09-يناير-2019

كومبا جوزيف، غابوني تزوج من ثلاث نساء في ليلة واحدة (فيسبوك)

ليست مجرد ظاهرة عارضة، ولكنها ممارسة أصبحت تتكرر مؤخرًا بشكلٍ لافت ومثير للجدل في كثير من البلدان الأفريقية، حيث ينتصب العريس مكللاً بالزينة، ومن حوله امرأتين ترتديان الزفاف الأبيض، دون أن يكون ذلك نوعًا من تقاليد الزفاف فقط، وإنما هو زواجٌ حقيقيٌ من امرأتين في ليلة واحدة.

تكررت بشكل لافتٍ في العديد من الدول الأفريقية، أن يتزوج الرجل من امرأتين في ليلة واحدة، فيجمع بينما في العرس، وأحيانًا في الفراش

لا ينتهي الأمر عند مراسم الزفاف، وإنما تنتقل الزوجتان إلى شهر العسل معًا، في غرف متجاورة وأحيانًا على فراشٍ واحد، بشكل يرسم صورة للبدايات المتكافئة في التعدد.

اقرأ/ي أيضًا: "اغتصاب الزوجة".. شرعنة العنف الجنسي في السودان

دليل قبول التعدد

والسؤال الذي يطرح كثيرون هو: ما الدافع من وراء هذا النوع من الزواج؟ وهل هو مُرضٍ لكل الأطراف فعلًا، أن أنه شكل من الاستغلال وتأكيد الفحولة؟

يبدو أن ثمة رجال متحمسون بالفعل لخوض تلك التجارب، وفي المقابل تتفاوت آراء النساء ما بين الرفض التام والقبول كنوع من الحلول القاسية، أو الانتصار للحب مهما كانت الوسيلة، فضلًا على أنه يعتبر دليل قبول الزوجتين لمبدأ التعددية، كما يرى البعض، وتنتفي في المقابل فكرة الزوجة الأولى والثانية، نظريًا على الأقل!

وبالرغم من أن هذه المناسبات نادرة الحدوث في السودان، لكنها تنتشر عند بعض القبائل في أنحاء السودان. وأظهر مقطع فيديو متداول لشاب سوداني من أصول إرترية، وهو يقتاد زوجتين بفستان الزفاف وسط فرحة الأهل، ويبدو عليهم الارتياح، بينما كانت الموسيقى تبعث حالة من الفرح والرضا العام.

وانقسم رواد مواقع التواصل الاجتماعي حول المناسبة ما بين مؤيد يرى فيها معالجة لمشكلة تأخر الزواج المتفشية في المجتمعات الأفريقية، علاوة على أنها انتصار للحب برضاء الزوجتين؛ ورأي أخر رافض بالمرة باعتبار أن ذلك نوع من الاستغلال ويُكرس للنزعة البطريركية في التعامل مع المرأة.

ليلة "سحردي" المنتظرة

في العام الماضي أُثيرت قصة الشاب الصومالي سحردي إبراهيم عوض، الذي تزوج من امراتين في ليلة واحدة، كان تجمع بينهم قصة حب استمرت لثمانية أشهر، وأراد سحروي أن ينتصر لذلك الحب. 

وقال عن ذلك: "كنت أحلم منذ صغري بأن أتزوج يومًا ما زوجتين في وقت ومكان واحد، وكانت الفكرة تراودني من حين إلى آخر، حتى شاء القدر أن تكون في هذا الوقت". 

وعند اقتراب موعد الزواج، قرر أن يجري تعارفًا بينهما ويخبرهما بنيته. ونجح سحردي بعد جلسة حوارية مشتركة في إقناعهما بالموضوع، وتم الاتفاق على موعد الزواج. بينما قالت إحدى الزوجات مبررة موافقتها بـ"كي لا تشعر إحدانا بالغيرة من الأخرى".

ثلاث نساء ورجل

مطلع هذا العام، فجر السيد كومبا جوزيف، أشهر زيجة في أفريقيا، بزفافه على ثلاث نساء في ليلة واحدة، وهو أمرٌ غير مألوف في الغابون، ولا في غيرها.

وكان الزواج بالصيغة المدنية على كل من "جانين مويهيلا  نزيغو" و"مارجريت كومبا مومبو" و"إليز ستيفاني تسامانو". 

ونشرت صور الزفاف الرباعي على فيسبوك، وتفاعل معها المعلقون، ما بين المزاح والسخرية، والتأييد والرفض، كما الحال مع امرأةٍ قالت لكومبا جوزيف: "اليوم أنت سعيد. لكنها سعادة قصيرة، وسرعان ما ستشعر بالتعب، وسيكون الأطفال ضحايا هذا التهور".

مطامع اقتصادية

اعتبر السفير بالاتحاد الأفريقي صلاح حماد، أن الزواج من امرأتين في ليلة واحدة، تمثل ظاهرة مقلقة. وكتب حماد على صفحته بفيسبوك عن الظاهرة، مشيرًا إلى انتشارها في بلدان أفريقية كثيرة مثل كينيا وتنزانيا وأوغندا، وغيرها.

وقال السفير بالاتحاد الأفريقي إن "الكثير من الشباب يرد أسباب هذه الظاهرة إلى الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة، وأهمية تعدد مصادر الدخل لمجابهتها"، أي بمعني أن يتزوج الشاب من امرأتين تعملان ولهما مصدر دخل.

فيما اعتبرت الناشطة في العمل النسوي، سلمى النور، أن الظاهرة ضعيفة حتى الآن، لكنها في مجتمع أفريقي "يتعامل مع المرأة كسلعة قابلة للانتشار". 

وقالت سلمى لـ"ألترا صوت"، إن الأسر الفقيرة قد توافق على هذا النوع من الزواج تحت إلحاح الحاجة المادية، مؤكدة خسارة الجميع للاستقرار الزوجي بعد نفاد الثروة.

توافق الأسر الفقيرة في أفريقيا، على أن تكون ابنتها شريكة فتاة أخرى في ليلة الدخلة، تحت إلحاح الحاجة المادية

ورفضت سارة فكرة محاربة تأخر الزواج بهذا الشكل، قائلة إن تأخر الزواج "يتم التعامل معه وفقًا لظروف طبيعية ومتكافئة، مع حث الشباب على الزواج، دون اللجوء لهذا النوع من الاستعراض، أو إرضاء غرور بعض الرجال وحرمان النساء من الحب، حتى في ليلة الدخلة التي تحلم بها كل فتاة، دون أن يكون ثمة هاجس يشوش عليها".

 

اقرأ/ي أيضًا:

زواج القاصرات في السودان.. وأد الأحلام بتواطؤ القانون

المرأة السودانية.. العنف متواصل