24-يونيو-2018

قرصنة السعودية لحقوق بث قنوات "بي إن سبورتس" تعد فضيحة أخلاقية وإعلامية ورياضية (الجزيرة)

أعلنت شبكة قنوات بي إن سبورتس - beIN SPORTS، قبل بضع سنوات، عن فوزها بالحقوق الحصرية لنقل مباريات نسختي كأس العالم في روسيا 2018 وفي قطر 2022، لتضاف إلى عشرات المسابقات والبطولات الأوروبية والعالمية التي تنقلها الشبكة في مجال كرة القدم خاصةً، وفي باقي الرياضات الفردية والجماعية والميكانيكية وما إلى ذلك.

انعكس حصار قطر على مجال الإعلام الرياضي، بعد أن أوقفت السعودية بث قنوات "بي إن سبورتس" وقرصنة حقوقها عبر قناة "بي أوت كيو"

وفي حزيران/يونيو 2017 اندلعت أزمة في منطقة الخليج العربي، إثر قيام كل من السعودية والإمارات والبحرين بقطع العلاقات مع قطر، وفرض حصار عليها، لتنعكس هذه الأزمة على كافة المجالات، ومن بينها بطبيعة الحال مجال الإعلام الرياضي؛ فأجبرت السعودية والإمارات رعاياهما العاملين في القناة التي تبث من قطر، على تقديم استقالاتهم، كالمعلقيْن فهد العتيبي وعلي سعيد الكعبي وغيرهما. ورغم الحصار المفروض على قطر، لم توقف قنوات بي إن سبورتس بثها في دول الحصار، رغم الحظر ضدها، احترامًا للميثاق مع الجمهور.

اقرأ/ي أيضًا: غضب الفيفا من توظيف كرة القدم سياسيًا.. بطاقة حمراء محتملة للسعودية والإمارات

وفي شهر آب/أغسطس 2017، سرت إشاعات على مواقع التواصل الاجتماعي، عن إطلاق شبكة قنوات، زُعم أنها كولومبية كوبية، تسمى بي أوت كيو - beoutQ" وتبث مباريات الدوريات الأوروبية الكبرى والمسابقات العالمية، عبر الإنترنت، وتغطي جزءًا كبيرًا من الدول العربية. في الفترة نفسها أعلنت السعودية وقف بث بي إن سبورتس على أراضيها، والسبب المعلن كان عدم حصول بي إن سبورتس على ترخيص للبث في السعودية، لكن الأمور عادت وتوضحت لاحقاً، حيث كان التحضير جاريًا لإطلاق قناة "بي أوت كيو كيه" أو "beoutqK" في واحدة من أكبر عمليات القرصنة التلفزيونية في العصر الحديث.

وتقرصن "beoutQ" المباريات عبر الإنترنت، ثم تعرضها تلفزيونياً من خلال أجهزة يتم بيعها للمواطنين بـ100 دولار تقريباً، علمًا بأن السعودية انتقدت على الدوام قيام "بي إن سبورتس" بما تسميه السعودية "احتكار" بث المباريات، فإذا بها هي تبيع المباريات بسعر مرتفع وبالقرصنة، أي أنها لا تدفع فيها أي مبالغ كما الحال مع "بي إن سبورتس".

لم تكتفِ "beoutQ" بقرصنة مباريات الدوريات الأوروبية والقارية خلال العام الماضي، بل قامت بإطلاق حملة تسويقية قبيل كأس العالم لأجهزتها. وتقدمت شبكة "بي إن سبورتس"، بصفتها المالك الحصري لحقوق النقل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بشكوى أمام الفيفا، الذي أصدر بياناً قبل أيام، أكد فيه أن عملية بث المباريات عبر "beoutQ" تتم من السعودية، ووصفها بـ"القرصنة". وأكد البيان أن الفيفا لم يُصرح لهذه القناة ببث أي مباراة، وأن الحق الحصري لنقل مونديال روسيا، في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يعود لشبكة "بي إن سبورتس".

كما أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، أدان تورط السعودية بصفتها المالكة والموزعة لأجهزة "beoutQ"، في قرصنة مباريات البطولات الأوروبية. 

وتفاعل الكثيرون من مختلف الدول العربية مع قضية قرصنة البث هذه، ودارت النقاشات حول من يملك الأحقية في البث. ونشرت الكثير من التغريدات، حتى من مغردين سعوديين وإماراتيين، رافضةً للقرصنة، ومعتبرة أن عملية بث المباريات عبر "beoutQ" هي عملية سرقة موصوفة، وتغطية شعار القناة هو غش وتزوير وخداع للمشاهد.

وأطلق الناشطون اشتاغ "#قرصنة"، والذي انتشر بسرعة، حيث استخدمه المغردون للتعبير عن رفضهم لعملية القرصنة المذكورة، فقال عمر حدام: "لأنهم سارقين البث من بي إن سبورتس، وهذا معيب"، فيما غرد أسعد شرعي قائلًا: "هل تعرف ما معنى  beout؟ معناها اخرج، وبالفعل خرجت السعودية من المونديال".

وقبيل انطلاقة المونديال، لعبت البرازيل مع كرواتيا وديًا في ويمبلي، وقامت قناة "beoutQ" بقرصنة المباراة وعرضها بتعليق معلق بي إن سبورتس، حفيظ الدراجي، بل إنها كذلك عرضت الاستوديو التحليلي لبي إن سبورتس! كما عرضت "beoutQ" المباراة الافتتاحية لكأس العالم بين الأوروغواي والسعودية.

من جانبهم، قال مسؤولو الفيفا، إن نقل القناة للمباريات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "غير شرعي وغير قانوني"، وأن الفيفا ستتخذ كل الإجراءات لردع هذه القرصنة ومحاسبة المسؤولين عنها.

وفي مباراة كرواتيا ونيجيريا، تفاجأ المتابعون بصوت المعلق السعودي الشهير فهد العتيبي، الذي استقال من بي إن سبورتس بعد أزمة حصار قطر، يُعلق على المباراة عبر قناة الفرصنة "beoutQ".

أدان الفيفا والاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وجمهور السوشيال ميديا، قرصنة السعودية لمباريات مونديال روسيا عبر قناة "beoutQ"

بدوره نفى العتيبي ذلك. لكن الجمهور الذي يعرف صوته جيدًا رفض تصديق نفيه المزعوم، واعتبر أنها محاولة لخداع الجمهور التغطية على إسهامه في عملية القرصنة التي حدثت.

واليوم، نشارف على الجولة الثالثة من الدور الأول لمونديال روسيا 2018، ولا تزال السعودية عبر "beoutQ" مستمرة في قرصنتها، فهل يتمكن الفيفا من وضع حد لهذه السرقة؟ وهل سيدفع من يقف وراء هذه السرقة ثمنًا لتجاوزه؟ فلننتظر ونرَ.

 

اقرأ/ي أيضًا:

عبث تركي آل الشيخ.. تصريح اليويفا يحجمه و"بهدلة" عبر السوشال ميديا

بالوثائق: خطة تخريبية إماراتية لضرب الاقتصاد القطري.. والهدف كأس العالم! (2-2)