29-يناير-2021

وقفة احتجاجية في تورنتو (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

أدانت الرابطة الكندية للصحفيين جميع المحاولات التي تبذلها الحكومات والوكالات التابعة أو المؤيدة لها لتشويه سمعة العمل الصحفي المبذول لتغطية قضايا تغير المناخ في كندا. وترى الرابطة أن هناك العديد من المؤسسات الصحفية التي لطخت سمعتها بعد أن تبين تلقيها أموال من حكومة مقاطعة ألبرتا الكندية برئاسة جايسون كيني لنشر تقارير ملفقة وغير علمية على صلة بقضايا التغير المناخي،  في بيان  أصدرته الرابطة الكندية للصحفيين يوم 26 كانون الثاني/يناير 2021.

مولت حكومة مقاطعة ألبرتا الكندية إعداد تقرير يتمحور حول الحديث عن مؤامرة صحفية ضد الصناعات النفطية فيها بحجج تتعلق بالتغير المناخي

في المقابل، نشر تقرير مطول من 133 صفحة، ممول من الحكومة المحلية لمقاطعة ألبرتا الكندية، حول المراحل الانتقالية التي شهدها تغير المناخ عبر التاريخ، يشير إلى أن بعض الصحفيين العاملين في مجال تغطية قضايا تغير المناخ "يبذلون جهودًا لإثارة الرأي العام، ونشر بروباغندا مغلوطة في تقاريرهم الإخبارية". ويشير التقرير إلى أن الصحفيين المتخصصين بقضايا المناخ يهدفون من خلال تقاريرهم الصحفية إلى "تقويض الرأسمالية" وخلق مجتمع تكون الحياة فيه "باردة، قصيرة، وبائسة" كما كانت عليه الحياة في المجتمعات ما قبل الرأسمالية. ويهدف التقرير للتحقيق في أقوال المعارضين لمشاريع الطاقة والنفط والغاز. وبحسب أقوال المحررة المتخصصة في الشؤون المناخية ميغان داربي "من السخيف اعتبار أننا جزء من مؤامرة" وأضافت "لا أحد يقول لنا ما نكتبه". 

اقرأ/ي أيضًا: مراسلون بلا حدود: تصعيد جديد في بيلاروسيا ضد الصحفيين عبر تلفيق التهم الجنائية

والتقرير المعنون "نموذج عالمي جديد" يشير إلى تكوين لوبي عالمي لمواجهة أعمال حكومة ألبرتا في ميدان الطاقة، ويتهم التقرير رجل الأعمال جورج سوروس ورجل الأعمال والسياسي الأمريكي مايك بلومبرغ، وبمشاركة مع المنتدى العالمي الاقتصادي ومؤسسة الإخوة روكفلر للتمويل، بقيادة تحالف دولي من شأنه تقويض الاقتصاديات الضخمة والتغيرات الاجتماعية اللاحقة باستخدام حجج واهية مثل التخفيف من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وفق ما ورد في التقرير.

كما أتى قسم كامل من التقرير المطول بالحديث عن الأدوار التي تلعبها وسائل الإعلام العالمية والمتخصصة بقضايا المناخ. وتجدر الإشارة إلى أن "تقرير ألبرتا" كما وصفته وسائل الإعلام، تم إعداده من قبل الباحثة في مجال الطاقة تامي نيميث، وقد تلقت 28 ألف دولار لقاء إعدادها التقرير من قبل حكومة ألبرتا. ونيميث هي معلمة متقاعدة وليست متخصصة في أي جامعة أو أي معهد بحثي، وحين تم توجيه سؤال حول كيفية اختيارها لإعداد تقرير متخصص حول المناخ، أجاب المتحدث باسم الحكومة، آلن بوراس بالقول "تامي نيميث ومعها آخرون لديهم إطلاع واهتمام بقضايا المناخ والطاقة، وبعد مباحثات تم اختيارها لهذه المهمة". وأشار بوراس إلى أن تقرير نيميث هو واحد من عدة تقارير سوف يبحثها القضاء من أجل البت بقضية ما إذا كان هناك أجندة مشبوهة وتمويل خارجي لبعض وسائل الإعلام للهجوم على شركات الطاقة ذات الاستثمارات الضخمة.

أدانت الرابطة الكندية للصحفيين المحاولات الحكومية لتشويه العمل الصحفي على قضايا المناخ بعد إصدار ما عرف إعلاميًا بتقرير ألبرتا

تعليقًا على هذا الجدل قال العالم المناخي بنجامين ستراوس في تصريحات صحافية "إجماع العلماء حول مسائل قضايا المناخ ليس أمرًا سياسيًا أو وجهة نظر سياسة، وهو أيضًا ليس مؤامرة، وهو ليس تابع لأي أجندة، إنه ببساطة رأي علمي". كما قال أستاذ الصحافة في جامعة مونتريال شون هوفمان "مثل هذه الدراسات تؤكد أن هناك من دفع عشرات آلاف الدولارات لنيميث لكتابة تقرير تلوث من خلاله سمعة عشرات الصحفيين والوسائل الإعلامية" وأشار إلى أن "من ينكر حقيقة التغير المناخي علميًا فمن الطبيعي أن يعتبر كل من يعارضه مأجورًا".

وكانت مجلة ناشيونال جيوغرافيك قد نشرت تقريرًا سابقًا في عام 2019 يصف شركات الطاقة والبترول في مقاطعة ألبرتا الكندية بأنها من "أكبر الكوارث التي صنعها الإنسان، حيث يمكن رؤية البرك الزيتية التي خلفتها أكبر المشروعات الصناعية في العالم من الفضاء، وهي تحتوي على مواد سامة". وحذرت تقارير عدة من الكوارث المحدقة بكندا إن لم تتخذ خطوات عاجلة حول هذه المسألة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

اقتباسات وتقييمات فيلم "النمر الأبيض" تنتشر في تويتر

BBC تنفق 1.12 مليون جنيه إسترليني لمواجهة اتهامات التمييز في الأجور ضد النساء