09-يوليو-2017

تمام عزام/ سوريا

أنا مجنونة تقول لكم

أُراهنُ علی نبضٍ صغير مکانه في الصّدور

وأُصرُّ علی إحراقِ الذّكريات والأحلام

نعم أنا مجنونةٌ تقولُ لكم

ادخلوا البيت من بابِه فهو الله

الّذي يکرهُ غدرَ الشّبابيك والظُّهور

مُرُّوا بتلكَ الياسمينة عندَ الباب

واسقوها كما تسقونَ موتاكم

وتهيَّبوا من صورةِ أبي في صدرِ الدّار

واقرؤوا السَّلام على الغُبار

الّذي تراکم علی زجاجِ صورته

فتِّشوا عن أجسادِنا البضَّةِ تحتَ الأَسِرَّة

والمحوا البراءَة في دمائنا

ادخلوا في عينِ أخي

وشاهدوا الكونَ من خلاله

قِفوا قليلاً فوقَ صباحاتِنا

وانثروا المساءاتِ الّتي تركْنا فيها

عصافيرَ الدَّارِ تجوع

أنصتوا جيِّدًا لصدی أرواحِنا

في زواياه وقلِّدونا في الضَّحك إنِ استطعتم

استرقوا النَّظرَ إلی فنائِه

ودُوروا حولَ أنفسِکم

حيثُ يتراکضُ أطفالهٌ بمرحٍ كبير

اصعدوا إلی سطحِه

ضيِّعوا غيومَهُ في أحلامِكم

وانتظروا حتَّی يهبطَ المساء عليکم بنجومِه

لكنْ لا توغِلوا سکاکينکم دفعةً واحدة في خاصرتِه

وعندما يموت

اخرُجوا منه متعبين

وبلا سماء كالأقزام.

 

هكذا أعتقد

هكذا أعتقدْ

أنَّ النّاسَ حينَ يموتون

يفعلون أشياءَ عديدة

منها أنَّ أحدهم يلبسُ شكلَ الرّائحة

ويباغِتُنا في أضعفِ أماكنِ الجسد

ومنهم من يصفعُنا كغبارٍ خفيف

آخرُ يحاولُ شدّ انتباهِنا بنعومةِ كفّيه

وآخرونَ يتحوَّلونَ إلى جبلٍ منَ الذِّكريات

ليحطِّموا رؤوسنا

وبعضُهم حينما يموتون

يتركونَ ظلالَهم على الجدران

تلاحق بعضها

وكثيرون يحبسون وجوههم في مرايانا

ثمّة هناكَ من يعجبهُ أنْ نخافَ مجيئِه مثلاً

فيظلُّ طَوالَ اللّيلِ يغلقُ الأبواب علينا

ومنهم منْ يعجبهُ أن ننتشي

فيسقطَ على شبابيكنا مثل المطر

أحبّ أولئك الأموات

الذين يأخذون أصابعي

ويبالغون عندما يرشقونني بالضّحك.

 

اقرأ/ي أيضًا:

لأصدقاء نافقين في لهفتنا

6 شعراء من ألمانيا.. أنا أصغي فحسب