15-مارس-2019

دون جريفين/ أمريكا

7 آذار/مارس 2019

تصدّر الفيسبوك هذا اليوم فيديو يصوّر حوارًا متشنّجًا بين رئيسة المجلس البلديّ بباردو ومواطن، تنعته فيه بفضاضة أنّه آت "من وراء البلايك". تبطن هذه العبارة الشعبيّة نوعا من عنصريّة سكّان تونس العاصمة "البلديّة" تجاه النازحين من داخل الجمهوريّة. تجهل هذه المسؤولة الجاهلة أنّه تمّ سنة 1861، إقرار وضع حدّ لعادة غلق أبواب مدينة تونس العتيقة في وجه سكّان الأرباض النازحين من دواخل الجمهوريّة، ما أدّى لهجر سكانها إلى مناطق أخرى. سنجد بقليل من البحث أنّها لن تكون أصيلة مدينة تونس العتيقة أصلًا.

سأتعسّف على اللّغة قليلًا ولن أعتبر هذا الفعل تمييزًا، بل عنصريّة تتجاوز اللّون والعرق واللّغة الدين. أتفهّم ربّما سلوكًا عنصريًّا مبنيًّا على ما ذكرت سابقًا، أعتبره كارثة حقيقيّة إن كان بين أناس من نفس العرق واللون والدين واللّغة.

حضرت اليوم افتتاح ملتقى يتناول قضايا البشرة السوداء في الرواية العربيّة من تنظيم بيت الرواية الذي يديره صديقي كمال الرياحي. حضر ثلّة ممّن كتبوا في هذا الموضوع من السودان ومصر وإرتريا ومالي والمغرب وغيرها. قرّرت نجاة أن تذهب للعمل هذا اليوم، فقرّرت مرافقتها ثمّ توجّهنا إلى مدينة الثقافة بشارع محمّد الخامس. في لحظة ما، اجتاحني هذا السؤال: لماذا لا أعرف رسّامين من ذوي البشرة السوداء؟

أعرف كتابًا كثيرين من ذوي البشرة السوداء مثل جيمس بالدوين وتوني موريسون وايمي سيزار وليوبولد سيدار سنغور. اكتشفت أخيرًا سليم أيسبيرغ صاحب كتاب "مذكرّات قوّاد" (PIMP: The story of my life). يعتبر واحدًا من أكثر الكتّاب السود تأثيرًا في الأدب الأمريكيّ، خاصّة لدى مغنّيي الراب. استلهم مغنّون اسمهم الفنيّ من اسمه مثل "Ice T" و"Ice cube". حوّله بغضه لأمّه إلى قوّاد لأنّها خانت رجلًا تبنّاه ووفّر له حياة كريمة في طفولته وأعادته إلى الفقر والمخدّرات والعنف. اعتزل بعد مشوار طويل في القوادة في الأحياء الأمريكيّة وعشر سنوات سجنًا، ودخل مجال الكتابة الروائيّة. تتضمّن كتاباته أدبيّة وشعريّة عالية، رغم لغته العنيفة والصادمة والسوقيّة. ولم يترجم إلى الآن إلى العربيّة!

سألت نجاة خلال انطلاقنا إلى ملتقى بيت الرواية.

-هل الرسم فنّ البيض؟

-لا أظنّ ذلك، أعرف الرسّام الأمريكيّ جون ميشال باسكيا، كان عبقريًّا وتوفّي عن سنّ ثمانية وعشرين عامًا، وتعدّ أعماله الأغلى ثمنا في العالم. تمّ اتّهام رسّام فرنسيّ أخيرًا بسرقة أعماله وهاجمه كثيرون على الإنترنت وشنّت عليه حملة، جعلته يلغي معرضه الشخصيّ.

أبيض يسرق رسومات أسود. رسّخ العالم الرسم على أنّه فنّ البيض بامتياز، كان الأفارقة أثناء استعمار البيض مجرّد مادّة طريفة في لوحات الرسّامين. سرقت من السود أشياء كثيرة، ثرواتهم وثقافتهم ودياناتهم وكرامتهم. لهذا السبب يتصدّرون فنّ الاندرغراوند.

 

 

9 آذار/مارس 2019

مات أحد عشر رضيعًا في مستشفى الرابطة مرّة واحدة.

الرضيع رسالة اللّه الخاصّة ليثبت أنّ واجب العالم الأساسيّ هو مواصلة الدوران. محونا إحدى عشرة رسالة بدواء فاسد. محونا تسعة أشهر من الانتظار والوحم والوجع، وملايين الآمال بغد مشرق.

سكتت الحكومة!

قالها رونالد ريغان سابقًا: "الحكومة مثل الطفل، جهاز هضميّ بشهيّة كبيرة قصوى ودون أيّ إحساس بالمسؤوليّة تجاه الآخر".

 

اقرأ/ي أيضًا:

في نُزل البرتقال

مايكل جاكسون ودبابته