21-فبراير-2023
getty

أدى الزلزال إلى تضرر شبكات المياه مما جعلها مفقودةً في المناطق المنكوبة (Getty)

ضرب زلزال جديد، يوم أمس، جنوب تركيا وشمال سوريا، أدى إلى عشرات الإصابات، في المنطقة التي تعمل على التعافي من الزلزال السابق. وفيما تستمر عمليات إزالة الركام والانتشال، جراء الزلزال الكبير  الذي ضرب شمال سوريا وجنوب تركيا، وخلف 46 ألف قتيل حتى الآن، وأكثر من ربع مليون منزل وشقة مدمرة. فإن المخاوف تسود من انتشار أمراض معدية وتنفسية، في المناطق المنكوبة، خاصةً في المخيمات المكتظة بسكان المنازل المدمرة.

صرح وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة، بأن هناك مخاطر من انتشار بعض الأوبئة في المناطق المنكوبة

وفي هذا الإطار، صرح وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة، بأن هناك مخاطر من انتشار بعض الأوبئة في المناطق المنكوبة، مشيرًا إلى أنه تم حتى الآن رصد عدد من الحالات المعدية في المناطق المنكوبة بالزلزال. لكنه أكد في نفس الوقت أن زيادة حالات الإصابة بالأمراض المرتبطة بالمعدة والجهاز التنفسي لا تشكل تهديدًا خطيرًا على الصحة العامة، لأن "النظام الصحي يعمل بشكلٍ جيد في هذا الامتحان"، مضيفًا أنه تم اتخاذ "إجراءات لمراقبة الأمراض المحتملة والوقاية منها".

وقال الوزير التركي خلال مؤتمر صحفي بإقليم هاتاي، "أولويتنا الآن هي التعامل مع الحالات التي يمكن أن تهدد الصحة العامة، والوقاية من الأمراض المعدية"، وأضاف "نعمل على توصيل المياه الصالحة للشرب إلى المتضررين، لأن شبكة المياه في المناطق التي ضربها الزلزال أصبحت غير صالحة للشرب"، حيث تسبب الزلزال في إلحاق أضرار كبيرة بالكثير من البنية التحتية للصرف الصحي في المنطقة أو تعطيلها.

Earthquake Hits Turkey And Syria

وتواجه السلطات الصحية التركية مهمةً شاقةً تتمثل في محاولة وقاية الناجين من الأمراض، وكثيرون منهم بلا مأوى. وأشار تقرير لوكالة "فرانس براس" أن مخيمًا في كهرمان مرعش، به عيادة طبية يديرها ما بين 15 و30 من المتخصصين في الإسعافات الطبية، يستقبلون حوالي 10 آلاف شخص يوميًا، في حين لا يوجد أماكن للاستحمام في المخيم، أو بالقرب منه.

وحذرت منظمات صحية في تركيا من إمكانية انتشار الأوبئة في كهرمان مرعش التي ضربها الزلزال، وذلك جراء وجود عشرات الآلاف من الأشخاص في المخيمات التي تغيب عنها الكهرباء وإجراءات النظافة اللازمة والمياه الصحية، ما يزيد من احتمالية انتشار الأمراض والأوبئة كالكوليرا والأمراض التنفسية. كما حذرت منظمات إنسانية من انتشار وباء الكوليرا الذي ظهر مؤخرًا في سوريا.

Earthquake Hits Turkey And Syria

في حين، قال ممثل منظمة الصحة العالمية في تركيا باتير بيرديكليشيف، إن "نقص المياه الجارية والنظيفة، يزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض التي تعيش مسبباتها في المياه الراكدة، وتفشي الأمراض المعدية"، وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية تعمل مع السلطات المحلية في المناطق المتضررة على تكثيف عمليات الرصد، تحسبًا لظهور "الأمراض المنقولة بالمياه، والإنفلونزا الموسمية وكوفيد-19 بين النازحين".

من جهته، ذكر رئيس إدارة الكوارث والطوارئ في تركيا "آفاد" يونس سيزر، أنه جرى إجلاء أكثر من 1,2 مليون شخص من المنطقة التي ضربها الزلزال جنوب تركيا، وأشار إلى أن هناك أكثر من مليون من سكان المحافظات التي ضربها الزلزال يعيشون حاليًا في مراكز إيواء مؤقتة.

Earthquake Hits Turkey And Syria

بدوره، قال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" جيمس إلدر، إن 6.4 مليون طفل يعيشون في المحافظات التي ضربها الزلزال. وأعرب إلدر عن خشية "اليونيسف" من مقتل آلاف الأطفال"، مشيرًا إلى أنه "حتى من دون التحقق من الأرقام، من الواضح بشكلٍ مأساوي أن الأعداد ستستمر في الارتفاع". 

وأوضح إلدر، أن الوضع كارثي، حيث يواجه مئات آلاف من الأشخاص بدون مأوى، البرد والجوع بين الأنقاض، متابعًا حديثه، بالقول: إن "عائلات مع أطفالها تنام في الشوارع، ومراكز التسوق، والمدارس، والمساجد، ومحطات الحافلات، وتحت الجسور، وما زالت مع أطفالها في مناطق مفتوحة خوفًا من العودة إلى منازلها".  

وأشار إلدر إلى أن "عشرات آلاف العائلات تتعرض للعوامل الجوية في فترة من العام شديدة البرودة وسط الثلوج والأمطار"، متحدثًا  عن تقارير تشير إلى "ارتفاع أعداد الأطفال الذين يعانون من انخفاض حرارة الجسم والتهابات الجهاز التنفسي". 

Earthquake Hits Turkey And Syria

وكانت الوكالة الأمريكية للتنمية "USAID"، قد أعلنت أن الولايات المتحدة ستقدم مساعدة إضافية بقيمة 100 مليون دولار إلى تركيا وسوريا لمواجهة تبعات الزلزال. وأشارت الوكالة إلى أن هذه المساعدة ستدعم تأمين مياه الشرب النظيفة والصرف الصحي لمنع تفشي الأوبئة.

قال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" جيمس إلدر، إن 6.4 مليون طفل يعيشون في المحافظات التي ضربها الزلزال

وأدى الزلزال المدمر إلى تضرر البنية التحتية لشبكات المياه والصرف الصحي، وهو ما يزيد من خطر انتشار الأوبئة والأمراض المعدية، مثل الكوليرا، والملاريا، والإنفلونزا الموسمية، وكوفيد-19.