07-أبريل-2022
يتولى رشاد العليمي رئاسة المجلس الرئاسي الجديد (تويتر)

رشاد العليمي

أصدر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي فجر اليوم الخميس إعلانًا رئاسيًا نقل بموجبه كامل صلاحياته إلى مجلس قيادة رئاسي، كما أصدر قرارًا رئاسيًا بإعفاء نائب رئيس الجمهورية علي محسن الأحمر من منصبه. وقال الرئيس هادي في بيان نقل السلطة إنه "بموجب هذا الإعلان، أفوّض مجلس القيادة الرئاسي تفويضًا لا رجعة فيه بكامل صلاحياتي وفق الدستور والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية".

أصدر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي فجر اليوم الخميس إعلانًا رئاسيًا نقل بموجبه كامل صلاحياته إلى مجلس قيادة رئاسي

وينص الإعلان الرئاسي على أن يتولى مجلس القيادة الرئاسي إدارة شؤون الدولة سياسيًا وعسكريًا وأمنيًا واستكمال تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية، بالإضافة إلى قيادة المفاوضات مع الحوثيين بشأن وقف إطلاق النار. حيث تضمنت الصلاحيات الموكلة للمجلس الرئاسي "تيسير ممارسة الحكومة لاختصاصاتها بكامل صلاحياتها طوال المرحلة الانتقالية، واعتماد السياسات اللازمة لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب في جميع أنحاء الجمهورية اليمنية". وكذلك تشكيل "اللجنة الأمنية والعسكرية المشتركة لتحقيق الأمن والاستقرار، من خلال اعتماد السياسات التي من شأنها أن تمنع حدوث أي مواجهات مسلحة في كافة أنحاء الجمهورية".

كما سيتولى المجلس الرئاسي "تهيئة الظروف واتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق تكامل القوات المسلحة تحت هيكل قيادة وطنية موحدة في إطار سيادة القانون، وإنهاء الانقسام في القوات المسلحة ومعالجة أسبابه، وإنهاء جميع النزاعات المسلحة، ووضع عقيدة وطنية لمنتسبي الجيش والأجهزة الأمنية، وأي مهام يراها المجلس لتعزيز الاستقرار والأمن".

ويتشكل المجلس الرئاسي من ثمانية أعضاء برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأسبق رشاد العليمي، وعضوية كل من محافظ مأرب سلطان علي العرادة، والقائد العسكري العميد طارق محمد صالح، وقائد لواء العمالقة عبد الرحمن أبو زرعة، والشيخ عثمان حسين مجلي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس قاسم الزبيدي، ومحافظ حضرموت فرج سالمين البحسني ومدير مكتب الرئيس هادي عبد الله العليمي باوزير.

كما قرر الرئيس اليمني تشكيل "هيئة يمنية للتشاور والمصالحة، تجمع مختلف المكونات السياسية والاحزاب لدعم ومساندة مجلس القيادة الرئاسي والعمل على توحيد وجمع القوى الوطنية، بما يعزز جهود مجلس القيادة الرئاسي وتهيئة الظروف المناسبة لوقف الاقتتال والصراعات بين كافة القوى والتوصل لسلام يحقق الأمن والاستقرار في كافة أنحاء البلاد".

وتضمن الإعلان الرئاسي اليمني أيضًا "تشكيل فريق قانوني مكون من تسعة أعضاء من الكفاءات الوطنية المختصة برئاسة إسماعيل أحمد الوزير لصياغة مسودة القواعد المنظمة لأعمال مجلس القيادة الرئاسي، وهيئة التشاور والمصالحة، والفريق القانوني والفريق الاقتصادي المشكلين بموجب هذا الإعلان، على أن يتم رفعها خلال 45 يومًا من تاريخ هذا الإعلان لرئيس مجلس القيادة الرئاسي لاعتمادها".

وفوّض القرار مجلس القيادة الرئاسي بمهمة التفاوض مع جماعة الحوثي للتوصل لوقف لإطلاق نار دائم في كافة أنحاء اليمن، والجلوس إلى طاولة المفاوضات للتوصل لحل سياسي نهائي وشامل يتضمن مرحلة انتقالية تنقل البلاد من حالة الحرب إلى حالة السلام.

 

ردود الفعل

وفي ردود الفعل الدولية حول تشكيل المجلس الرئاسي، رحبت المملكة العربية السعودية  بقرار الرئيس هادي نقل صلاحياته إلى مجلس القيادة الرئاسي. وحثت المملكة مجلس القيادة الرئاسي على البدء في التفاوض مع الحوثيين تحت إشراف الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي نهائي.

وفي وقت لاحق من صباح اليوم، استقبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي وأعضاء المجلس، وعبّر ولي العهد السعودي عن "دعم المملكة للمجلس وتطلعها إلى أن يسهم تأسيسه في بداية صفحة جديدة في اليمن". وحضر اللقاء وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان وعدد من القيادات العسكرية والأمنية والاستخباراتية السعودية، وهو ما يؤشر لدعم سعودي للمجلس.

وبحسب وكالة الأنباء السعودية فقد قررت الرياض تقديم دعم عاجل لليمن بمبلغ تبلغ قيمته 3 مليارات دولار، كما أعلنت المملكة تقديمها 300 مليون دولار لتمويل "خطة الاستجابة الإنسانية التي أعلنتها الأمم المتحدة للعام الحالي لتخفيف المعاناة عن الشعب اليمني وتحسين أوضاعه المعيشية والخدمية".

داخليًا، في أول ردود الفعل على قرار تشكيل المجلس، اعتبر عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي محمد البخيتي أن مجلس القيادة اليمني الجديد غير شرعي. ونشر البخيتي تغريدة تساءل فيها "لماذا رشاد العليمي؟".

وأضاف: "أثناء مؤتمر الحوار الوطني اقترح أنصار الله مشروع قرار يمنع تواجد القوات الأمريكية ووقف عملياتها العسكرية في اليمن تحت عنوان مكافحة الإرهاب وكان أبرز المعترضين على ذلك رشاد العليمي وقد دخلت معه في نقاش حاد استمر لأكثر من ساعة".

أما رئيس الدائرة الإعلامية لحزب التجمع اليمني للإصلاح علي الجرادي فوصف تشكيل المجلس الرئاسي بأنه "ينهي الصراعات السياسية والبينية بين مكونات الشرعية، ويجدد الأمل في توحد الجهود السياسية والمكونات العسكرية لمواجهة الانقلاب، واستعادة الدولة اليمنية، وتوفير الخدمات والاستقرار وعودة السلطات لممارسة صلاحياتها من الداخل".

 اعتبر عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي محمد البخيتي أن مجلس القيادة اليمني الجديد غير شرعي

بالمقابل، قال الإعلامي والسياسي المقرب من المجلس الانتقالي الجنوبي اوسان بن سدة في حديث لقناة الجزيرة إن "موقف الجنوبيين من إعلان المجلس الرئاسي اليمني سيكون مرهونًا بنتائجه على الأرض اقتصاديًا وعسكريًا ولا يتعارض مع حقهم في تقرير المصير ومسيرتهم في استعادة وبناء وطنهم".