيذ في 19 أيلول/ سبتمبر 2003، وجاءت المنظمة كامتداد مجموعة شنغهاي الخماسية، التي تأسست سابقًا في عام 1996. وقد توسعت عضويتها منذ ذلك الحين لتشمل 9 دول، مع انضمام الهند وباكستان في حزيران/ يونيو 2017، واستكمال إيران لشروط العضوية في المنظمة.

getty

وتشارك عدة دول كمراقبين في المنظمة، مثل أفغانستان وبيلاروسيا ومنغوليا. بالإضافة إلى الدول الشركاء في الحوار، مثل قطر وتركيا ومصر وأذربيجان وأرمينيا، وغيرها من الدول.

وتركز منظمة شنغهاي للتعاون بشكل أساسي على المخاوف المتعلقة بالأمن، وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، توسعت أنشطة المنظمة لتشمل زيادة التعاون العسكري وتبادل المعلومات الاستخبارية و"مكافحة الإرهاب"، كما قامت بتطوير اتفاقيات أمنية متبادلة، والتركيز على قطاعات مدنية/ أمنية بشكلٍ كبير، مثل السايبر.

وتجري التدريبات العسكرية بانتظام بين الأعضاء لتعزيز التعاون و"التنسيق ضد الإرهاب" والتهديدات الخارجية الأخرى، والحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين.

وإلى جانب المستويات الأمنية والعسكرية، هناك جانب للتعاون الثقافي أيضًا في إطار منظمة شنغهاي للتعاون.

ويُعد الجانب الاقتصادي من أولويات المنظمة، فقد تم التوقيع على اتفاقييأتيوة إطار لتعزيز التعاون الاقتصادي من قبل الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون في أيلول/ سبتمبر 2003، وفي حينه ظهرت اقتراحات لإنشاء منطقة تجارة حرة بين دول المنظمة. كما نتج عن المنظمة إنشاء اتحاد بنوك منظمة شنغهاي للتعاون من أجل تمويل المشاريع المشتركة في المستقبل. وعلى مدار سنوات عمل المنظمة، كان من أبرز البنود المطروحة على جدول أعمالها الدعوات إلى تأسيس عملة خاصة في الدول الأعضاء بالمنظمة. 

تشكلت المنظمة في 15 حزيران/ يونيو 2001، من قبل الصين وكازاخستان وقيرغيزستان وروسيا وطاجيكستان وأوزبكستان

يشار إلى أن الولايات المتحدة تقدمت بطلب للحصول على صفة مراقب في منظمة شنغهاي للتعاون، ولكن تم رفضها في عام 2005.

ويأتي انضمام السعودية إلى المنظمة، مع تنامي علاقتها مع بكين، وسط قلق واشنطن من زيادة النفوذ الصيني في المنطقة، الذي ظهر مؤخرًا في اتفاقية استئناف العلاقات بين السعودية وإيران.