الرئيسة السويسرية تفتح الباب أمام وساطة فيدرير وإنفانتينو لتخفيف الرسوم الأميركية
13 أغسطس 2025
أعلنت الرئيسة السويسرية كارين كيلر سوتر أن بلادها لا تمانع تدخل شخصيات سويسرية بارزة مثل نجم التنس العالمي روجر فيدرير أو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو، في محاولة للتأثير على الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الرسوم الجمركية المفروضة حديثًا على الصادرات السويسرية.
وقالت كيلر سوتر في مقابلة مع قناة "تلي تسوري"، نقلت تفاصيلها وكالة "رويترز": "إذا تحدث إليه أشخاص يعرفونه، فنحن لا نعارض ذلك"، في إشارة إلى إمكانية استخدام العلاقات الشخصية والرمزية لتليين موقف واشنطن. لكنها شددت في الوقت ذاته على أن هذه ليست استراتيجية رسمية، وأن المفاوضات ستبقى من اختصاص الحكومة الفيدرالية.
هذا الانفتاح على الوساطة غير التقليدية يأتي في أعقاب فرض الولايات المتحدة رسومًا جمركية بنسبة 39% على السلع السويسرية، وهي من أعلى النسب التي أُقرت ضمن سياسة ترامب لإعادة تشكيل النظام التجاري العالمي. القرار أثار صدمة في الأوساط الاقتصادية السويسرية، خاصة أن الشركات السويسرية تستثمر بكثافة في السوق الأميركية، وتُعد من بين الشركاء التجاريين الموثوقين.
الرهان على فيدرير أو إنفانتينو لا يبدو عبثيًا في سياق شخصية ترامب، الذي يُعرف بولعه بالمشاهير والرموز الرياضية
الرهان على فيدرير أو إنفانتينو لا يبدو عبثيًا في سياق شخصية ترامب، الذي يُعرف بولعه بالمشاهير والرموز الرياضية. حضور ترامب لنهائي كأس العالم للأندية في نيوجيرسي في تموز/يوليو الماضي، دفع بعض السياسيين السويسريين إلى اقتراح إنفانتينو كقناة تفاوض غير رسمية. كما أشارت تقارير إعلامية إلى أن فيدرير، الذي يحظى بشعبية جارفة في الولايات المتحدة، قد يكون قادرًا على التأثير في الرئيس الأميركي بطريقة غير مباشرة.
ورغم هذا الانفتاح، أكدت كيلر سوتر أن سويسرا لن تدفع "أي ثمن" مقابل اتفاق تجاري، مشيرة إلى أن اتفاقًا سابقًا تم تجاهله من قبل ترامب خلال مكالمة هاتفية في 31 تموز/يوليو. وأضافت: "لا يمكن أن ندفع ببساطة، ونُضعف موقعنا التجاري، ثم نُجبر على تحمل رسوم جمركية مرتفعة".
وأعربت الرئيسة السويسرية عن أملها في التوصل إلى اتفاق بحلول تشرين الأول/أكتوبر، كما أشار وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، لكنها شددت على أن سويسرا، رغم استثماراتها الكبيرة، تبقى دولة صغيرة ذات نفوذ سياسي محدود، ما يُقلص من هامش المناورة لديها.
اللافت أن هذه الاستراتيجية الرمزية ليست الأولى من نوعها، فقد سبق أن لجأ الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا إلى ضم لاعبين غولف مشهورين إلى وفده خلال زيارة إلى واشنطن في مايو الماضي، في محاولة لكسر الجمود في العلاقات التجارية. إلا أن اللقاء مع ترامب شابه توتر كبير بسبب مزاعم غير دقيقة حول قضايا داخلية في جنوب أفريقيا، ما يُظهر أن الرهان على الرمزية قد لا يكون دائمًا مجديًا.
وسط هذا المشهد، تبدو سويسرا وكأنها تُعيد تعريف أدواتها الدبلوماسية، وتُراهن على مزيج من الحوار الرسمي والرمزية الشعبية، في محاولة لتخفيف تداعيات قرار جمركي قد يُكلفها اقتصاديًا وسياسيًا. فهل تنجح وساطة فيدرير أو إنفانتينو في فتح نافذة تفاهم مع البيت الأبيض؟ الإجابة لا تزال معلقة، لكن سويسرا تبدو مستعدة لتجربة كل السبل الممكنة.