04-يوليو-2018

ريتشارد وريش/ إنجلترا

ذعرُ الفستان

العجوزُ أعطت الصّبيةَ الجرّةَ قبل النبعِ تكثرُ إناثُه، وملأتها بالوعيد: أكسرك إن كُسِرتْ.

وتولّت الصّبية تتوخّى النبعَ والفتى.

مشهد أوّل: قطيعُ ماعٍز قبل مرعى الشّيح.

مشهد ثانٍ: هشيمُ جرّةٍ قبل النبع.

مشهد ثالث: فتى يرشّ على فتاةٍ تهذي: الجرّة

الجرّة

الجرّة

الجدّة.

 

معراج الفستان

العجوزُ التي كانت الصّبيةَ ملأت الماءَ جرّةً، ودافَنَتِ الثّرى عليها برودةً.. برودةً كي تظْمَا فتشربَ الجرّةَ زلالًا. ثمّ كاتَفَتِ النّخلةَ والانتظارَ ونعاسًا أحْلَمَها أنّها الصّبية حَلْمَتُها تَضْبَحُ، وتَنْكُشُ الثّرى برودةً.. برودةً.

البرودةُ.. الخيالُ: الفتى من حفرة الأرض يطلعُ يرضعُ.

العجوزُ.. طلعت الرّوح.

 

عزاء السّيروس

الرّيحُ قوّادة..

بدأت تنشر ما يدلّ على الجراد قدومًا ما له من باقية.

الرّيحُ جرادة..

قلبت زريبة الفلاح عليه/ قلبت حقلَه لها تسْتبصلُ وتسْتثومُ وتسْتفللُ وتسْتطممُ حتّى باتت الحقلَ يتجرّدُ.

والفلاح يغشاه برنس الغمّ هتفَهُ الإمامُ: سي الحسين.. هل تعلم أن النبيَّ كان ياكل الجراد؟

 

حصانة الكانون

نامت الأسرّة واشتعلت أفخاذُ المدينة بدبيب الأشباه والأضداد. مصابيحُ تقارب المصابيحَ، وحوانيتُ بالحديد فاغرةٌ خوفَها من كلّابة الليل. أنصافُ سجائرَ محشوّةٍ على أنصاف أصابعَ محشوشةٍ. مجانينُ يتهارشون على كرتونةٍ لا موز فيها، فيما تقرفَصَتْ هموم على كانون زادُه الجريداتُ. وهناك... في الزّاوية عريان على عريانةٍ يتبادلان دفيئةَ الأنفاس.

قال ذو القرطاس:

يدي تفّاحة يَنْخَرُها بردُ يناير. وأدخلَها جيبَه المثقوبَ بقلم أخذ يكتبُ.. يكتبُ.

بعد غدٍ: ألقموا الجرائدَ لكانون الرّصيف ما عدا واحدةً كان كتبهم فيها.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الضدّ والندّ

أجملُ الأمهات