انتخب البرلمان اللبناني قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيسًا جديدًا للبلاد، بعد جولة انتخابية ثانية، ظهر اليوم الخميس.
وحصل عون على 99 صوتًا من أصل 128 في الجولة الثانية، بعدما فشل في الحصول على أكثرية الثلثين المطلوبة للفوز بالرئاسة خلال الجولة الأولى من اقتراع النواب التي جرت صباحًا.
وأدى جوزيف عون اليمين الدستورية كرئيس للبلاد، وقال في خطاب أمام النواب: "شرفني السادة النواب اليوم بانتخابي رئيسًا للبلاد"، مؤكدًا أن لبنان بقي كما هو رغم الحروب والتفجيرات وسوء إدارة الأزمات، مشددًا على أنهم وصلوا إلى ساعة الحقيقة، وهي أن أزمة الحكم تفترض تغيير الأداء السياسي والاقتصادي.
حصل عون على 99 صوتًا من أصل 128 في الجولة الثانية، بعدما فشل في الحصول على أكثرية الثلثين المطلوبة للفوز بالرئاسة خلال الجولة الأولى
وتعهد عون بممارسة صلاحياته كرئيس للجمهورية كاملةً كحكم عادل بين المؤسسات، مشيرًا إلى أنه إذا أردنا أن نبني وطنًا، علينا أن نكون جميعًا تحت سقف القانون.
وأكد على عدم التدخل في القضاء والمخافر، وأنه لن تكون هناك محسوبيات أو حصانات لمجرم أو فاسد، كاشفًا أنه سيعمل مع الحكومة المقبلة على إقرار مشروع قانون لاستقلال القضاء، مؤكدًا أنه سيطعن في دستورية أي قانون يخالف أحكام الدستور.
وعن حرية الإعلام وحرية التعبير، شدد الرئيس المنتخب على احترامهما ضمن الأطر الدستورية والقانونية.
#عاجل | انتخاب قائد الجيش #جوزيف_عون رئيساً جديداً لـ #لبنان. pic.twitter.com/W19ASOdkQp
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) January 9, 2025
وأشار عون إلى أنه سيمارس دوره كقائد أعلى للقوات المسلحة ورئيس للمجلس الأعلى للدفاع، مشددًا على حق الدولة في احتكار السلاح.
كما تعهد الرئيس اللبناني المنتخب بإعادة إعمار ما هدمه العدوان الإسرائيلي في الجنوب والبقاع والضاحية وجميع أنحاء لبنان، داعيًا لمناقشة سياسة دفاعية متكاملة تمكّن الدولة من إزالة الاحتلال الإسرائيلي ورد عدوانه. وأكد أن الجيش سيضبط الحدود جنوبًا وشرقًا وسيتم ترسيمها.
وقال عون إنه سيقيم أفضل العلاقات مع الدول العربية، مؤكدًا تمسكه خلال عهده بمبدأ عدم توطين الفلسطينيين حفاظًا على حق العودة.
وعن العلاقة مع سوريا، أكد الرئيس المنتخب أن هناك فرصة لإقامة علاقات جيدة مع الدولة السورية، وبدء حوار جاد معها.
ومنذ انتهاء ولاية الرئيس اللبناني السابق ميشال عون، أخفق البرلمان في انتخاب رئيس جديد للبلاد خلال 13 جلسة على مدى عامين، آخرها في 14 حزيران/يونيو 2023، مما أدخل البلاد في حالة شغور رئاسي هي السادسة في تاريخ لبنان الحديث.
#عاجل | 71 نائبًا فقط من أصل 128 صوتوا لانتخاب جوزيف عون رئيسًا للجمهورية. pic.twitter.com/zJcMxBsimv
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) January 9, 2025
وبرز اسم جوزيف عون في الآونة الأخيرة كمرشح يحظى بإجماع واسع وموافقة أطراف إقليمية ودولية. إذ يعول المجتمع الدولي على الرئيس المنتخب لقيادة البلد خلال المرحلة الحساسة التي تعيشها، إذ سيواجه ملفات ثقيلة، أهمها الملف الاقتصادي المثقل بالمشاكل والانقسام السياسي داخل البلاد، بالإضافة إلى إعادة بناء الدولة وبسط نفوذها على كامل التراب اللبناني، في ظل الوضع الأمني الصعب واحتلال الجيش الإسرائيلي لعدد من القرى على الشريط الحدودي.
وبذلك يكون جوزيف عون الرئيس الخامس للبنان الذي يأتي من خلفية عسكرية، من قيادة الجيش إلى رئاسة الجمهورية مباشرةً.
ولد جوزيف عون عام 1964 في منطقة سن الفيل شرقي بيروت، وهو من بلدة العيشية جنوبي البلاد. حصل على إجازة في العلوم السياسية وشهادة في العلوم العسكرية، بعد أن التحق بالكلية الحربية عام 1983 وتخرج منها برتبة ملازم عام 1985.
عمل عون في الجيش اللبناني وتقلد فيه عدة مناصب، وترقى عام 2017 إلى رتبة عماد، ومنذ آذار/مارس من نفس العام، يشغل منصب قائد الجيش اللبناني، حيث برز اسمه بقوة.