24-أغسطس-2020

أكد العثماني رفض المغرب لأي تطبيع مع إسرائيل (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير

بالتزامن مع توجه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى الشرق الأوسط لإجراء اجتماعات مع مسؤولين في بعض الدول العربية ترتبط بإعلان الإمارات تطبيعها العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع إسرائيل، قالت الحكومة المغربية إنها ترفض تطبيع أي نوع من العلاقات مع الدولة العبرية، مشيرةً إلى أن مثل هذه الخطوات من شأنها أن تعزز موقف الدولة العبرية في انتهاكاتها المستمرة لحقوق الشعب الفلسطيني.

قال رئيس الحكومة المغربية وأمين عام حزب العدالة والتنمية سعد الدين العثماني إن "موقف المغرب ملكًا وحكومةً وشعبًا هو الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى المبارك ورفض أي عملية تهويد"

وقال رئيس الحكومة المغربية وأمين عام حزب العدالة والتنمية سعد الدين العثماني إن "موقف المغرب ملكًا وحكومةً وشعبًا هو الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى المبارك ورفض أي عملية تهويد أو التفاف على حقوق الفلسطينيين والمقدسيين وعروبة وإسلامية المسجد الأقصى والقدس الشريف".

اقرأ/ي أيضًا: الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي.. ما علاقة صفقات السلاح الأمريكية؟

وأضاف العثماني في كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية للملتقى الوطني الـ16 لقواعد العدالة والتنمية، مشددًا على أن تطبيع العلاقات مع الدولة العبرية يعتبر من "الخطوط الحمراء بالنسبة للمغرب ملكًا وحكومة وشعبًا"، لافتًا إلى أن ذلك "يستتبع رفض كل التنازلات التي تتم في هذا المجال، ونرفض أيضًا كل عملية تطبيع مع الكيان الصهيوني"، واصفًا عمليات التطبيع مع تل أبيب بأنها "دفع وتحفيز" على زيادة الانتهاكات المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني.

تأتي تصريحات العثماني بالتزامن مع حراك دبلوماسي تقوده واشنطن لدفع المزيد من الدول العربية للمضي بتطبيع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع تل أبيب، بشكل مشابه للموقف الإماراتي، وقد ظهرت مضامين هذا الحراك الأمريكي في تصريحات الرئيس دونالد ترامب عندما أجاب على سؤال مرتبط بتوقع انضمام الرياض إلى اتفاق التطبيع قائلًا بشكل حازم: "نعم أتوقع ذلك".  

ومضى ترامب في تصريحاته مشيرًا إلى وجود "دول لن تخطر حتى ببالكم تريد الانضمام إلى ذلك الاتفاق"، دون أن يحدد من هي هذه الدول باستثناء السعودية.

وكان سفير الرياض السابق في واشنطن ومدير جهاز الاستخبارات السعودي السابق تركي الفيصل قد أكد في تصريحات نقلتها وسائل إعلام غربية موافقة بلاده على تطبيع العلاقات مع تل أبيب، لكن بشرط إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة عاصمتها القدس، فيما يظهر أنها تصريحات جاءت ردًا على إجابة ترامب للصحيفيين المرتبطة بانضمام الرياض للاتفاق، ولا يعرف عن الفيصل توليه في الوقت الراهن لأي منصب حكومي، لكن ينظر إليه على أنه واحد من الشخصيات المؤثرة في السعودية بسبب منصبه كرئيس لمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية.

في الأثناء بدأ وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو جولة في المنطقة استهلها بوصوله فجر الاثنين إلى الأراضي المحتلة للاجتماع مع مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية، على أن تشمل في وقت لاحق دول السودان والبحرين والإمارات، فيما من المتوقع أن يقوم صهر ترامب ومستشاره لشؤون الشرق الأوسط جاريد كوشنر بزيارة للمنطقة في وقت لاحق من الأسبوع القادم، ويرافق الدبلوماسييّن الأمريكييّن في جولتهما، مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي روبرت أوبراين وعدد من المساعدين.

وتشير التقديرات الأولية إلى أن زيارة المسؤولين الأمريكيين للمنطقة غير مرتبطة بالقضايا الأمنية الإقليمية المشتركة، بقدر ما أنها تأتي لمحاولة تطبيق اتفاق التطبيع الإماراتي مع مجموعة من الدول المرشحة بالانضمام إليه، أو دفعها للإقدام على مثل هذه الخطوة قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر القادم، الأمر الذي سيمنح ترامب نصرًا دبلوماسيًا في سياسته الخارجية، بالأخص إذا ما كان هذا النصر يحظى بدعم خصومه الديمقراطيين، الذي وجهوا جهودهم لدعم حملة مرشحهم جو بايدن لهزيمة الرئيس الجمهوري في الانتخابات.

وعقد بومبيو مساء الإثنين اجتماعًا مع نتنياهو في القدس، وناقش الاجتماع خطط نجاح اتفاق إبراهام وإقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة وبقية دول المنطقة.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان صحفي، إن الطرفان ناقشا الجهود المتواصلة التي تبذلها تل أبيب والولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، وأضاف البيان الصحفي أن بومبيو "أعاد التأكيد على التزام الولايات المتحدة الحازم تجاه أمن إسرائيل".

وتشير التقديرات الأولية إلى أن زيارة المسؤولين الأمريكيين للمنطقة غير مرتبطة بالقضايا الأمنية الإقليمية المشتركة، بقدر ما أنها تأتي لمحاولة تطبيق اتفاق التطبيع الإماراتي مع مجموعة من الدول المرشحة بالانضمام إليه

ومن المتوقع أن يشهد افتتاح المؤتمر الوطني العام للحزب الجمهوري الذي يعقد مساء الاثنين بتوقت واشنطن، مخاطبة بومبيو للناخبين الأمريكيين عبر تقنية الفيديو من تل أبيب، عل أن يتخلل المؤتمر الجمهوري قبول ترامب ترشيحه رسميًا لولاية ثانية في البيت الأبيض، وتقول تقارير صحفية إنه من غير المعتاد إلقاء وزير الخارجية لكلمة في مثل هذه المؤتمرات، غير أن ظهور بومبيو اليوم سيكون محاولة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة للتذكير باتفاق التطبيع، في محاولة لإعادة الروح لحملة ترامب الانتخابية التي تواجه تراجعًا في استطلاعات الرأي على المستوى الوطني.