في أحدث موقفٍ روسي حول مصير الحرب الأوكرانية الروسية، استبعد الكريملن إنهاء الحرب في أوكرانيا أو أي مرحلةٍ من مراحلها، بدعوى أنّ الظروف لذلك لم تتهيّأ بعد.
وفي هذا الصدد نقلت وكالة سبوتنيك عن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف قوله "إن الظروف غير مؤاتية لإنهاء الصراع أو حتى إنهاء أي مرحلة من مراحله"، وسبق لبيسكوف أن قال أيضًا إن السلطات الأوكرانية "لا تزال ترفض التفاوض مع موسكو" معتبرًا أنّ "مبادرة رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان للسلام لم تغير الوضع، والسبب في ذلك أن النظام الأوكراني لم يُظهر أي رغبة في تغيير هذا الحظر القانوني، لذلك فإن الوضع هنا ثابت" وفق تعبيره.
ويبدو أنّ المواقف الرسمية وغير الرسمية القادمة من عدة عواصم أوروبية غير متفائلة بشأن الموقف الأوكراني، وفي هذا الصدد يرى المحلل العسكري البريطاني ألكسندر ميركوريس أنّ "أي حسابات وأي تقييم لمستقبل المفاوضات بين أوكرانيا ورسيا من طرف الغرب سيكون معيبًا للغاية من دون الأخذ في الاعتبار حقيقة أن روسيا فازت في الواقع، وأن أوكرانيا ربما لم يتبق لها سوى بضعة أشهر من المقاومة" على حدّ تعبيره.
تصاعدت التوترات بين سلوفاكيا وأوكرانيا
غير بعيد من ذلك يرى وزير دفاع سلوفاكيا روبرت كاليناك أنّ كييف قد تضطر للتخلي عن جزء من أراضيها من أجل تحقيق السلام. ووصف كاليناك هذا السيناريو بأنه "واقع الأمر"، معتبرًا أنّ "من مصلحة سلوفاكيا أن ينتهي الصراع في أوكرانيا بسرعة"، متابعًا القول وتابع: "ربما لا تدرك أوكرانيا أنها لن تكون أبدا بين ألمانيا وسويسرا، بل ستظل دائما تشارك أطول حدودها مع روسيا، ولذلك لا بد من إجراء المفاوضات في أسرع وقت"، ويرى كاليناك أنه على الرغم من انتهاك موسكو للقانون الدولي بغزوها أوكرانيا شباط/فبراير 2022 "إلا أنه يجب أيضا أن نرى ما يحدث في مناطق أخرى وما إذا كنا نطبق نفس المعايير على نزاعات أخرى".
وتأتي هذه المواقف من سلوفاكيا، وهي عضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، في ظل تصاعد التوتر بينها وجارتها أوكرانيا التي قررت "وقف عبور الغاز الروسي عبر أراضيها اعتبارا من الأول من كانون الثاني/يناير المقبل"، الأمر الذي أثار غضب سلوفاكيا التي هدد رئيس وزرائها روبرت فيكو بوقف تزويد كييف بالكهرباء، وردًّا على هذا التهديد قال زيلينسكي إن سلوفاكيا تتلقى الأوامر من الكريملن في إشارة إلى الزيارة الأخيرة التي أجراها فيكو إلى روسيا والتقى خلالها بوتين، ويضيف زيلنسكي أن بلاده اتخذت قرار وقف عبور الغاز الروسي لأراضيها بهدف حرمان الروس "من فرصة تمويل حربهم على بلاده من خلال تصدير الغاز إلى أوروبا"، مع الإشارة إلى كييف ظلت تحصل على رسوم العبور من روسيا رغم الحرب.
ألمانيًا أثار امتناع حكومة شولتس عن تسليم أوكرانيا صواريخ "تاوروس" انتقادات تصدرها زعيم الديمقراطيين الأحرار كريستيان ليندنر، مبديًا استغرابه من "الحجج التي يتذرع بها أولاف شولتز، على رفض تقديم مثل هذا الدعم للدولة التي تهاجمها روسيا"، حيث قال ليندر في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية "من الواضح تماما أن ألمانيا لا ينبغي أن تصبح طرفًا في الحرب في أوكرانيا. لكنني لا أرى أن تسليم صواريخ كروز من طراز تاوروس سيتعارض مع المصالح الأمنية لجمهورية ألمانيا الاتحادية"، مضيفًا القول "إنّ حجج شولتز لذلك لا تخدم سوى حملته الانتخابية، في حين أنه ينبغي الوثوق في القيادة الأوكرانية بأنها لن تستخدم أنظمة الأسلحة إلا على النحو المتفق عليه معنا. يمكن استبعاد التصعيد تجاه موسكو".
التطورات الميدانية:
ميدانيًا أعلنت القوات الروسية أمس الإثنين عن سيطرتها "على قرية نوفولينيفكا الواقعة في منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا"، وفي المقابل أعلنت القوات الأوكرانية عن "إسقاط 21 طائرة مسيرة من أصل
43 أطلقتها روسيا، في هجوم الليلة الماضية استهدف ست مناطق في جميع أنحاء البلاد"، كما نشرت وزارة الدفاع الأوكرانية حصيلةً جديدة أمس الإثنين لخسائر القوات الروسية، قالت فيها كييف إن قتلى وجرحى القوات الروسية منذ بداية الحرب "ارتفع إلى نحو 787 ألفا و940 جنديا، بينهم 2010 لقوا حتفهم أو أصيبوا، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية".