السجن 5 سنوات لامرأة أميركية حاولت إغراق طفلة فلسطينية في تكساس
3 أكتوبر 2025
قضت محكمة في ولاية تكساس بالسجن خمس سنوات على إليزابيث وولف (43 عامًا)، بعد إقرارها بالذنب في تهمة محاولة قتل طفلة أمريكية مسلمة من أصل فلسطيني لم يتجاوز عمرها ثلاث سنوات.
وأصدر القاضي آندي بورتر الحكم في غياب هيئة محلفين، بعد أن أُلغيت المحاكمة إثر تسوية قضائية، لتنتهي بذلك واحدة من أكثر القضايا المثيرة للقلق بشأن سلامة العائلات المسلمة والعربية في أميركا، خصوصًا بعد تزايد موجة الكراهية منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة أواخر عام 2023.
ووفقًا لسجلات المحكمة، فإن المدة التي قضتها وولف قيد الحجز قبل النطق بالحكم ستُحتسب لها، مما يعني أنها قد تقضي فعليًا أقل من السنوات الخمس بالكامل خلف القضبان.
تفاصيل الجريمة
تعود القضية إلى 19 أيار/مايو 2024، عندما وقعت الحادثة في مسبح بمجمع سكني في ضاحية يوليس القريبة من مدينة دالاس. كانت الأم الفلسطينية تراقب طفليها (3 و6 سنوات) وهما يلهوان في الماء، حين اقتربت منها وولف وبدأت تسألها عن موطنها وأصلها، وفقًا لما ورد في تقرير الشرطة.
وبعد مشادة كلامية، أمسكت وولف بالطفلة الصغيرة وحاولت دفعها تحت الماء عمدًا، كما حاولت الإمساك بالطفل الأكبر. تدخلت الأم والحاضرون وسحبوا الطفلة من الغرق، بينما وصلت فرق الإسعاف لاحقًا لتؤكد سلامة الطفلين جسديًا، رغم ما وصفته العائلة بأنه رعب نفسي لا يُنسى.
محاولة قتل الطفلة الفلسطينية لم تكن حادثًا معزولًا، بل تتسق مع موجة واسعة من جرائم الكراهية التي تصاعدت بشكل لافت منذ حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة
لاحقًا، وُجّهت إلى وولف لائحة اتهام شملت محاولة القتل العمد، والتسبب المتعمد في إصابة طفلة، مع تشديد العقوبة بموجب قوانين جريمة الكراهية، بعدما اعتبرت السلطات أن الجريمة بدوافع عنصرية أو دينية.
في سياق الكراهية المتصاعدة
وبحسب نشطاء مدنيون، فإن محاولة قتل الطفلة الفلسطينية لم تكن حادثًا معزولًا، بل تتسق مع موجة واسعة من جرائم الكراهية التي تصاعدت بشكل لافت منذ حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة.
وبحسب منظمات مثل مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) والمنظمة العربية لمناهضة التمييز، فقد فلم تقتصر الحوادث على التهديدات والتحريض اللفظي فقط، لكنها شملت اعتداءات جسدية وأعمال عنف مباشر، مثل ما حدث في تكساس، ما يعكس بيئة مشحونة تُحوّل خطاب الكراهية إلى خطر فعلي على سلامة العائلات والأطفال.
وقد شهدت الولايات المتحدة، خلال العام ذاته، سلسلة من الحوادث المرتبطة بخطاب الكراهية والتحريض ضد الفلسطينيين والمسلمين، من أبرزها:
طعن مميت لطفل فلسطيني-أميركي (6 سنوات) في ولاية إلينوي.
الاعتداء بسكين على رجل فلسطيني-أميركي في تكساس.
هجوم جماعي على متظاهرين مؤيدين لفلسطين في كاليفورنيا.
إطلاق نار على زائرَين إسرائيليين في فلوريدا بعد الاشتباه بأنهما فلسطينيان.
هتافات "الموت للعرب" خلال اعتداء من حشد مؤيد لإسرائيل في نيويورك.
نهاية المحاكمة دون نهاية القلق
رغم صدور الحكم في قضية وولف، يرى كثير من الناشطين أن تصاعد الاعتداءات العنصرية والدينية لا يزال مستمرًا، في ظل غياب تشريعات أكثر صرامة لمحاسبة المحرّضين ومُرتكبي جرائم الكراهية، خصوصًا تلك التي تستهدف الأطفال والعائلات من خلفيات مهاجرة أو مسلمة.
ووفقًا لمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير)، فقد تم توثيق أكثر من 3,500 حادثة مرتبطة بالكراهية ضد المسلمين في الولايات المتحدة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، ما يجعل هذه الفترة من أكثر الفترات تسجيلًا لمثل هذه الحوادث منذ هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001، بحسب المنظمة.