06-يونيو-2018

تمثل الرشاوى نهجًا قديمًا في نخاع الإدارات السعودية (Getty)

صار من المعروف، أن السعودية تسعى إلى استقطاب مسؤولين أمريكيين لصالحها، من خلال رشاوى شخصية، وهو نهج قديم تستخدمه الرياض من أجل التأثير على القرار الأمريكي بشأن المملكة، أو غض النظر عن الانتهاكات الحقوقية الكثيرة فيها، وفي هذا التقرير المترجم عن صحيفة الغارديان البريطانية، أدلة جديدة على رشاوى قدمها السعوديون لمسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما.


منحت الحكومة السعودية لمساعدين في البيت الأبيض حقائب كبيرة مليئة بالمجوهرات بلغت قيمتها عشرات الآلاف من الدولارات، وفقًا لمذكرات جديدة أصدرها كاتب خطابات الرئيس السابق باراك أوباما ونائب مستشار الأمن القومي السابق.

منح  الملك عبد الله السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما مجوهرات من الماس والياقوت تبلغ قيمتها 132.000 دولار

يصف بن رودس تفاصيل تلك الواقعة في كتابه المسمى "العالم كما هو The World As It Is" والذي نشر يوم الثلاثاء، حيث كتب قائلًا إنه "بعد أن وصل المسؤولون الأمريكيون مباشرةً إلى المملكة العربية السعودية في شهر حزيران/يونيو من عام 2009، تم نقلهم في عربات غولف إلى "وحدات سكنية متماثلة وسط الصحراء الشاسعة والممتدة" في مجمع سكني تملكه العائلة المالكة. وأضاف قائلًا أنه "عندما فتحت باب وحدتي السكنية، وجدت حقيبة سفر كبيرة وبداخلها مجوهرات".

اقرأ/ي أيضًا: هل تستولي موسكو على حلفاء واشنطن بدءًا من السعودية؟

ظن رودس في البداية أنها كانت رشوة قدمت له خصيصًا لأنه كان يكتب "خطاب القاهرة" الموجه إلى العالم الإسلامي، والذي كان من المفترض أن يلقيه أوباما أثناء زيارته إلى مصر في المحطة التالية من الرحلة. لكنه اكتشف بعدها أن آخرين في وفد البيت الأبيض تلقوا هدايا مشابهة أيضًا.

وقال رودس في رسالة إلكترونية متبادلة مع صحيفة الغارديان: "حصلنا جميعًا على حقائب مليئة بالمجوهرات. وأعطيناها جميعنا لمكتب المراسم التابع للدولة الذي يتولى التعامل مع الهدايا. يكون للمرء خيار شراء الهدايا لكن نظرًا لسعرها الذي لا أتذكره تحديدًا لكنه بلغ عشرات الآلاف من الدولارات، لا أحد منا احتفظ بها على حد ما أذكر".

وقد سبقت الإشارة إلى أن الملك عبد الله ملك السعودية آنذاك منح السيدة الأولى ميشيل أوباما مجموعة مجوهرات من الماس والياقوت تبلغ قيمتها 132.000 دولار، وتشمل أقراطًا وخاتمًا وسوارًا وقلادة. سلمت تلك الهدايا مع الهدايا الفاخرة الأخرى التي قدمت إلى الرئيس وابنتيه إلى الأرشيف الوطني الأمريكي وفقًا لما ينص عليه القانون الأمريكي.

وفقًا لسجل وزارة الخارجية، فقد مُنح رودس زوجًا من أزرار الأكمام الفضية وساعة رجالية وأخرى نسائية، وقلمًا فضيًا ومجموعة مجوهرات ماسية ضمت أقراطًا وخاتمًا وسوارًا، بقيمة إجمالية تقديرية تبلغ 5,405 دولار. وقدمت مجموعات مماثلة من الهدايا وصلت قيمتها إلى 9000 دولار،  إلى 13 موظفًا آخرين في البيت الأبيض.

قام الرئيس ترامب بأول رحلة خارجية له بصفته رئيس، إلى المملكة العربية السعودية في أيار/مايو العام الماضي واصطحب برفقته حاشية كبيرة ضمت زوجته ميلانيا وابنته إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر. في العلن قدم الملك سلمان لترامب ميدالية ذهبية وسلسلة.

لكن لم يُعلن عن الهدايا التي قُدمت لعائلة ترامب وحاشيته في الجلسات الخاصة. ولم تنشر وحدة المراسم الخاصة بالهدايا التابعة لوزارة الخارجية، سجلاتها لعام 2017 حتى الآن.

اقرأ/ي أيضًا: أدلة إضافية ضد مملكة الإرهاب.. تدريبات على "غزوة مانهاتن" بأموال السعودية

لم تجر زيارة أوباما الأولى إلى الرياض بشكل جيد. إذ رفضت الأسرة الملكية السعودية استقبال سجناء من معتقل خليج غوانتانامو لمساعدة الرئيس الأمريكي على تحقيق تعهده بإغلاق معسكر الاعتقال ذاك. ولم تبد المملكة كذلك بادرة السلام تجاه إسرائيل التي كان يأملها أوباما.

 لم يُعلن عن الهدايا التي قُدمت لعائلة ترامب وحاشيته في الجلسات الخاصة

ازدادت العلاقات السعودية مع البيت الأبيض في ظل إدارة أوباما سوءًا عندما تفاوض البيت الأبيض مع القوى العظمى الرئيسية الأخرى على عقد اتفاق مع إيران عام 2015، يهدف إلى تقييد برنامج طهران النووي مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها.

بينما برزت الرياض باعتبارها واحدة من أقرب حلفاء إدارة ترامب، بدايةً من التملق والإطراء المتبادل في زيارة 2017. وفي الشهر الماضي، كانت السعودية واحدة من مجموعة صغيرة من الدول التي أيدت قرار ترامب بالتخلي عن الاتفاق النووي الإيراني.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

هل ستحاسب أمريكا السعودية على 11 سبتمبر؟

ترامب في السعودية.. ركضًا وراء المليارات وهربًا من الفضائح