08-أكتوبر-2022
لا يتضمن العرض اللبناني حقل كاريش (Getty)

مواقف إسرائيلية متناقضة بشأن الاتفاق (Getty)

ما تزال أصداء قرار الحكومة الإسرائيلية برفض التعديلات اللبنانية على مسودة ترسيم الحدود البحرية تتوالى، وبدا أن حكومة يائير لبيد تتّجه إلى التصعيد بعدما كانت قد رحّبت بمسودة الاتفاق. غير أن تقارير فسرت تغيير حكومة دولة الاحتلال لنبرتها بدوافع انتخابية بالأساس، خاصة مع تكثيف المعارضة بزعامة نتنياهو انتقاداتها للاتفاق الذي ادعت أنه يعرض مصالح إسرائيل للخطر وأنه بمثابة رضوخ من حكومة يائير لبيد لتهديدات حزب الله اللباني.

ما تزال أصداء قرار الحكومة الإسرائيلية برفض التعديلات اللبنانية على مسودة ترسيم الحدود البحرية تتوالى، وبدا أن حكومة يائير لبيد تتّجه إلى التصعيد

وكان رئيس وزراء دولة الاحتلال قد وجّه فريق إسرائيل المفاوض إلى رفض التعديدلات اللبنانية على مسودة اتفاق رسم الحدود البحرية، وفوض وزير دفاعه بني غانتس باتخاذ القرارات اللازمة لمواجهة تصعيد محتمل مع لبنان. وهو ما دفع الأخير إلى إصدار  توجيهان للجيش بالاستعداد لمواجهة جميع السيناريوهات، بما فيها سيناريو الحرب بعد توقف المفاوضات، علمًا بأن الوسيط الأمريكي وصف التعديلات اللبنانية على الاتفاق بالطفيفة، في مقابل إصرار إسرائيلي مفاجئ على أنها "جوهرية".

هذا التناقض في التقييم هو ما دفع المراقبين إلى اعتبار أن دوافع القرار الإسرائيلي انتخابية بالأساس وتعكس حجم الصعوبات التي تكابدها حكومة تصريف الأعمال بقيادة لبيد، خاصة أنه بات من المستبعد توقيع اتفاق ترسيم الحدود قبل إجراء الانتخابات المزمع تنظيمها مطلع شهر تشرين الثاني/نوفمبر المقبل في إسرائيل.

تغيير تام في الموقف

وصفت صحيفة هآرتس موقف حكومة لبيد من مسودة اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان بالتراجع الغريب، حيث يبدو أن لبيد وغانتس قاما عمليًا بتغيير مواقفهما من الاتفاف بشكل كامل، مفسرة ذلك التراجع لقناعتهما أن توقيع الاتفاق لن يكون قبل الانتخابات، وأن ثمن دعم الاتفاق سيكلفهما غاليًا بعد أن اتخذته المعارضة بزعامة نتنياهو هدفًا لدعايتها الانتخابية ضد حكومة تصريف الأعمال.

إلا أن المصادر الإسرائيلية لم تحسم فيما إذا كان الرفض الجديد تكتيكًا انتخابيًا أم أنه قد تترتب عليه إجراءات عملية، علمًا بأن الإذاعة الإسرائيلية نقلت يوم الجمعة عن مصدر أمني قوله إن توجيهات غانتس للجيش الإسرائيلي "هي رسالة واضحة للبنان لتخييره بين التوقيع على الاتفاق، وبين التهديد بحرب قد تسبّب ضررًا بالغًا له".

كان رئيس وزراء دولة الاحتلال قد وجّه فريق إسرائيل المفاوض إلى رفض التعديدلات اللبنانية على مسودة اتفاق رسم الحدود البحرية، وفوض وزير دفاعه بني غانتس باتخاذ القرارات اللازمة

في المقابل، نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن وزير إسرائيلي لم تسمه أنه "كان هناك إجماع بين المشاركين في الكابنيت السياسي والأمني على أن الاتفاق المقترح لترسيم الحدود البحرية مع لبنان جيد". كما كان لافتًا، نفى رئيس مستوطنة شلومي الحدودية القريبة من لبنان، غابي نعمان، أن يكون الجيش الإسرائيلي بدأ أمس تغييرات في نظام ووتيرة نشاطه في الجليل الأعلى على الحدود مع لبنان، ناقلًا عن القيادة الشمالية للجيش، عدم حدوث أي تغيير في نشاط القادة الميدانيين وقادة الوحدات العسكرية المنتشرة على الحدود، متهمًا غانتس بأنه سبّب الهلع والخوف لسكان المستوطنات الشمالية في إسرائيل، من خلال بيان غير صحيح على الإطلاق. ويرى مراقبون أن للرفض الإسرائيلي لمسودة الاتفاق تداعيات محتملة، لأنها ستؤثر على "إمكانية استخراج الغاز من المياه الإقليمية المتنازع عليها، بعد سنوات من الجهود الدبلوماسية".